قطاع الأعمال.. والفرص الضائعة!
للأسف، لا تزال المنطقة العربية متأخرة كثيراً عن الركب العالمي، مع أن لديها الكثير المساحات الفارغة التي لم تطلها يد التطوير والتحسين، خصوصاً في ما يتعلق بقطاعاتها الاقتصادية، ومنها قطاعات المال والأعمال تحديداً. فرغم النمو المطرد لكثير من الشركات التجارية وعبر عقود من الزمن، فإن كثيراً منها لا يزال غير مؤمن بالواجبات والمسؤوليات الاجتماعية الملقاة على عاتقهم، وذلك تجاه الدول التي تحتضن أعمالهم، وتجاه مجتمعاتهم.. وجمهور عملائها والمتعاملين معهم!
نعم، فإن للشركات التجارية الكبرى وكما هو معلوم، مسؤولية اجتماعية كبرى تحتمها عليها الظروف التي توافرت لها وساهمت في نموها وتوسعها، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. فمفهوم ما يسمى المسؤولية الاجتماعية للشركات في الدول العالمية الكبرى.. لم ينشأ عبثاً، بل كان دائماً عاملاً فاعلاً في تلك الدول، وبنداً رئيسياً في ميزانيات كبرى شركاتها من القطاع الخاص، لما له من مردود رائع على مجتمعاتها أخلاقياً وإنسانياً.. بل وحتى تجارياً، ويعود على تلك الشركات بسمعة طيبة أمام جمهور عملائها وبالتالي تحقيق ارتياح عام مما يؤدي حتماً إلى زيادة ومضاعفة حجم مبيعاتها، وبالتالي انتشارها!
ولكننا للأسف، لا نجد ذلك معمولاً به في دولة الكويت، فهذا المفهوم غائب وبشكل كبير، ولا نكاد نراه إلا في عدد قليل من الشركات الكبرى ذات الطابع الإيرادي الضخم كشركات الاتصالات والبنوك المحلية، إذ لا نجده لدى باقي أغلب الشركات التجارية الأخرى إلا في ما ندر، وإن وجد فإن أغلبه من غير تركيز.. لا يفيد المجتمع ولا حتى الأفراد، بل ليس فيه فائدة على البيئة! ولكن في المقابل ربما نجد أن بعضها يحقق نتائج إيجابية وقتية، تنتهي بانتهاء هذه الرعاية أو تلك.. أياً كانت هدفها ومضمونها وفحواها!
إن أنواع رعايات المسؤولية المجتمعية كثيرة.. متعددة ومتنوعة، وأهمها ما يعود على النشء والفرد بفائدة كبيرة، ومنها رعاية واحتضان وتشغيل أصحاب المشاريع الصغيرة وخصوصاً من فئة الشباب، عبر تقديم دورات متخصصة مدفوعة الأجر مسبقاً لتطوير مهاراتهم، وكذلك ترتيب وتقديم الاستشارات الفنية والقانونية والتجارية لهم، حتى تستقر أحوال تجارتهم وتتطور.
ومن الرعايات المميزة أيضاً التي نتمني على الشركات المحلية الكبرى أن توليها اهتماماً كبيراً، وهي الخاصة بالبيئة وتحسين أحوال المناخ الجوي، وإعادة تدوير النفايات، وإعادة ترميم وتطوير الشواطئ والمتنزهات العامة وإقامة النصب التذكارية لرموز دولة الكويت وشهدائها وأعلامها. ويا ليتها تقوم أيضاً بتقديم ورعاية البرامج التدريبية المجانية الخاصة التي تهتم بتطوير مبدأ الإبداع والابتكار لدى الأطفال الصغار، فهناك كثير من الأفكار والبرامج التدريبية العالمية التي تخدم وتساهم في تطوير هذه الفئات العمرية المهمة. والذي نأمل في أن يتم الالتفات اليها لما فيها من خدمة كبيرة من حيث خلق جيل شبابي كويتي مبدع واعٍ وخلاق.. لا يعتمد على التوظيف الحكومي كمصدر للمدخول والتوظيف السهل.. بل على أفكاره وإبداعاته وإنتاجاته واستقلاليته!
(المصدر: القبس 2015-10-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews