شهداء الإمارات ونُبل التضحية
مرَّ يوم الجمعة الفائت عصيباً حزيناً على دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها سواء كان إماراتياً فخوراً أو وافداً يعيش في ظل خير وأمن واستقرار الدولة.
هذا اليوم الذي ودّعت فيه الإمارات ٤٥ شهيداً نتيجة صاروخ أرض – أرض أدى إلى تفجير ضخم في مستودع أسلحة بمحافظة مآرب في اليمن أثناء قيامهم بواجبهم الوطني في نصرة الشعب اليمني الشقيق ، وفي الدفاع المقدس عن أمن الإمارات الوطني والأمن الخليجي والإنساني في صد العدوان الحوثي وميليشيات علي عبد الله صالح.. هذا اليوم سيبقى يوماً تاريخياً يبرهن على بطولة منتسبي القوات المسلحة الإماراتية والتضحية بدمائهم الغالية والتسابق لنيل شرف الشهادة والمجد من أجل تحقيق رسالة الحق والعدل والسلام.
لقد استطاع حُكام الإمارات منذ إنشاء الدولة المباركة ، وبفضل اجتهادهم ومثابرتهم وصبرهم ، تحويل هذا البلد النبيل الهادئ الوديع من صحراء قاحلة إلى واحة غنية بالإنجاز والتطوير.. واحة ساحرة فاتنة تتوافد عليها شعوب العالم بهدف الزيارة والسياحة أو بهدف العلم والعمل والطموح لأن يكونوا جزءاً من هذا الصرح الحضاري وهذه المسيرة التاريخية العابقة بالتطوير والعمران والازدهار ، وكل هذا تأتى بفضل ميثاق الإخلاص والثقة بين القيادات الحاكمة والشعب.
وفي ظل كل ما حققته الإمارات وتعمل بجهد مستمر على تحقيق المزيد على مختلف الأصعدة لتحافظ على مكانة الصدارة التي كرستها لنفسها على الخارطة العالمية، كان من أولى أولوياتها حماية وحفظ أمن الوطن وأمن حلفائها في دول الخليج العربي الذين تعاهدوا سويةً على الوقوف سداً منيعاً في وجه كل عدوان يترصد أمنها واستقرارها.
لذلك ، تلعب الإمارات بقياداتها الرشيدة وبقواتها المسلحة الباسلة ، دوراً جوهرياً هاماً في عاصفة الحزم التي شنتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج للنيل من الانقلابيين الخارجين عن القانون والأخلاق : أولئك الحوثيون المتخلفون وأعوانهم من عصابات المخلوع صالح ، بهدف تخليص اليمن الشقيق والمنطقة من شرورهم ومخطاطاتهم الإجرامية والطائفية .
وإذا كان أولئك المجرمون الذين دمروا اليمن وشردوا ملايين اليمنيين الآمنين ، يعتقدون أن حزن البارحة سيقلل من عزيمة هذه الدولة وشعبها العظيم ، فهم مخطئون وعليهم أن لا يتوهموا لحظة واحدة أن دماء الشهداء الخمسة والأربعين الطاهرة ستذهب من دون أن يدفع الحوثيون وعصابات صالح ضريبتها أضعافاً مضاعفة من الحزم الرادع والعزم الأكيد ، ليكونوا عبرةً لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الإمارات واستقرار شعبها وعزيمة جيشها التي لا تلين ، وهو الجيش الذي وُجد في اليمن لا رغبة في غزوٍ وإنما لغايات الدفاع عن الوطن ومد يد العون لكل من تضرر أو خضع لظلمٍ أو عدوان ، وما أعمال أفراد وضباط الجيش الإماراتي في مجال الإغاثة تجاه اللاجئين والنازحين والمحرومين من الاستقرار والأمن والأمان في أوطانهم إلا غيض من فيض .
سيبقى شهداء الإمارات البواسل الذين رحلوا فداءً للوطن ، في قلب كل إماراتي وقلب كل عربي شريف أحب دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وجيشاً وشعباً ، ونسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم الفردوس الأعلى ، إنه سميع مجيب .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews