Date : 23,11,2024, Time : 06:59:41 AM
17767 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 06 ذو الحجة 1436هـ - 20 سبتمبر 2015م 10:50 م

هل الفتاة هي المسئولة الأولى والأخيرة عن ظاهرة العنوسة!

هل الفتاة هي المسئولة الأولى والأخيرة عن ظاهرة العنوسة!
تعبيرية

جي بي سي نيوز-: مرعبة هي أعداد الفتيات العربيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج وقد تجاوزن سن الثلاثين، ذلك السن الذي كثيرًا ما كُنّ يصبحن جدات عندما يبلغنه قبل مائة سنة خلت أو أقل!

وبعيدًا عن المكابرة والتظاهر بالزهد وعدم الاهتمام، فإن الزواج هو أقصى آمال الفتيات اللواتي لم يتزوجن، لأنهن يعرفن في قرارة أنفسهن أنه الشيء الوحيد الكفيل بإعطاء معنى لحياتهن وإشعارهن بوجودهن وإنسانيتهن وأنوثتهن وأمومتهن، إضافة إلى إشباع احتياجاتهن الطبيعية، وتأمين إحساسهن بشيء من الاستقرار. لكل ذلك؛ فإن الفتاة التي تسمح لقطار الزواج بأن يفوتها هي المتضرر الأول والأخير من ذلك،

وهي كذلك المسئولة الأولى والأخيرة عن السماح لذلك القطار السريع بأن يفوتها، بما فيه من مسرات، دون أن نغفل أنه قد يحمل أحيانا كثيرة حملا ثقيلا من الأوجاع. ولكن هذه هي الحياة؛ مسرات وأوجاع متداخلة، فمن أحجم لسبب أو لآخر عن السعي لاختلاس مسراتها، كثيرًا ما لا يتبقى له أكثر من مكابدة أوجاعها!

عوامل عديدة قد تقف خلف عرقلة زواج الفتاة العربية، من أبرزها جشع أسرتها وتعاملها مع مسألة الزواج كصفقة تجارية في جوهرها، ومسايرة الفتاة لذلك التوجه، وغلاء المعيشة والعجز عن توفير المتطلبات الضرورية لفتح بيوت جديدة بمواصفات معينة، وهيمنة قيم مادية استهلاكية على موضوع الزواج وكل ما يرتبط به… إلخ.

إلا أن أهم عامل في رأيي هو طبيعة نظرة الفتاة نفسها للزواج، التي تجعلني أحمِّلها المسؤولية الأولى والأخيرة عن حرمانها منه. فالفتاة في معظم المجتمعات العربية تحمل نظرة سلبية بائسة نحو الزواج، وكأنه يتعلق بحياة ومستقبل شخص آخر غيرها! فهي كثيرًا ما تقف عاجزة، بذريعة الحياء الصادق أو المفتعل، تنتظر أحدهم كي يطرق باب بيتها. دون أن تسأل نفسها: وماذا لو لم يأتِ ذلك الفرد كي يطرق الباب!

أليس من حقها أن تبحث عنه، وأن تطرق هي بابه إذا ما وجدته! لقد فعلت ذلك أهم أمهات المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها عندما عرضت الزواج على النبي عليه الصلاة والسلام وهو يصغرها بأكثر من عقد! وحتى إذا ما شاءت الأقدار ودقَّ أحدهم باب دارها، فإنها تتركه فريسة لمطالب أهلها الجشعين، يفاوضونه بسكاكين طمعهم نيابة عنها، بل إنها تشاركهم في الفتك به، بطلبات تظل تافهة وكمالية مهما وسوس المجتمع الاستهلاكي النهم لبناته بأنها ضرورات أساسية لا غنى عنها، كثيرا ما تفضي إلى أن يُطْلق “العريس” ساقيه للريح فارًّا بجلده!

هذا ناهيك عن الشروط التي تضعها الفتاة في الشريك المحتمل لحياتها، التي تتجاوز الجوانب المادية، كأن تشترط مثلا ألا يكبرها إلا بسنوات قليلة معدودة! وكأنها ضامنة بألا يقصف الله أجلها قبله، حتى وإن كان يكبرها بكثير، أو أن لا يصاب بمرض أو حادث يودي به حتى وإن كان في مثل عمرها!

فهي تفكر كما لو كانت لم تسمع بتاتا بمفهوم التوكل على الله، غير مدركة بأن الأعمار والأرزاق بيده وحده، ومتناسية أن النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته قد اقترنوا بفتيات أصغر منهم بعقود. والمشكلة أنها غالبا ما تكذب على نفسها وعلى الناس فيما يتعلق بشرط العمر تحديدًا، فلو طلب يدها شخص مشهور من عالم السياسة أو الفن أو الاقتصاد، وكان بعمر أبيها، أو ربما جدها، لألقت بنفسها تحت قدميه دون كثير من التردد، متناسية شرط السن العتيد!

إنها تتجاهل قول الله تعالى: “وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إنْ يكونوا فقراء يُغنِهم الله من فضله والله واسع عليم”، وقول نبيه عليه الصلاة والسلام: “إذا جاءكم مَنْ ترضون دينَه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد مبين”، كأن مثل هذه الأوامر ليست موجهة لها ولا تعنيها في شيء، ثم تخر على سجادة صلاتها ضارعة للمولى عز وجل أن يرزقها بابن الحلال!

وقد تتذرع إحداهن وتقول إن الأمر ليس بيدها، وإن أسرتها تتحكم بها وتقرر في ذلك الشأن ما هو أصلح لها. لهذه الفتاة ومثيلاتها أقول: إنها حياتك أنت، وليست حياة أمك أو أبيك أو أخيك أو عمك أو خالك. وعندما تجدين نفسك وحيدة في خريف عمرك، ينهشك برد الوحشة ويستبد بك وجع الكآبة والافتقاد إلى الأنيس والصاحب والولد، لن ينفعك أحد، وستبكين بدل الدموع دمًا على شبابك الذي ذبل وعلى فرص السعادة الضائعة التي سمحْتِ لهم بأن يسلبوها منك، لجشعهم وطمعهم، ولضعفك وتخاذلك! لقد أثبتت التجارب أن الحرية تنتزع انتزاعًا، ولا تعطى أو تستجدى،

وإذا كانت هذه القاعدة الذهبية تنسحب بالدرجة الأولى على المستوى السياسي، فإنها تنسحب أيضا على المستوى الأسري، وبخاصة فيما يتعلق بالفتاة وحقوقها. فليس سرًّا أن نقول إننا نخضع في الوطن العربي عمومًا إلى ثقافة أسرية متسلطة، تصادر حرية بناتها وأولادها، وتمارس عليهم الكثير من الضغوط والابتزاز لإخضاعهم لقيم شكلية رجعية رثة تحتاج إلى الثورة عليها وكنسها. كلامي لا يعني حتمًا الانحراف أو تبني قيم غربية منفلتة للتحرر من استبداد العائلة، ولكنه يعني الانتفاض لممارسة الحقوق المشروعة، أمام الله والناس وتحت الشمس.

فمن حق المرأة أن تناضل من أجل سعادتها، وأن تؤسس الحياة التي تعتقد أنها كفيلة بمنحها تلك السعادة، حتى وإن كان ذلك يعني التطبيق الفعلي لما جاء في الأغنية الشهيرة: “عالبساطة البساطة يا عيني عالبساطة، قديش مستحلية عيش، جنبك يا أبو الدراويش، تغديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا…”!

لكن ذلك لا يعني أن تنظر الفتاة للزواج نظرة مفرطة في المثالية والتفاؤل؛ فالزواج، وبخاصة في أيامنا المضطربة؛ هو مغامرة حقيقية، مثل البطيخة التي قد تكون حمراء أو قرعاء، فهو تجربة تحتمل الفشل ولا شك قدر احتمالها للنجاح، وربما أكثر. لكن فشله لا ينبغي أن يعني نهاية العالم بالنسبة للفتاة، وأن يدخلها في حالة مزمنة من الاكتئاب والإحباط وكراهية الحياة ومن فيها من رجال. إذ يجدر بها أن تدرك أن الزواج هو عبارة عن رحلة، يصعب التنبؤ بمساراتها ونهاياتها، وأنها مفتوحة على احتمالات كثيرة.

فإذا ما انتهت إلى أفق مسدود بعد استنفاد محاولات إنجاحها، وباتت مدعاة للتوتر الدائم والضغط على الأعصاب، ولم يعد هناك بد من الانسحاب منها، فإن المجال ينبغي أن يظل مفتوحًا للشروع في رحلة جديدة، وربما ثالثة ورابعة وخامسة، إلى أن تجد تلك الرحلة التي تحملها إلى شطآن السعادة والهناء.

قد تستغربون، ولكن متابعة سِيَر النساء في فترة صدر الإسلام تكشف عن مفهوم رائع وفي منتهى البساطة للزواج. فقد كانت المرأة لا تتحرج من أن تتزوج مرات عديدة وكثيرة في حياتها، فبعد استشهاد زوجها أو طلاقها منه، لم تكن تنتظر طويلا حتى تقترن بآخر، وكأن هذه هي طبيعة الأمور. فليت المرأة العربية اليوم تتبنى تلك النظرة البسيطة المنفتحة عن الزواج، فتعيش حياتها دون أن تسمح لغيرها بتقييدها وتعقيدها، فالحياة أقصر من أن تضيعها وهي تخضع لتسلط أهلها، متقوقعة في سجن الخوف مما يمكن أن يقوله الناس عنها،

فالناس سيجدون دائما ما يتحدثون عنه في كل الأحوال. وليتها تترك تلك الأحلام الوردية الساذجة التي تحلق في عوالم إيجاد فارس الأحلام الشاب الوسيم الثري المثقف الرومانسي، وإقامة الأفراح في فنادق الخمس نجوم، والسكن في القصور والفلل والشقق الفاخرة، المزودة بأحدث ما يمكن تخيله من أثاث وأجهزة. فالسعادة قد لا تحتاج لكل تلك المظاهر، وهي حتما لا تأتي بسببها.

وليتها أيضا تتوقف عن متابعة المسلسلات العربية المستوردة المشوهة الأفكار، التي جعلتها تظن أن الزواج من رجل متزوج هو كارثة وخيانة وتخلف. فالزواج من رجل متزوج يحبها ويخاف عليها ويهتم بها ويجعلها تشعر بأنها ما تزال على قيد الحياة، ولو جزئيا، أرحم حتمًا من قسوة الوحدة ومن نظرات وعبارات الشفقة، وربما الشماتة، التي تنهشها إذا ما ظلت محرومة من نعمة الزواج!




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد