Date : 22,09,2024, Time : 06:36:33 AM
3084 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 21 ذو الحجة 1436هـ - 05 أكتوبر 2015م 02:28 ص

مواجهة روسيا بمناطق آمنة

مواجهة روسيا بمناطق آمنة
سلمان الدوسري

عقّدت روسيا المشهد السوري تمامًا أكثر من كل تعقيداته السابقة، تدخّلت بريًا صراحة وعلانية، وبلا مبرر منطقي. طوال أربع سنوات ونصف، ظلت موسكو تقول إن وجودها على الأراضي السورية، هو فقط في صورة خبراء عسكريين، ثم تحولت إلى إمداده عسكريًا، وخلال هذه الفترة كان حليفها نظام بشار الأسد يخسر على الأرض أكثر مما يكسبه، حتى أصبح ما يسيطر عليه حقيقة، أقل من ربع مساحة الدولة، فكان القرار الروسي بالدخول صراحة في حرب لصالح نظام بشار، وليس فقط ضد «داعش» والجماعات المتطرفة، بل، وهنا المفاجأة الكبرى، الحرب طالت المعارضة المعتدلة والمدنيين، في مواجهة مكشوفة أمام العالم أجمع.
هل تم التدخل الروسي بهذه الطريقة السينمائية بإخراج أميركي؟ لا يمكن الجزم بإجابة قاطعة، ربما الأيام القادمة كفيلة بمعرفة ما إذا كان الرد الأميركي يوازي موقفها المعلن، أم سيكون على الطريقة الأوكرانية، التي سمعنا فيها جعجعة أميركية وصل صداها للعالم بأسره، ولم نرَ من جرائها طِحنًا. الأهم في ظني هنا: ما هو موقف الدول العربية الكبرى؟ على اعتبار أنه لا يمكن التعويل على الجامعة العربية، التي لا تمتلك الأدوات التي تواجه بها المواقف المعقدة دوليًا. بالنسبة لدولة مثل مصر فهي لا تخفي ترحيبها بالتدخل الروسي الذي تعتبره جزءا متوافقًا مع سياستها في سوريا التي كانت ضد النظام، ثم تحولت محايدة ثم مالت لصالح النظام تحت ذريعة الحفاظ على مؤسسات الدولة، ولا شك أن هذا الموقف يسجل كنقطة سوداء في السياسة الخارجية المصرية التي لا يناسبها مثل هذا الدور أبدًا. أما السعودية فمع تصدرها للدول الداعمة للشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، ومع سعيها لدعم المعارضة السورية المعتدلة واستمرارها في ذلك، فإن موقفها لم يتغير منذ اندلاع الأزمة السورية، بالحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والإقليمية، والحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وتشكيل مجلس انتقالي للحكم، لا مكان فيه لبشار الأسد أو من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، في حين أن تركيا ومع توفر ميزة لا تملكها كل من مصر والسعودية، وهي حدودها الجغرافية البرية المتاخمة لسوريا والتي تساعدها في حال رغبت بتحرك عسكري، وكذلك كونها عضوًا في الناتو، فإن مجرد التفكير في مواجهة روسيا عسكريًا على الأراضي السورية، سيكون نوعًا من الانتحار السياسي، للأسف الحقيقة المرة أنه لا أميركا ولا دول الغرب «فكرت» في المواجهة العسكرية المباشرة، فكيف تفعلها دولة مثل تركيا وهي لا تقارن أبدًا لا سياسيًا ولا عسكريا، لا بأميركا ولا ببريطانيا أو فرنسا.
هل هذا يعني أن يتفرج العالم على التدخل الروسي؟ بالطبع لا، مواجهة هذا التدخل الذي صبّ المزيد من الزيت على النار، يجب أن لا يعقّد المشهد أكثر مما هو عليه، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الساحة السورية أصبحت قنبلة موقوتة لما يمكن تسميته الحرب الدولية التي لا تبقي ولا تذر، بغض النظر عن اجتماع وزيري الخارجية الروسي والأميركي مؤخرًا، والذي ضمن أن لا يكون هناك تصادم عسكري بين البلدين. الحل الوحيد في تصوري لمواجهة التصعيد الروسي، يكمن في التحرك نحو إنشاء مناطق آمنة خالية من القصف في المناطق المحررة أصلاً، تحمي السوريين من إرهاب نظام بشار الأسد من جهة، وإرهاب «داعش» من جهة أخرى، وفي نفس الوقت توقف موجات الهجرة التي ستزداد بفعل التدخل الروسي الإيراني، هذه المناطق ستكون على الأقل حلاً مؤقتًا يحمي السوريين من ضربات روسية محتملة في ظل الاختلاف الدولي البائس بشأن تعريف المنظمات الإرهابية على الأرض في سوريا، كما ستمكن هذه المناطق الآمنة من عودة 7 ملايين لاجئ ومهاجر سوري، وستوفر فعلاً البيئة الآمنة للسوريين على الأرض.
الكرة في ملعب واشنطن وحلفائها لاتخاذ خطوة عملية تساهم في التقليل من أثر التدخل الروسي بإنشاء المناطق الآمنة، هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لحفظ القلة القليلة الباقية من ماء وجه من كانت أقوى دولة في العالم.

(المصدر: الشرق الأوسط 2015-10-05)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد