Date : 23,11,2024, Time : 10:29:58 AM
19954 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 02 محرم 1437هـ - 16 أكتوبر 2015م 04:22 ص

ألمانيا تخوض امتحان الريادة في مجال الطاقة النظيفة

ألمانيا تخوض امتحان الريادة في مجال الطاقة النظيفة
جون جابر

الوقوف في الغابة السوداء في جنوب غرب ألمانيا ومشاهدة توربينات طاقة الرياح التي بقُطر يبلغ 100 متر، وهي تدور على جسور خشبية، يتيح لنا رؤية طريقة عمل مشروع تحوّل طاقة الرياح.

محاولة ألمانيا لإنتاج ما يصل إلى 95 في المائة من احتياجاتها من الطاقة من مصادر الطاقة المُتجدّدة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2050، تجري على قدم وساق. وهي ناجحة جزئياً.

الجزء الجيد نجده معروضا في بادن فورتمبيرج، الولاية المُزدهرة التي هي موطن لشركات مثل مرسيدس بنز، وروبرت بوش، ووساب.

هنا، مجموعة جديدة من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم نشأت حول مصادر الطاقة المُتجدّدة التي كانت العام الماضي تُمثّل 26 في المائة من توليد الطاقة في ألمانيا.

نحو نصف هذا كان يُنتج من مزارعين وجمعيات تعاونية تقوم بتشغيل محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

الجزء الآخر نجده في ألمانيا الشرقية السابقة وراينلاند، حيث مناجم الليجنايت تُنتج "الفحم البني" الذي يولّد الكهرباء بقدر طاقة الرياح والطاقة الشمسية تقريباً. اعتماد ألمانيا على الليجنايت والفحم أثناء تطويرها محطات الطاقة النووية يقوّض أحد أهداف المشروع الرئيسية - تقليل انبعاثات غاز الدفيئة. بدلاً من ذلك، على الرغم من الارتفاع في الطاقة من المصادر المُتجدّدة، إلا أن هذه الانبعاثات آخذة في الارتفاع. الأمر الغريب فيما يتعلّق بمشروع تحوّل طاقة الرياح هو أن ألمانيا في طريقها إلى تحقيق المهمة الصعبة، بينما تسقط في امتحان ما ينبغي أن يكون المهمة السهلة - أي تخفيض إنتاجها من الفحم. الزيادة في انبعاثات الكربون فيها على الرغم من أنها ترمي بنفسها في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية سيكون بمثابة إحراج بالنسبة إلى المستشارة، أنجيلا ميركل، في قمة تغيّر المناخ في باريس المُقرّر عقدها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

ثقة العالم بالتكنولوجيا الألمانية تضرّرت بسبب الاكتشاف أن شركة فولكسواجن غشّت من أجل جعل السيارات التي تعمل بوقود الديزل، تظهر بأنها لا تُصدر عديدا من جزيئات السخام بقدر ما تفعل. قذف أبخرة الليجنايت إلى السماء تحت ستار برنامج الطاقة الخضراء، يبدأ بجعل البلاد تبدو كما لو أنها لا تفعل أبداً ما تقوله على المُلصقات.

يتعلّق الأمر بالمُصلحين غير الخبيرين مقابل عمال المناجم. هل ستقوم ألمانيا بدعم ثقافة "المُصلحين غير الخبيرين" - أي مواطني المشاريع الابتكارية في بادن فورتمبيرج وغيرها من الولايات الصناعية، الذين يبنون البنية التحية للطاقة الجديدة في ألمانيا - أم ستقوم بحماية عمال مناجم فحم الليجنايت فيها. الاحتجاجات من قِبل عمال المناجم منعت محاولة الحكومة هذا العام لوضع تعريفة أعلى على أقذر أشكال الطاقة من الوقود الأحفوري.

ألمانيا يجب أن تدعم الابتكار - وليس مجرد إعادته إلى المسار المؤدي إلى تخفيض الانبعاثات، لكن لأن هذا يستهدف نقاط قوتها. تقليدها المُتمثّل في التصنيع المُتقدّم والأبحاث الصناعية، يمنحها القدرة على القيادة في تكنولوجيا الطاقة الخضراء. وحماية الفحم وفحم الليجنايت يُبقيها عالقة في الماضي.

قضيت الأسبوع الماضي في بادن فورتمبيرج في جولة لمشاريع الطاقة استضافتها وكالة التصدير فيها. الأمر الأكثر إثارة للانتباه كان الدرجة التي قام بها مشروع تحوّل طاقة الرياح بإشراك كل من الشركات والمواطنين - من أصحاب المنازل الذين قاموا بتركيب خلايا الوقود لتوليد الكهرباء من الغاز، إلى المزارعين الذين وضعوا توربينات الرياح على أراضيهم، ويُسهمون في توليد الكهرباء الخاصة بهم في الشبكة الوطنية.

الولاية تخضع لتحالف بقيادة الحزب المؤيد للبيئة، لكن دوافع المزارعين بسبب المثالية الخالصة بقدر مما هي بسبب مزيج من الفخر المحلي والفهم المالي الجيد - أسعار ثابتة للطاقة من المصادر المُتجدّدة، بدعم من المساعدات الحكومية بمقدار 21.5 مليار يورو، تُحقق عوائد جيدة. يقول هانيلور رينبولد مينش، عمدة قرية فريامت "إن الناس هنا مُحافظون، ولا يتبعون للحزب المؤيد للبيئة، لكنهم يحبّون القرية ويُريدون العيش فيها".

قرية فريامت لديها ستة توربينات، مملوكة للجمعيات التعاونية للمزارعين، التي تُنتج عوائد بنسبة 6 في المائة على الاستثمارات إذا عصفت الرياح، لكن هذا ليس مضموناً في جنوب ألمانيا، التي هي مناسبة أكثر للطاقة الشمسية، في حين إن الشمال يوفّر مزراع الرياح.

قامت قرية فريامت بتركيب أول توربين فيها في عام 1997 بعد ذعر عام 1974، عندما أوشكت فرنسا على بناء محطة للطاقة النووية على بُعد 50 كيلومترا.

توليد الطاقة المُتجدّدة لا يكون دائماً موضع ترحيب - تُقدّر الولاية أنها تحتاج إلى ما يصل إلى عدد إضافي من توربينات الرياح مقداره 1200 لتحقيق الأهداف، الأمر الذي من المحتمل أن يُعطّل السياحة. قليل من الناس يُريد العيش بالقرب من خطوط وأبراج الكهرباء على مسافة 2000 كيلومتر، التي تحتاج ألمانيا إلى بنائها لحمل الطاقة من الشمال إلى الجنوب.

مع ذلك، تُحقق البلاد تقدّماً ثابتاً مع ما كان يبدو فيما مضى محاولات غريبة الأطوار. انخفاض أسعار خلايا وبطاريات الطاقة الشمسية - بفضل إغراق الصين وكوريا الجنوبية السوق - وارتفاع كفاءة تكنولوجيا الرياح والكتلة الحيوية يعني أنها قد تتجاوز تماماً هدفها من مصادر الطاقة المُتجدّدة، الذي يتضمن 35 في المائة من توليد الطاقة بحلول عام 2020.

سيكون من الغباء إفساد هذا الأمر من خلال السماح بزيادة الانبعاثات بدون اعتبار للعواقب. حدث هذا منذ عام 2010 لأن الفجوة، مع قيامها بإغلاق جميع محطات الطاقة النووية فيها بحلول عام 2022 (هدف تم وضعه بعد كارثة فوكوشيما في عام 2011)، يتم ملؤها من الفحم وفحم الليجنايت.

محطات الطاقة التي تعمل بالفحم تولّد الكهرباء بثمن بخس، بحيث إن المحطات التي تعمل بالغاز الحديثة والأنظف يجري توقيفها بدلاً من ذلك.

في مؤتمر باريس، ميركل وفرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي يُريدان الضغط من أجل التزامات طموحة لإزالة الكربون من الاقتصادات. مشروع تحوّل طاقة الرياح ينبغي أن يضع ألمانيا في وضع مثالي، لكن كما تقول كلوديا كيمفيرت، رئيسة الطاقة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية في برلين "إن مصادقية المشروع ليست عالية جداً إذا لم تُحقّق ألمانيا أهداف الانبعاثات الخاصة بها".

بعد فضيحة شركة فولكسفاجن، لن يأخذ العالم التكنولوجيا الألمانية على محمل الثقة. كانت ألمانيا ذات قدرة هائلة على الابتكار. الآن بات لا بد لها أن تحقق النتائج، من أجل استعادة الثقة.

(المصدر: فايننشال تايمز 2015-10-16)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد