تراجُع الانفاق النفطي يدعم الاقتصاد ومالية الدولة
يصبّ سعر النفط الرخيص في مصلحة الدول الفقيرة والنامية التي تستورد النفط مع استمرار تراجع الفاتورة النفطية أكان ذلك في القطاع العام أو الخاص. لكنّ ذلك لا يغطّي الآثار السلبية لغياب المبادرات الحكومية واستمرار تداعيات الأزمة السورية.ما زال تراجع اسعار النفط منعكساً ايجابياً على الاقتصاد والمال في مختلف الدول المستوردة للنفط، ومنها لبنان. واستطاع لبنان من ناحية اخرى التحرر من اي ركود اقتصادي لأنه تمكّن من زيادة حجم اقتصاده او الناتج القومي العام من 50 مليار دولار في العام 2014 الى 54,4 مليار دولار كما هو متوقع في العام 2015 الجاري أي بزيادة سنوية نسبتها 2 في المئة يتوقع ان تزيد الى 2,5 في المئة في العام 2016.
الامر الذي يرفع الناتج القومي الفردي من 11,092 دولاراً الى 11945 دولاراً أي بزيارة 7,7 في المئة وذلك وسط توقعات بتراجع نسبة التضخم الى 0,2 في المئة في 2015 اي الى ادنى مستوى لها منذ عشر سنوات.
يأتي ذلك نتيجة مباشرة لتراجع اسعار النفط ولتراجع غالبية العملات الرئيسية في العالم مقابل الدولار الاميركي، كون لبنان يعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الخارج وبالعملات الاجنبية الامر الذي يدعو لتوقع تراجع الاستيراد بنسبة 6,1 في المئة العام 2015 وبالتالي تراجع العجز في الحساب الجاري بالنسبة للناتج القومي العام بنسبة 21 في المئة في 2015 وبنسبة 19,3 في المئة في 2016 بحسب صندوق النقد الدولي.
ومن جهة اخرى لا يتوقع ايّ تغيير يذكر على مستوى نسبة الدين العام الى الناتج القومي العام الذي سوف يتراوح حول مستوى 133 في المئة علماً انّ هذه النسبة وصلت في اعلى مستوى لها الى 185 في المئة.
وكان الدين العام اللبناني بلغ 68,9 مليار دولار في نهاية شهر آب 2015 أي بزيادة 3,5 في المئة عن مطلع العام. على صعيد آخر ما زال القطاع العقاري يسجل تراجعاً متزايداً اذ انخفض عدد رخص البناء على اساس سنوي بنسبة 13 في المئة حتى نهاية شهر آب الماضي وذلك في وقت ما زالت محافظة جبل لبنان تستحوذ تقريباً على 50 في المئة من الرخص الجديدة.
بحسب مؤسسة HSBC المصرفية في تقرير لها يغطي الفصل الرابع من العام 2015، فإنّ غياب عمل وانتاجية الدولة والمؤسسات ما زال يشكل ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد اللبناني في حين انّ تراجع اسعار النفط وفّر دعماً للمالية العامة في البلاد، خصوصاً مع تراجع كلفة دعم المحروقات بنسبة 40 في المئة في النصف الاول من العام 2015.
غير انّ ستانرد اند بورز كانت اكثر تشاؤماً فخفضت نظرتها الى لبنان من B- الى سلبي وقد دفع ذلك بحسب ستاندرد اند بورز الى تخفيض مصرف لبنان توقعات النمو الى ما دون واحد في المئة في 2015 والى التخطيط لضخ 1,5 مليار دولار اميركي خلال العام 2016 لتحفيز الاقتصاد، لكن HSBC تعتقد انّ استمرار الازمة السورية سوف يقلّص من ايجابيات مبادرات مصرف لبنان المركزي.
البورصة اللبنانية
بلغ حجم التداولات في بورصة بيروت أمس 40941 سهماً وقيمتها 1,067,025 دولار وسجل تبادل 25 عملية بيع وشراء تناولت ثمانية اسهم مختلفة: ارتفع منها سهمان وتراجعت ثلاثة اسهم واستقرت ثلاثة اسهم اخرى.
فقد تراجع سعر اسهم بلوم الفئة (GDR) بنسبة 0,1 في المئة الى 9,64 دولارات واسهم عودة الفئة (H) بنسبة 0,09 في المئة الى 101 دولار واسهم عودة العادية بنسبة 0,66 في المئة الى 5,95 دولارات وارتفع سعر اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 0,39 في المئة الى 10,8 دولارات وهو السعر الذي استقرت عليه اسهم الشركة من الفئة (أ) ايضاً.
كما ارتفعت اسهم بلوم العادية بنسبة 0,52 في المئة الى 9,64 دولارات. واستقرت اسهم بيبلوس العادية والفئة 2008 على 1,61 دولار و101 دولار على التوالي. وفي ختام التداولات تراجعت القيمة السوقية للبورصة دون مستوى 11 مليار دولار.
اسواق الصرف العالمية
ارتفع سعر اليورو امس بنسبة 0,11 في المئة الى 1,1372 دولار كما زاد الجنيه الاسترلني 0,24 في المئة الى 1,5367 دولار والدولار الاوسترالي بنسبة 0,53 في المئة الى 0,7375 دولار. كما تراجع الدولار بنسبة 0,10 في المئة الى 120,12 يناً وبنسبة 0,08 في المئة الى 0,9609 فرنك سويسري.
وبذلك يكون الدولار الاميركي بدأ أسبوعه أمس في دائرة الضعف تماشياً مع اقتناع الكثيرين بعدم رفع اسعار الفائدة خلال العام الجاري، غير انّ الدولار سوف يتحرك في المدى المنظور على وقع التقارير الاقتصادية المتلاحقة. وفي الوقت نفسه تراقب الاسواق ارتفاعات العملات في الاسواق الناشئة لمعرفة ما اذا كانت هذه الارتفاعات سوف تدوم طويلاً، علماً انّ الدولار الاوسترالي زاد الاسبوع الماضي 4 في المئة.
النفط والذهب
ارتفع الذهب امس الى اعلى مستوياته في سبعة أسابيع فزاد بنسبة 0,91 في المئة الى 1166,30 دولاراً للأونصة كما زادت الفضة بنسبة 1,06 في المئة الى 15,98 دولاراً للأونصة، ويلقى الذهب دعماً في المرحلة الراهنة من تراجع الدولار ومن تأجيل رفع أسعار الفائدة الاميركية.
وتراجع سعر النفط في نيويورك امس بنسبة 0,32 في المئة الى 49,48 دولاراً للبرميل، في حين تماسكت اسعار نفط برنت الخام في لندن فزادت 0,06 في المئة الى 52,68 دولاراً للبرميل، ولقي النفط دعماً من تراجع المخزونات الاميركية من النفط ومن ضعف الدولار.
بورصات الاسهم العالمية
قادت شانغهاي بورصات الاسهم الاسيوية صعوداً أمس فزادت 3,28 في المئة الى 3288 نقطة، فزاد مؤشر نيكي في طوكيو 1,64 في المئة الى 18439 نقطة ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1,21 في المئة الى 22731 نقطة ومؤشر سنغافورة 1,12 في المئة الى 3032 نقطة.
لكنّ ذلك لم يدعم البورصات الاوروبية، فتراجع مؤشر فوتسي البريطاني 0,66 في المئة الى 6374 نقطة وتراجع مؤشر كاك الفرنسي 0,48 في المئة الى 4679 نقطة وزاد مؤشر داكس الالماني 0,13 في المئة الى 10105 نقطة، كذلك فتحت البورصة الاميركية في دائرة الضعف عموماً مع تراجع طفيف لمؤشر داو جونز وستاندرد اند بورز.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-10-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews