«سهلاوي» الزمن الجميل!
ربما يكون النجم السعودي الهداف محمد السهلاوي مستحقا نظرة أخرى من مؤسسات الاعلام الرياضي، وربما يكون نفسه غير مفضلا من الأساس ان يعيش في تلك الأجواء «الصاخبة» التي عاش عليها رفقاء دربه، وأيضا من هم في أقل منه بالقيمة والمكانة، الا أن الواقع يأتي اليوم ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أنه من القيم النادرة، في الملاعب السعودية عامة، ليس في ناديه النصر وفقط، ان كان على المستوى العالي من القيمة الفنية والبدنية، وحتى الأكثر منها على صعيد الأخلاقيات، في داخل الملعب، وايضا في خارجه.!
خلال السنوات الأخيرة، لم يستمر اي لاعب سعودي آخر، بثبات وتصاعد ولفترات طويلة في نفس الصورة التي ظهر عليها السهلاوي، وهو بالجانب الذي ليس من السهل تجاهله بين قيم ومكانات اللاعبين الآخرين، وفي ظل ظروف محيطة، وأيضا مغريات تأثر بها سلبا لاعبون آخرون، وشاركت في النهاية السريعة لمشوارهم ومستوياتهم، الأمر الذي يعني، أن ما تسلح به اللاعب من قيم ومعان وأسس سليمة، يظل أكبر واعظم مما يمكن أن يتظاهر به أي لاعب آخر على مستوى المهارة والامكانات البدنية، ويؤكد وبعمق كبير، أن الثقافة والقناعات التي يمكن أن تكون الاساس في التعاملات والعلاقات، والتعاطي مع الأحداث، لا يمكن التجاهل لها، لمجرد الحديث عن موهبة، أو حتى قيمة مضافة في لاعب آخر «اعلامي» أو كذلك رفيقه المصنوع.!
لم يحظَ السهلاوي خلال مشواره السابق، اعلاميا، بمثل ما حظي به لاعبون آخرون أقل بالكثير من مستواه وامكاناته، بل وعلى العكس تماما، يمكن أن نقول إنه انتقد كثيرا، وأحاطت به المزيد من العراقيل النفسية والضغوط، لأسباب أو لأخرى، ومع ذلك ظهر كافضل اللاعبين هدوءا والتزاما، وايضا ثقة بالنفس، وتمكن وبعد مجموعة من الفترات العصيبة والإهمال من بعض مدربي المنتخبات، لأسباب نجومية لاعب آخر أو الشهرة الاعلامية للثاني، مؤمنا بفرصته وأيضا معززا من أولوياته، معتبرا أن الظروف التي قست عليه في يوم من الأيام، من الممكن أن تعود لتفتح أمامه الوجه الآخر، مثلما يحدث الآن ويتابع الجميع، كيف أن المهاجم «المهمش» في يوم من الأيام، أصبح تاريخيا بلغة منطق ومجموعة من الأرقام.!
لم يظهر السهلاوي كأول لاعب سعودي يسجل لمنتخب بلاده في سبع مباريات متتالية وفقط، بل وايضا أوضح علو كعبه أمام العديد من المهاجمين السعوديين في السنوات الأخيرة وفي اللحظات العصيبة والدقيقة، عندما سجل هدف الفوز في المرمى الاماراتي ومن ضربة جزاء، أكد من خلالها أنه من ندرة المهاجمين الحاضرين ذهنيا في الملعب، بتركيز عالٍ وأثر ايجابي، ليس في اتجاه آخر تابعناه من لاعبين، يعنيهم استقطاب الأنظار، في اتجاه وفي آخر التلاعب بمشاعر جماهيرهم دون اكتراث.!
(المصدر: الأيام 2015-10-10)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews