جيل " دايتون " و" أوسلو" يقلب الطاولة
جيل " دايتون " و " أوسلو " لم يكن كما أريد له أن يكون في فلسطين ، جاهلا خوارا مدجنا ، فلقد خرج واعيا شجاعا مقاوما ،حاملا رسالة شعب شرذمته الفصائل .
طلبة الجامعات الفلسطينية الذين كان لتغيير مناهجهم التعليمية أهداف خبيثة ، وفئات غيرهم ، قلبوا ظهر المجن وأطلقوا الهبة ، وأثبتوا بأن الإنقسام خيانة ، أيا كانت أسبابه ، وأن التشرذم مؤامرة ، أيا كان تبريره ، ومن أجل ذلك ، فإنك لم تعد ترى أي متحزب بين ظهرانيهم ، وأي راية سوى راية فلسطين ، الوطن والهدف .
هي هبة شعبية من جيل لم يعد يؤمن بالأحزاب والسياسيين الذين حاولوا الفرار من الحرج إلى مؤتمر صحفي جامع فارغ من أي معنى : لقد اجتمعوا وقلوبهم شتى .
تموت الفلسطينية ويموت الفلسطيني على الحاجز ، ورأينا كيف أنهم يكتبون وصاياهم عبر صفحاتهم الإجتماعية الشخصية ،أحدهم كتب : " حذار أن يتبنى استشهادي أي فصيل " هكذا بالحرف ، وكتب آخر : " لقد ضجرنا من إفلاسكم " .. إنهم فتية آمنوا بوطنهم وزادهم الله هدى ، لسان حالهم جميعا : أن القدس خط نار بالأفعال وليس الأقوال .
مشاهد ترفع الرأس وتشد الهمة ، ولكنها أيضا ، تقطع القلب :
سلطة رام الله ، وسلطة غزة ، تقومان بواجبهما " الإنساني " وزيادة ، فهما توفران " سيارات إسعاف " .
شبان وشابات أكبر من فتح ، وأعظم من حماس ، ومن الجهاد ، ومن الشعبية ، من كل أولئك الذين يرفعون رايات صفراء وخضراء وحمراء وكل ما يحتويه قوس قزح .
إنها هبة وغضبة مُضرية على الواقع الذي جعل شعبا مناضلا تحت الإحتلال يتظاهر طلبا للرواتب ، ورفضا لانقطاع الماء ، شعبا استهلاكيا أراد سياسيوه أن تستمرئ كفاه " حرير " الإحتلال و" نعومة " الإستعباد .
إنها " انتفاضة " ، لم لا نسميها كذلك ، ضد أولئك الساسة الذين لم يقدموا للقضية وللشباب والشابات سوى " الكلام " ولا يجيدون سوى بيع الموت بالمجان ، ولا يمتهنون سوى اصطياد الذباب .
إنه الربيع الفلسطيني ضد الفصائل والأحزاب والإحتلال معا ، ، وسنرى في قادم الأيام من سيقمع هذا الربيع ، ومن سيدوس على جثث ودماء الشهداء .
انتظروا ، إني معكم من المنتظرين .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews