بروفيسور إسرائيلي : روسيا وإيران تسعيان للسيطرة على الشرق الأوسط
جي بي سي نيوز - : أجرى ر راديو إسرائيل الاتصال التالي مع البروفيسور إيتان جلبوع، المحاضر في جامعة بار إيلان، والخبير في الشؤون الأميركية وقد رصدت اللقاء مراسلة جي بي سي نيوز في حيفا وتاليا ترجمته :
س- طالما أن الرئيس الأميركي لم يتطرق ولو بكلمة واحدة إلى المشكلة الفلسطينية، فهل بمقدور رئيس حكومتنا التركيز على المشكلة الإيرانية، وتجاهل النزاع مع الفلسطينيين؟
ج- يبدو أن نتنياهو وبعض الزعماء العرب هم الذين يتحدثون فقط عن القضية الفلسطينية، أما الرئيس أوباما، فيبدو أن لديه مصادر قلق أكبر من هذه القضية، فما حدث أمس في الأمم المتحدة كان بمثابة معركة حول احتلال الزعامة العالمية، فلأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1989، يستغل بوتين الفراغ الذي تركه أوباما خلفه في سياسته الخارجية في أوروبا وفي الشرق الأوسط كي يقوم بمبادرة عسكرية وسياسية في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن بوتين لم يحضر اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات، وها هو الآن يحضرها لتحدي أوباما، لذا هذا ما يقلق أوباما وليس المشكلة الفلسطينية.
س- قال بوتين أن الأسد هو جزء من الحل، في حين قال أوباما أنه يتوجب نقل السلطة من الأسد إلى حاكم آخر. هل تعتقد أن وقوف بوتين إلى جانب الأسد يعني أن بمقدور الأسد أن يشعر بالاطمئنان، خصوصا إزاء تدفق الطائرات والدبابات الروسية على سورية؟
ج- هذه بالضبط هي القضية. لقد اتفق أوباما وبوتين على ما يجب فعله، وهذا يشابه الموقف الذي كان قائما بين إسرائيل والولايات المتحدة في القضية الإيرانية، فقد اتفقت كل من إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة وقف التطوير النووي الإيراني، وانتهى الأمر بالتوصل إلى الاتفاقية التي أثارت الخلافات حول كيفية وقف هذا التطوير؟. إن ما يحدث الآن هو أن بوتين وأوباما اتفقا حول ضرورة محاربة تنظيم الدولة ، ووقف الحرب الأهلية في سورية، بيد أن الطريق من هذه التصريحات إلى التنفيذ العملي والأساليب التي ستستخدم، لا زال طويلا ومليئا بالخلافات، وقد شهدنا هذا أول أمس، حينما اعتبر الرئيس أوباما أن الأسد هو المشكلة ويجب أن يزول من الحكم بصورة تدريجية، في حين أن موقف بوتين واضح تماما، وهو يعرف ما يريد، وكيف يحققه، مقابل أوباما الذي يستخدم طرقا ملتوية والتفافات طويلة. ويبدو من التصريحات أن بوتين يسعى لقيادة الحرب ضد تنظيم الدولة ، ولإنهاء الحرب الأهلية في سورية، وهدفه ليس الدفاع عن الأسد، بل أيضا المساس بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وسحب البساط من تحت أقدامها، والاستيلاء على الهيمنة التي تفرضها على المنطقة.
س- ألا تعتقد أن فرنسا والولايات المتحدة تشعران بالقلق من تنظيم الدولة أكثر مما تشعران بالقلق من الأسد؟
ج- هناك الكثير من التحديات، والعديد من الوسائل لمواجهتها، بيد أن بوتين يقول: أولا ا لتنظيم، ثم سننظر في البقية، بعد ذلك سننظر في وضع الأسد، والأمور الأخرى في الشرق الأوسط.
س- يبدو أن الولايات المتحدة تبدو أكثر أخلاقية، فأوباما يصف الأسد بأنه قاتل شعبه، في حين أن بوتين يتعامل بصورة واقعية سياسيا.
ج- نعم، الرئيس أوباما استخدم مصطلح الواقعية. إن المقارنة بين بوتين وأوباما تقودنا إلى استنتاجات مختلفة، فقد تحدث أوباما عن الديمقراطية والدبلوماسية والمصالحة، وعرض الإنجازات التي حققها في إيران وكوبا، بيد أن ما يقوله هو مجرد دفاع، هذا في حين أن بوتين يسعى لتعزيز المحور الذي يبدأ بإيران، وسورية، وروسيا. وهو يقول للأميركيين: تعالوا وانضموا إلى هذا المحور، وإذا قبلوا دعوته، وقضوا على تنظيم الدولة معا، فسوف يتحول المحور المذكور إلى المحور المهيمن في الشرق الأوسط بدون أي تأثير من أوروبا أو الولايات المتحدة.
( المصدر : جي بي سي نيوز – حيفا ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews