نوح زعيتر أمينا عاما لحزب الله ورئيسا لسوريا
نوح زعيتر الصادرة في حقه العشرات من مذكرات التوقيف يزور وحدات حزب الله في القلمون. الحزب ينفي فيرد زعيتر بنشر صور تجمعه مع قياديي الحزب. يقدم نفسه بوصفه الوحيد القادر على تحقيق ما فشل فيه حزب الله حتى الآن وهو احتلال الزبداني، فيقول إنه سيمسح الزبداني خلال ساعات ما أن يشير السيد حسن نصرالله.
لم تسفر الحوادث خلال كل هذه الفترة من مشاركة الحزب في القتال في سوريا عن لحظة منتجة للسخرية السوداء أكثر من اللحظة التي دشنتها تصريحات نوح زعيتر.
تبني السخرية عناوينها من فكرة مفادها أنه لو كان السيد يستطيع أن يمسح الزبداني بمجرد أن يأمر تاجر المخدرات الأهم في لبنان والمنطقة أن يقوم بذلك ولم يفعل، فإنه يكون مسؤولا عن ذلك الإهدار المجاني لأرواح العشرات من شباب الحزب الذين سقطوا خلال محاولة السيطرة على هذه المدينة.
من ناحية ثانية لو لكان السيد الذي لم ينجح حزبه المتحالف مع قوات جيش النظام السوري خلال ثلاثة أشهر في احتلال الزبداني وكان زعيتر يستطيع ذلك، فإن هذا يعني أن الحزب وجيش النظام السوري هما أقل قوة وكفاءة من جيش زعيتر. يجب تاليا أن يكون زعيتر هو الأمين العام لحزب الله ورئيس سوريا في آن واحد، قياسا على آخر ما صرح به بشار الأسد نفسه حول أحقية امتلاك الأرض لمن يدافع عنها وليس لمن يحمل جنسيتها.
ربما يكون هذا ما التقطه ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي حين بادروا إلى إنشاء هاشتاغات تحمل عنوان “زعيتر خليفة نصرالله”، حيث يشي هذا التجرؤ غير المسبوق على نصر الله من جمهور يعد مقرباً منه على شعور عام بترهل الحزب وصورته والحاجة إلى زعيم جديد. بدا زعيتر الأصلح لتعبئة الفراغ الكبير في القيادة، لأنه الأقدر على التأسيس للأوهام الكبرى بشكل يوازي، بل يتفوق على، ما كان الحزب قد أسس له.
كان الحزب قد عمّم منطقا عاما بين جمهوره وأنصاره يقوم على حتمية النصر الدائم واستحالة الهزيمة، ونجح في جعل أتباعه يعيشون حالة من النشوة الدائمة، لا تستطيع الوقائع العبور من خلالها.دخول الحزب في سوريا كان إيذانا ببدء ظهور الحفر في جدار الانتصارات المنتشية بذاتها. بات حزب الله إزاء تطور سياقات الأوضاع في سوريا مجرد تفصيل عابر.
خرج زعيتر إلى الواجهة انطلاقا من هذا الواقع، فهو وحده القادر على تركيب خريطة أوهام موازية، وربما متفوقة على نشوة النصر الدائم، تقوم على نشوة التخدير المتحررة من التحقير العام الذي يصبغ صورتها، والمتحولة إلى فعل جهادي مقدس ونبيل وحاسم ونهائي. من هنا لم يعد زعيتر يقبل أن يصفه أحد بتاجر المخدرات، وقد عبر عن غضبه من إطلاق هذه الصفة عليه قائلا “فشرو يقولو عني تاجر مخدرات”. ربما كان يعي أن اقتحامه ميدان الجهاد من شأنه نسف كل التوصيفات السابقة، وإحلال توصيفات جديدة مكانها تهبه مكانة تجعله خارج النقد والتناول، كما هو حال نصرالله.
نوح زعيتر هو عنوان الزمن الإلهي حاليا، لأن اللحظة لا تحتاج إلى مقاتلين بل إلى انتحاريين لا يبالون بشيء ولا ينتظرون الغد، أو يريدون العودة إلى أرض ومكان بل الاندماج في نشوة القتل المخدرة وممارسة فعل الموت للموت. يكتسب زعيتر صفة دولة، ويعلن أنه قادر على الحلول محل إيران التي لم تعد قادرة على تمويل الحزب. كان زعيتر مستقبل حزب الله الكامن، وهو يعيش الآن ظهوره المشحون بثقل النهايات وسخريتها.
(المصدر: العرب 2015-09-17)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews