تفاصيل المؤامرة الكونية على الثورة السورية ( أرقام وحيثيات )
جي بي سي - طرحت في الآونة الأخيرة تساؤلات كثيرة حول التطورات العسكرية التي تدور حاليا في المعارك الدائرة بسوريا ، فالقوات النظامية بدأت عمليات هجومية في عدة جبهات ، بعد ان كان النظام على شفى الانهيار ، مع تراجع ملحوظ في حدة القوة العسكرية للجيش الحر .
دائرة التحليل العسكري والاستراتيجي في موقع " جي بي سي " تناولت الأسباب التي أدت الى تمكن النظام من الاستمرار في المعارك بالرغم من سقوط أكثر من 60 % من الأراضي السورية بأيدي قوات المعارضة واعلان الأخيرة سيطرتها على معظم المناطق الحيوية في البلاد .
وتدور معظم التساؤلات حول الدعم الذي يتلقاه النظام السوري من حلفائه ومدى تأثير ذلك الدعم على سير المعارك وقدرته على الاستمرار ، في الوقت الذي أكدت معظم الدراسات على فقدان الجيش النظامي مؤهلات البقاء من عتاد وعسكر ومناطق .
وأبرزت التطورات الميدانية في سوريا مدى الفرق بين الدعم الذي يتلقاه النظام السوري من حلفائه وبين ما تحصل عليه المعارضة من الدول الداعمة لها .
فالتقدم العسكري النظامي على الأرض ، يبين مدى الدعم الذي يحصل عليه من أسلحة وعتاد ومقاتلين ، فالنظام السوري يتلقى أطنان من الأسلحة يوميا من ايران وروسيا ، بالاضافة الى الآف المقاتلين الذين يتوافدون من ايران والعراق ولبنان واليمن .
في المقابل تعاني المعارضة السورية من نقص حاد في الأسلحة الفردية والمتوسطة مع ندرة في الأسلحة الثقيلة - التي ان توفرت فانها تحتاج الى ذخيرة - والتي لا يوجد مورد يذكر لها سوى ما يغنمه الجيش الحر خلال المعارك .
وأجرت دائرة التحليل العسكري والاستراتيجي في موقع " جي بي سي " مقارنة بين موارد وامكانيات الجيش النظامي ومدى الدعم الذي يتلقاه من حلفائه - ايران وروسيا والعراق -ومن ناحية أخرى ، سيتم تناول " تخاذل " العالم العربي والدولي في دعم المعارضة السورية وتركها لمواجهة أربعة دول تقاتلها في سوريا .
ويشير مراقبون انه وبعد ان فُقد الأمل بالجهود السياسية والدبلوماسية ، باتت المعركة العسكرية هي التي ستفصل بين المتنازعين في سوريا ، وكانت بيانات وأرقام نشرت خلال الفترة الماضية تؤكد على ان النظام السوري يخسر مقومات الحرب ، فالخسائر المادية والبشرية في تصاعد ، حيث توقع محللون عسكريون منتصف العام الماضي بقرب نهاية النظام عسكريا بناءاً على المعطيات العسكرية .
وكان الجيش الحر نشر أرقاما وبيانات حول خسائر الجيش النظامي خلال المعارك ، وتاليا أبرز تلك الخسائر وتأثيرها على مجريات الحسم العسكري :
1 - عدد قتلى جيش النظام 17 الف جندي .
2 - عدد المسجونين في السجون العسكرية 34 الف ضابط وفرد.
3 - عدد " الشبيحة " المقتولين 12 الف.
4 - 1100 دبابة تم تدميرها ، والاستيلاء على 256 دبابة ، واصابة 357 موجودة في مراكز الصيانة ، وتمكن الثوار من السيطرة على 14 دبابة من طراز «T-72» و«T-55» في مدينة حلب لوحدها .
5 - إسقاط 211 طائرة مقاتلة .
6 - سيطرة المعارضة على مجموعة كبيرة من الثكنات العسكرية والنقاط المسلحة والاستيلاء على كافة محتوياتها .
7 - تمكن الجيش الحر من ضرب المطارات العسكرية والمدنية والسيطرة على بعض منها .
ومع هذه الخسائر الكبيرة التي مني بها النظام السوري خلال المعارك ، كان من المتوقع ان يسقط النظام خلال فترة لا تتعدى الستة شهور الأولى من العام الماضي ، ولكن الدول الحليفة للنظام تداعت لنجدته وإمداده بكافة أسباب البقاء وحتى التفوق في المعارك .
واستطاع النظام السوري بفضل تلك المساعدات العسكرية واللوجستية من التحول من الوضع الدفاعي الى الهجومي .
وفيما يلي أبرز الدول التي ساعدت النظام السوري على البقاء والاستمرار في المعارك ، لدرجة ان هذه الدول أصبحت تشارك بجيوشها في سوريا :
الدعم الإيراني
1- ترسل إيران حوالي مليار دولار شهريا الى النظام .
2- تزويد النظام اسبوعيا بحوالي 5 طن من الاسلحة تنقل جوا وبرا عن طريق الأراضي العراقية .
3- تجنيد المجندين من عدة جنسيات ، حيث تقوم بدفع رواتبهم التي تقدر بـ 2500 دولار شهريا .
4- الاشراف والتفيذ على خطط الهجوم على الثوار من قيادة الحرس الثوري الايراني .
5- الاشراف على استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري .
6- عدد مدربي الحرس الثوري الايراني 28 الف مدرب منهم 2000 مدرب يشرفون على تدريب مليشيات هلال الاسد في اللاذقية وهي التي اشرفت على مذبحة البيضاء وبانياس في ريف اللاذقية .
الدعم الروسي
1. أغلبية الأسلحة التي يستخدمها الجيش النظامي هي صناعة روسية .
2. إمداد الجيش النظامي بصور وخرائط جوية من الطائرات والأقمار الصناعية الروسية .
3. إرسال 2400 طن من الأسلحة أسبوعيا عن طريق البحر وتصل الى ميناء طرطوس - الذي يحتوي على قاعدة عسكرية روسية .
4. الدعم السياسي في المحافل الدولية وخاصة مجلس الأمن .
5. وجود 28 الف خبير الى سوريا.
6. المروحيات الهجومية من طراز «Mi-25 Hind-D» روسية الصنع ، والتي كان يبلغ عددها 36 طائرة في بداية الثورة ، وبقي منها 15 طائرة حيث يقوم الفنيون الروس بمحاولة صيانتها بالرغم من قدمها ، والاعتماد على قطع الغيار من الطائرات المصابة .
o المروحيات الروسية من طراز «غازيل»، وهو الأسطول الذي يعد ملائما لمهاجمة الدروع أكثر بكثير من مهاجمة المقاتلين المرتجلين، فضلا عن أسطول أكبر بكثير من مروحيات نقل الجنود من طراز «Mi-8» و«Mi-17» السوفياتية الصنع.
وتأتي تلك المساعدات بالاضافة الى ما ذكر سابقا ، تدريب وتسليح مجموعات عسكرية تتبع مباشرة لشخصيات من النظام السوري ، والتي تشكل مليشيات مسلحة تتبع لتلك الشخصيات ، وتدعم الجيش النظامي في المعارك الدائرة بمختلف أنحاء سوريا ، وتاليا أمثلة على تلك التشكيلات :
1 . 35 الف مسلح تحت سيطرة هلال الاسد ويدربها الان عميد متقاعد من الحرس الجمهوري وكذلك ضباط من الحرس الثوري الايراني وحزب الله .
2 . يوجد 25 الف مسلح تحت سيطرة رامي مخلوف يديرهم شقيقه حافظ مخلوف ولا يتلقون اوامر الا من عنده .
3 . يوجد 40 الف مقاتل تابعين للفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري ولهم ميزانية خاصة بهم وتصل رواتبهم الى 450 الف ليرة سورية شهريا ولهم مكافأت على عمليات القتل .
4 . 20 الف مسلح في القطيفة مقر لواء الصواريخ 155 وهؤلاء لا يسند لهم واجبات ورواتبهم 450 الف ليرة سوري.
5 . 55 الف مقاتل من قوة الدفاع الوطني رواتبهم 155 دولار تم تدريبهم في ايران لمدة شهر كامل .
7 . 9 الاف من ميليشيات العراق الشيعية رواتبهم 2500 دولار هم ومليشيات الصدر البالغ عددهم 800 قناص.
8 . 380 مقاتل من شيعة أفغانستان .
9 . 3500 من كوريا الشمالية .
10 . 640 مسلح من الحوثيين القادمين من اليمن .
دور حزب الله اللبناني
يلعب حزب الله اللبناني دورا محوريا في الأزمة السورية ، بعد نفيه المستمر لتدخله الى جانب النظام السوري في معركته ضد المعارضة ، اعترف الحزب وبكل صراحة انه يحارب الى جانب النظام السوري بتوجيه من إيران .
ونوجز بعض محاور وحيثيات تدخل حزب الله في سوريا :
** يشارك الحزب بأكثر من 20 الف مقاتل في عدة جبهات داخل سوريا .
** سحب حزب الله معظم معداته وأسلحته من جنوب لبنان وزج بها الى سوريا .
** يقوم حزب الله بتجنيد عناصر لبنانية وعراقية من أجل القتال الى جانب النظام .
** حوّل الحزب الصراع الدائر في سوريا من صراع لاسقاط نظام مستبد الى حرب طائفية لن تقتصر على سوريا لوحدها .
الدور العراقي
لعبت الحكومة العراقية وعلى رأسها رئيس الوزراء نوري المالكي دورا محوريا في إطالة عمر النظام السوري ومنعه من السقوط ، عن طريق امداده بشتى المساعدات المالية والنفطية وحتى العسكرية .
وتعد المساعدة العراقية - التي تنكرها الحكومة - حجر الزاوية في بقاء النظام بسبب تسهيلها دخول المساعدات الايرانية عن طريق أراضيها .
وفي ما يلي بعض الأمثلة عن التورط العراقي الى جانب النظام السوري :
1. 9500 مسلح من الشيعة التابعين لمليشيات مقتدى الصدر برواتب شهرية تدفع من الحكومة العراقية تصل الى أكثر من 2500 دولار لكل عنصر .
2. ألغت الحكومة العراقية تأشيرات السفر مع سوريا لتسهيل دخول المقاتلين الشيعة للقتال الى جانب النظام .
3 . الأجواء العراقية تشكل جسرا للطائرات الإيرانية المحملة بالاسلحة للنظام السوري .
4 . تزويد الجيش النظامي بالبترول اللازم للدبابات والعربات العسكرية .
5 . إمداد النظام السوري بالاسلحة والذخائر .
6 . شن الجيش العراقي حملة أمنية على الحدود مع سوريا بهدف منع المقاتلين المتعاطفين مع الثورة من الدخول الى سوريا ، في الوقت الذي يقدم التسهيلات لدخول الشيعة .
ذكرنا سابقا مدى الدعم الذي يتلقاه النظام السوري من حلفائه الروس والايرانيين والعراقيين وغيرهم ، وكان من المتوقع ان تلعب الدول العربية والغربية دورا في مساندة المعارضة السورية ، ولكن هذا الأمر لم يحدث .
ونبين في المواقف التالية مدى " التواطىء " العربي والغربي تجاه الثورة السورية والمعارضة المسلحة على المستوى العسكري والسياسي والإعلامي :
الدور الأمريكي
اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية وبالاتفاق مع روسيا عدة قرارات ، تحاول من خلالها تنفيذ ما يلي :
o اجبار الجيش الحر على التفاوض وتعهد الدول العربية بعدم الاعتراض على ذلك.
o عدم السماح للجيش الحر بالتمدد داخل الاراضي السورية وحصر وجوده بأماكن محددة .
o عدم السماح للدول العربية بدعم الجيش الحر بالسلاح والعتاد.
o حث الدول العربية على ممارسة الضغط على المعارضة لقبول التسوية السياسية .
o سمحت الولايات المتحدة الامريكية ضمنيا لحزب الله بالدخول الى سوريا ، حيث يبلغ عدد مقاتلو الحزب على الأراضي السورية نحو 31 الف مقاتل ، بحسب احصائيات الجيش الحر .
o وافقت الولايات المتحدة على دخول حزب الله للحرب بشرط عدم استهداف الأخير من قبل اسرائيل سواء في سوريا أو لبنان .
o الزام الدول العربية بعدم تقديم اي دعم مالي للمعارضة السورية المسلحة .
الدور التركي
كانت الحكومة التركية من أقرب الحكومات الاقليمية والدولية من نظام الاسد ، ولكن وبعد اندلاع الثورة لاسقاط النظام السوري ، اضحت تركيا من أشد المتحمسين لسقوط النظام السوري .
ولكن في الآونة الاخيرة ، بدأ الدور التركي يتسم بالفتور والاكتفاء بالدور السياسي تحت مظلة الادارة الأمريكية .
وتاليا بعض النقاط التي تحدد الدور الذي تلعبه حكومة رجب طيب أردوغان في سوريا :
1 - التنسيق التام مع الإدارة الأميركية بخصوص الأزمة السورية، وقد كان لافتاً في هذا السياق، الزيارة السرية التي قام بها أخيراً رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ديفيد بتريوس برفقة مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كليبر واجتماعه بأردوغان ورئيس الاستخبارات التركية حقاي فيدان وإجراء مباحثات بشأن التعاون الأمني بين البلدين بخصوص تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وتحديداً سورية وإيران.
2- استضافة تركيا لمؤتمر (أصدقاء سورية الثاني) كتتمة للمؤتمر الأول الذي عقد في تونس، وما رشح عن مؤتمر إسطنبول حتى الآن، هو أن أنقرة تسعى إلى تحقيق أمرين مهمين.
الأول: جلب اعتراف دولي بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل وحيد للشعب السوري، والجدير بالذكر هنا هو أن هذا المجلس ولد في إسطنبول وبرعاية واحتضان تركيين.
والثاني: تشكيل تحالف دولي يستهدف سورية خارج مجلس الأمن الدولي بعد أن اصطدمت الجهود العربية والدولية في إصدار قرار في مجلس الأمن بحقها بالفيتو الروسي الصيني ولمرتين.
3 - اتخاذ سلسلة إجراءات جديدة، منها وقف حركة الشاحنات التركية إلى سورية وعبرها نهائياً على الرغم من الخسارة الكبيرة التي تلحق بالاقتصاد التركي، وزيادة وتيرة دعم (الجيش السوري الحر) وتدريبه وتسليحه وتأمين المأوى له داخل الأراضي التركية.
5- اصرار أردوغان على إقامة منطقة أمنية عازلة في المنطقة الحدودية مع سوريا.
6-دخول منظومة الدروع الصاروخية الأميركية الأطلسية التي نشرت على الأراضي التركية إلى حيز العمل، وهي منظومة معروفة الأهداف والغايات، وقد قوبلت بردود فعل منددة ومعارضة من روسيا وإيران.
و ما يضع السعي التركي أمام امتحان صعب خاصة أن تركيا لا تستطيع أن تتحرك بمفردها عسكرياً تجاه النظام السوري، بما يعني أن مجمل الخيار التركي بشأن الأزمة السورية بات في أزمة عميقة وحقيقية.
وتبدو تركيا في أزمة حقيقية، فمن جهة لا مؤشر إلى خيار عسكري بقرار دولي بحق النظام السوري لإسقاطه كما جرى لنظام القذافي في ليبيا، ومن جهة ثانية لا قدرة تركية على القيام بمثل هذا الخيار حتى لو كان هناك تمويل خليجي للتكاليف، فمثل هذا الخيار سيكون نهاية للدبلوماسية التركية الناعمة والتحول إلى دولة استعمارية لن تقبل بها الشعوب العربية مع التأكيد أن هذا الخيار غير مضمون النتائج، بل قد يكون كارثياً على الداخل التركي نفسه الذي يعيش على وقع الأزمة الكردية القابلة للتحول إلى بارود في أي ساعة.
الموقف العربي
كانت الثورة السورية تضع آمالا واسعة على المحيط العربي ، وخاصة دول الخليج لنصرة الشعب السوري ، ولكن تلك الآمال بدأت بالتلاشي نظرا لحجم التلكؤ والتردد الذي يغلب على المشهد العربي في كافة النواحي ، وأبرزها :
1 . عدم تمويل المعارضة السورية بشكل فعلي ، والإكتفاء بالوعود غير الواقعية .
2 . دعم المعارضة سياسيا بشكل منقوص والاكتفاء باللهجة المعتادة " الشجب والاستنكار " وعدم اتخاذ اجراءات فعلية لدعم الثورة .
3 . التردد الواضح في إمداد المعارضة بالاسلحة اللازمة وحصر الدعم بتقديم بعض المساعدة الانسانية للاجئين السوريين .
4 . السير تحت المظلة الأمريكية واتخذ موقفها المتردد والمتخاذل تجاه المعارضة السورية .
5 - ظهور اتجاه جديد لدى الدول العربية عموما بالقبول بحل سياسي ، قد يؤدي الى تقسيم سوريا أو في أحسن الأحوال استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه .
الاتحاد الأوروبي
تميز موقف دول الاتحاد الأوروبي بالتذبذب منذ بداية الثورة السورية ، حيث إكتفت تلك الدول بالدعم السياسي واطلاق التصريحات الاعلامية التي لا تؤثر على الأوضاع الميدانية والحقيقية في سوريا .
ولم يقدم الإتحاد أي فائدة تذكر للمعارضة السورية سوى عقد المؤتمرات واللقاءات الاعلامية ، بالرغم من قدراتها الكبيرة وامكانياتها الهائلة ، نوردها بإيجاز :
أ . عدم دعم المعارضة المسلحة بالأموال اللازمة .
ب . الامتناع عن تقديم الدعم اللوجستي والمخابراتي للجيش الحر ، ومنها عدم اعطاء " الحر " صورا من الأقمار الصناعية يمكن ان تفيده في المعارك ، في الوقت الذي يتمتع الجيش النظامي بتغطية شاملة للمعارك بواسطة الأقمار الصناعية الروسية .
ج . اكتفت دول الاتحاد الاوروبي بارسال معادت " غير قتالية " للجيش الحر ، في الوقت الذي يرسل حلفاء النظام أطنان من الأسلحة والذخائر .
د . في الجانب الإنساني والطبي ، تلكأت دول الاتحاد الأوروبي عن ارسال المساعدات الطبية والدوائية للمعارضة وللشعب السوري .
هـ . يساوي الاتحاد الأوروبي بين " الأخطاء الفردية " للجيش الحر وبين " المجازر " التي ترتكبها القوات النظامية .
الموقف الاسرائيلي
تجمع كافة التحليلات العسكرية والسياسية ان إسرائيل تريد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم ، ولكنها تريده أضعف مما كان ، وفي أسوء السيناريوهات الإسرائيلية ، فأنه يجب على الصراع في سوريا ان يستمر اطول وقت ممكن ، ومن الأفضل ان لا ينتهي في المستقبل المنظور وذلك ليخرج المنتصر ، مهما كانت هويته ، ضعيفا بشكل لا يمكن ان يشكل أي تهديد لأمن إسرائيل .
وقدّرت مصادر في الدولة العبرية ان إسرائيل لعبت وما زالت تلعب دورا أساسيا في إطالة أمد الصراع ، من خلال بعض الإجراءات التي تضغط في سبيلها :
** من مصلحة إسرائيل - وحسب ما أكده كبار المسؤولون في الحكومة والجيش - أن يبقى بشار الأسد حاكما لسوريا ، على قاعدة " العدو الذي تعرفه خير من الذي تجهله " .
** وافقت إسرائيل على مشاركة حزب الله في العمليات العسكرية الى جانب النظام بتعهدها بعدم ضرب الحزب في سوريا أو لبنان .
** سماح اسرائيل للجيش النظامي بارسال الدبابات الى الجانب السوري من هضبة الجولان لاستهداف المعارضة وخاصة في القنيطرة .
** تدفع اسرائيل بكافة جهودها لعدم سيطرة جبهة النصرة على الحكم في سوريا .
الدور اللبناني
أكدت الحكومة اللبنانية مرارا انها تعتمد سياسة النأي بالنفس بخصوص الأزمة في سوريا ، ولكن المعطيات الميدانية والفعلية تؤكد أن المؤسسة الرسمية في لبنان لها دور في الاحداث الدائرة بسوريا ، وذلك عن طريق :
1 - تغاضي الحكومة والجيش اللبناني عن مشاركة حزب الله في سوريا .
2 - غض الطرف عن عمليات تمرير الأسلحة والعتاد الذي يقوم بها حزب الله من والى سوريا .
3 - استقبلت لبنان أكثر من نصف مليون سوري في ظروف مأساوية وصعبة ، حيث يعاني اللاجئون من أوضاع انسانية خطيرة ، والحكومة تتذرع بنقص الامكانات .
4 - يستخدم حزب الله والنظام السوري والحرس الثوري الايراني الأراضي اللبنانية وخاصة جبل الهرمل لقصف قوات المعارضة والجيش الحر .
5 - التصريحات الحكومية دائما ما تحسب حساب عدم الاصطدام مع ايران وروسيا وحزب الله، وبالتالي لا توجد سيادة سياسية كما هو الحال في عدم وجود سيادة عسكرية .
الاعلام العربي
يعتبر سلاح الاعلام من أقوى الأسلحة في أي حرب أو مواجهة ، ولذلك كان لا بد من الاعلام ان يلعب دورا رئيسيا في الصراع الدائر بسوريا .
ولكن الاعلام العربي الذي كان في مجمله مع الثورة السورية ، بدأ بريقه بالتلاشي ، وأصبح هنالك نبرة " تخاذل " من معظم تلك الوسائل الاعلامية .
ففي الوقت الذي تعمل إيران وروسيا على دعم النظام السوري سياسيا وعسكريا وإعلاميا ، تقف المعارضة السورية لوحدها دون معين اعلامي ثابت وقوي ، وذلك يؤثر بشكل كبير على سير المعارك ومعنويات الثوار ، بالاضافة الى نقص التأييد الشعبي العربي والدولي نتيجة عدم مواجهة إعلام النظام السوري وحلفائه .
وتاليا بعض الأمثلة عن دور الإعلام العربي والدولي في الأزمة السورية :
** طغى على الإعلام العالمي عموما والعربي خصوصا مؤخرا نوع من عدم الجدية في تغطية الثورة السورية ومواجهة الدعاية السياسية للنظام السوري وحلفائه .
** تعتمد بعض القنوات الاعلامية مبدأ " الحيادية غير المنطقية " في بعض المسائل التي تؤثر على نظرة المواطن العادي الى الأحداث .
** محاولة إدخال بعض السياسات التحريرية التي تنبع من وجهات نظر سياسية معادية للثورة السورية ضمن سياق التغطية الاعلامية .
** بعض وسائل الإعلام العربية تقف موقف المتآمر ضد الثورة السورية بحجة خوفها من الجماعات المتطرفة .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews