لماذا وكيف ستتدخل فرنسا عسكريا في سوريا؟
نشر تقرير عرض من خلاله دوافع وتفاصيل العملية العسكرية الجوية التي تعتزم فرنسا إطلاق خطواتها في سوريا الأولى، والتحديات التي قد تواجهها.
وقال التقرير، إنه وفقا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فإن باريس ستفتتح عملياتها الجوية بجولة استطلاعية، لجمع المعلومات التي تحتاجها، وقد اتخذ قرار التدخل؛ لأن "تنظيم الدولة يخطط لهجماته في فرنسا وبقية الدول الغربية، انطلاقا من الأراضي السورية".
وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فإن الأمر لا يتعلق بحملة عشوائية واسعة، بل ضربات موجهة تستهدف مراكز القيادة ومعسكرات التدريب والدعم اللوجستي للتنظيم، أو ما يطلق عليه الجيش "مراكز ثقل" الخصم.
وأضاف أنه من خلال الكشف عن هذه التوجهات، نفى هولوند فرضية الاجتياح البري، وهو خيار استبعدته القوى الغربية منذ بدء الصراع في سوريا، واعتبره الرئيس الفرنسي مشروعا "يفتقر للوعي والواقعية"، ردا منه على اليمين الذي يدعم هذا الخيار.
وذكر أن هذا القرار الرئاسي يقضي بتوسيع نطاق عملية "شامال"، التي يقودها الجيش الفرنسي منذ سنة في العراق، عبر لعب دور أكبر ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتوقع أن تفتتح طائرات الرافال الفرنسية الموجودة في الإمارات العربية المتحدة، العمليات الاستطلاعية الأولى، حيث فضلت باريس الاحتفاظ بطائرات الميراج 2000 المتمركزة في الأردن، للمرحلة الهجومية.
وأفاد التقرير بأنه لم يتم بعد الإعلان عن الدعم اللوجستي الإضافي الذي سيحتاجه الجيش الفرنسي في هذه العملية، باعتبار استنزافه طاقاته داخل فرنسا وخارجها.
فقد دعم الجيش الفرنسي القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية، بـ800 جندي، وقدم 60 خبيرا عسكريا لمراكز الإشراف على عمليات التحالف، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية والكويت وبغداد، ومركز العمليات الجوية "العديد" بقطر، بوجه خاص. ويذكر أن 5 في المئة من الضربات الموجهة في العراق منذ سنة 2014، قامت بها فرنسا.
وبحسب هولاند، فإن فرنسا تسعى من خلال هذه العملية العسكرية الجوية إلى "معرفة ما يحاك" ضدها، معترفا بأن الانضواء تحت التحالف الدولي لا يمكن أن يوفر لها المعطيات الضرورية، وهو ما يدفعها لتعزيز دورها في سوريا، أملا في الحفاظ على "استقلالية القرار والتحرك"، وسعيا للاضطلاع بدور محوري، في تسوية الأزمة السورية.
وعملية الاستطلاع تهدف أولا لتحديث خارطة الصراع السوري، الذي كانت فرنسا قد وضعتها بين سنتي 2012 و2013، مع حليفتيها أمريكا وبريطانيا، حين كانت تعد لضربات ضد نظام بشار الأسد بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية.
وأضاف بأن باريس ستسعى بعد ذلك لمناقشة الأهداف التي تندرج ضمن نطاق المسارات الجوية؛ المتوقع إسنادها للطائرات الحربية الفرنسية، من قبل قيادة التحالف الدولي.
ونقل عن الرئيس الفرنسي بأنه قد اتخذ قراره بإعطاء الأولوية لمواجهة تنظيم الدولة، بعد أن كان يدعم خيار الوقوف في وجه كل من النظام السوري والتنظيم معا، إذ إن قرار الالتحاق بالتحالف الدولي يضع باريس في موقع تنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية ونظام بشار الأسد.
وذكر أن فرنسا بحاجة لإبرام اتفاق مع بشار الأسد، المدعوم عسكريا من قبل روسيا، حتى تتمكن طائرات الرافال من التحليق في المجال الجوي السوري، كما أن صواريخها تحتاج نظام التشويش الأمريكي، حتى لا تطالها المضادات الجوية المتطورة.
وفي الختام، أكد التقرير أن مواجهة تنظيم الدولة، وتجنب العثرات السابقة والأخطاء التي أدت لمزيد توسعه وتزايد قوته، يحتم عدم دخول مختلف الأطراف المذكورة أعلاه، في صراعات جانبية فيما بينها.
(المصدر: لوموند 2015-09-08)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews