Date : 22,11,2024, Time : 02:45:51 PM
3468 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 13 ذو الحجة 1436هـ - 27 سبتمبر 2015م 12:25 ص

روسيا إيران إسرائيل في سوريا : حلف " ثلاثي " بمصالح " فردية "

روسيا إيران إسرائيل في سوريا : حلف " ثلاثي " بمصالح " فردية "
د. فطين البداد

كشف رئيس الحكومة الأسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل أيام ، انه عاد من موسكو باتفاق يضمن أن لا يحدث صدام بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في الأجواء السورية خلال عمليات سلاح الجو ضد أهداف تعتبرها إسرائيل مشروعة ، من مثل : نقل سلاح من النظام لحزب الله أو ما شابه  .

اجتماع نتنياهو الذي كان يرافقه رئيسا الأركان ومدير الإستخبارات لأهميته ،  استغرق ساعتين ونصف في مكتب بوتين في العاصمة الروسية ، وقد عقب مصدر إسرائيلي بأن نتائج الزيارة كانت لصالح أمن إسرائيل وفق تقرير للإذاعة العبرية بثته الثلاثاء الفائت .

ومما اتضح من تسريبات اللقاء : أن محاور الحديث انحصرت في النشاطات الإيرانية على الحدود مع سوريا من جهة الجولان  وفي الجنوب اللبناني " حزب الله " .

وإذا قرأنا الخارطة العسكرية الراهنة ، فإن الذين يتواجدون بالقرب من الحدود الشرقية لإسرائيل  هم حزب الله ومستشاروهم الإيرانيون ، ومعروف بالطبع أن الذين يتواجدون في الشمال  هم  أيضا حزب الله ، ذراع إيران في بلاد الشام   .

نتنياهو قال في مؤتمر صحفي عقب اللقاء : " لقد كشفنا للرئيس بوتين موقفنا ، وإن إسرائيل لن تتحمل أن تتواجد أسلحة متطورة بأيدي الإيرانيين " حزب الله " في الشمال  ، أو بأيدي الإيرانيين على حدودنا في الجولان ، وأوضحنا بأننا سنتحرك كما لم نتحرك من قبل ، وإن الرئيس بوتين لم يرفض تدخلاتنا إن استدعت الضرورة ذلك " .

وأوضح نتنياهو مزيدا مما جرى في الإجتماع قائلا : " إسرائيل تعمل، وحينما تعمل إسرائيل فمن المهم أن تعرف جميع الجهات كيف نعمل،  كما أن من المهم الحيلولة دون حدوث سوء تفاهم، ومن المهم أن نحول دون ذلك قبل حدوث سوء التفاهم وليس بعد أن يحدث ".

وسبب الخشية الإسرائيلية مردها وجود صواريخ دفاع جوي روسي متطورة  في اللاذقية ، وهي صواريخ تقول الصناعات العسكرية الروسية إنها تشبه في دقتها صواريخ الباتريوت الأمريكية ، ومن شأن هذه الصواريخ منع أي طائرات من التحليق في سماء سوريا ، هذا بالإضافة إلى وجود طائرات ميج 31 لدى النظام بعد أن  وصلت ست طائرات من هذا الطراز قبل أيام إلى مطار المزة العسكري ، ناهيك عما كشفه تقرير استخباري أمريكي نشرته الصحافة الأمريكية السبت يتحدث عن رصد الأقمار الصناعية الأمريكية طائرات بدون طيار روسية تجوب الأجواء السورية فوق مناطق تسيطر عليها المعارضة ، بالإضاف إلى نشر روسيا فرقة مشاة وعشرات المهندسين   .

وبرغم أن تقريرا سربته مواقع إسرائيلية  متخصصة بهذا الشأن كشف إن لدى الأمريكيين وسائل لتعطيل صواريخ إس إس 300 وما فوق هذا الطراز وأن إسرائيل بإمكانها  هي أيضا  تعطيل عمل هذه الصواريخ وفق زعمها ، إلا أنها - أيضا - ابلغت الروس " أنه ما من أحد سيمنعها  من الحفاظ على أمنها " ، وفق معايير الأمن الإسرائيلية التي لا تكاد تحصى .

وإذا قرأنا هذا الإجتماع ، وما تعمد رئيس الحكومة الصهيونية كشفه في حديث مفتوح مع ( لم  يعترض عليه الروس في حينه وأكدوا ما جاء فيه  بعد يومين من إجراء اللقاء ) ..  إذا  قرأنا كل ذلك ،  فسنجد إقرارا روسيا بحق إسرائيل في الحركة في الأجواء السورية ضمن سياق تفاهمات قيل إن أطرها يتم وضعها راهنا لتجنب أي خطأ ، وهذا يعني أن الطائرات الإسرائيلية ستحلق فوق الإيرانيين وقوات الحرس الثوري الإيراني وميليشات الملالي في عموم سوريا ، وبموافقة روسية ،  مما يكشف عن تنافس"  طبيعي " بين الروس والإيرانيين على الكعكة السورية ، بل دخول إسرائيل نفسها  كمنافس أيضا إذا أخذنا بعين الإعتبار ما صرحت به أوساط إسرائيلة في وقت سابق عن أن سوريا - كدولة  - لم تعد موجودة ، وإن هذا الأمر يقتضي ضم الجولان نهائيا لإسرائيل .

ولا يعني ما ذكر آنفا بأن تواجد الروس في الساحل السوري بهذا الشكل الفاضح والكبير لم يجر بالتنسيق مع الإيرانيين أو الولايات المتحدة أو حتى الأتراك ، بل إن زيارات قاسم سليماني الأخيرة لموسكو تكشف بأن الخطوة الروسية تمت بعلم الإيرانيين ، وتواجد أردوجان شخصيا في حفل افتتاح مسجد روسيا الكبير يعني أن الأتراك غير غائبين أيضا ، ولكن ذلك كان سيتم بدون موافقتهم أو موافقة الإيرانيين إن استدعت الضرورة .

ويمكننا أن نقرأ بإن إصرار إيران على الظهور مباشرة في مفاوضات الزبداني والفوعة وكفريا ومفاوضتها المعارضة وحتى جبهة النصرة نيابة عن النظام ، بل رغم  أنفه ،  هو إرسال رسائل  للجميع بمن فيهم الروس  بأن  إيران هي التي تحكم سوريا الآن ، ولئن كان الوجود الروسي حاضرا  قبل أحداث الزبداني وأعلن عن توسعه بعدها ، إلا أن الرسالة نفسها بعثها الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء الفائت عندما قال في احتفال  إحياء   الذكرى الـ35 للحرب العراقية الإيرانية ( 1980 - 1988  ) : " أن الجيش الإيراني والحرس الثوري والباسيج هم الوحيدون  في المنطقة القادرون على محاربة الإرهاب "  وهو استباق لكلمته هو في الأمم المتحدة ولكلمة بوتين المرتقبة أيضا  ، والتي سيطرح فيها - بوتين - حلفا بديلا عن الحلف الأمريكي أو بالتوازي معه ضد تنظيم الدولة " داعش " ،أو  ربما يفاجئ الجميع بأفكار أخرى ،  وبالتأكيد ، فإن إيران ترغب في أن تكون هي القائد  والفاعل أو القوة الضاربة في سوريا ، بوجود أحلاف أم لا ، دون أن نغفل ما كشفته مصادر أمريكية لدى توقيع الإتفاق النووي عن أن تفاهمات إيرانية - أمريكية حول ملفات المنطقة  تم حسمها خلال نقاشات الملف النووي ، رغم أن كيري - وكعادته - نفى ذلك السبت  بزعم الحذر الأمريكي من أن تقايض إيران ملفات  سورية بأوراق نووية تطمح إليها ، وإن ما يكشف زيف قوله  هو التحول المفاجئ في الموقف الأمريكي من بشار الأسد وضرورة بقائه بزعم " الحفاظ على الدولة "  ، أي أن الإيرانيين يعملون كعادتهم بوجهين وبكل احتراف : وجه مع الروس، وآخر مع الحليف الأمريكي والغربي الجديد  الذي امتدحه حسن روحاني مؤخرا ، وكل ذلك من أجل الإبتزاز السياسي الذي يبرع فيه الإيرانيون ، مما يجعل الروس يقدمون على خطوات لا بأس إن أغضبت العالم كله بما فيه الحلفاء في طهران ، فالقضية ليست الحفاظ على الأسد كما صرح بوتين مؤخرا ، بل الحفاظ على مصالح استراتيجية روسية في سوريا ، في حالة سقوط الأسد بشكل مفاجئ ،  أيا كان الأمر ، وكيف كانت ردات الفعل : أعداء وحلفاء ، ومن هنا ، فإنه لا يجوز أن تنطلي على المتابع   مزاعم حسن الله لقناة المنار مؤخرا عن أن التدخل الروسي طبيعي ومنسق قبل تضخمه ، ويبدو أن نصر الله نسي أو تناسى أن الوجود الروسي في قاعدة طرطوس ترسخ منذ الإتحاد السوفيتي أيام كان بوتين ضابطا صغيرا يتبع الكي جي بي السوفيتية  ، وقبل النفوذ الإيراني بسنوات ، وهي قاعدة تؤمن لروسيا تواجدا دائما في البحار الدافئة ، ومنفذا استراتيجيا على المحيط الأطلسي، والبحر الأحمر، والمحيط الهادي . 

 ولا نرى بأسا من العودة إلى افتتاح مسجد موسكو ،  فيكفي  أن ننظر نظرة سريعة إلى الزعماء الذين حضروا افتتاح المسجد الذي يعتبر أكبر مساجد أوروبا : حيث دعي روحاني وأردوغان وغيرهما  ، فلم يحضر من رؤساء الدول سوى : محمود عباس ، والرئيس التركي ، بينما غاب روحاني ببدنه وروحه ، مع أن المناسبة هي افتتاح مسجد ، ولكنه  مسجد " سني " على كل حال أشرف على  زخرفته وتزيينه حرفيون ومهندسون أتراك .

من كل ما سبق يتضح جليا بأن للروس مشروعا في سوريا ، وليس الأمر مجرد حلف مع طهران والنظام ، وإذا فهمنا ذلك جيدا ، فإن أبهج  مشهد يشاهده بوتين منذ توليه السلطة في ولاياته الثلاث كرئيس لروسيا الإتحادية ( ميدفيدف لم يكن رئيسا فعليا لروسيا ) هو مشهد المهاجرين السوريين وارتباك أوروبا :  تلك التي تفرض عليه عقوبات بسبب أوكرانيا ، وتلك التي تآمرت عليه لخنق اقتصاده  وتركيعه ، فلم يجد من بد سوى المواجهة المباشرة بعد افتضاح الوهن الأمريكي والعجز الغربي والعربي عموما  ، ولا نريد  أن نصدق بالمطلق ما يقوله بعض الذين لا زالوا مخدوعين بالقوة الأمريكية  : أن الولايات المتحدة نصبت للروس فخا في سوريا ، وهو بالفعل  فخ على كل حال ، ولكنه نصب تلقائيا وبدون تخطيط من أي من خصوم موسكو ، أي فرضته المعطيات .

سيتقاسم الروس والإيرانيون سوريا ، كل حسب شهوة  بطنه ، فهل سنرى " وحدة حال " بينهما أم سنرى تضارب مصالح عما قريب ، وخاصة خلال الأسابيع القادمة التي سيطرح فيها كيري مبادرة سلام جديدة بالإتفاق مع ظريف كما قال هو نفسه ، ومن ثم تعمم هذه المبادرة على جميع الأطراف  : الأتراك والسعودية وقطر، وهي مبادرة ستفشل لا  محالة ، إذ لا  يمكن أن يكون الإتفاق حول الزبداني والفوعة وكفريا ومنع الطيران من التحليق فوق إدلب بداية المصالح في سوريا ، بل لعله بداية الإنشقاقات ، إذا أخذنا في الإعتبار ما قالته تقارير عدة عن  أن جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح استأثروا بـ " سلامة الأجواء والقرى المحيطة بإدلب  لستة شهور " بينما تركوا أجواء سوريا نارا تلظى لا يصلاها إلا الذين ليس لديهم فوعة وكفريا يحاصرونها وينتزعون " سلاما " قد تغدر به إيران في اية لحظة ، لكونها دولة لا عهد لها ولا ميثاق والتجارب كثيرة وبارزة، بل إن هذا الإتفاق هو اختراق إيراني بامتياز واعتراف رسمي من المعارضة بها  " وإلا فلماذا يفاوضونها وما من شك بأن إيران ستستفيد سياسيا على المستوى الدولي  من قبول المعارضة بها كمفاوض بديل عن النظام .

هو مشهد متعدد الأطر والألوان ويتزاحم  بالأحداث والوقائع القديمة والجديدة والأجدد ، إلا أن خلاصته تؤكد  بأن الثورة السورية  اليتيمة ، معلقة كذبيحة العيد  في سقف المصالح ، ولا زال الدم البريء ينزف بغزارة ، ورائحة الموت   تنتشر   في الأرجاء ، ولربما يخلق التفاهم  الروسي  الإيراني الإسرائيلي ( متعدد المصالح ) حول سوريا ويلات أخرى وأزمات تترى لم تكن في حسبان أحد ، لا في المنطقة ولا في خارجها . 

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد