اليمن: منظّمة الصحة تطالب بممر إنساني يؤمّن الرعاية الصحية لتعز
جي بي سي نيوز - شدّدت «منظّمة الصحة العالمية» على ضرورة إقامة ممرّ إنساني لضمان توفير الرعاية الصحية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص في محافظة تعز (غرب اليمن)، إذ أدى الصراع والأزمة الإنسانية إلى افتقار آلاف الأشخاص إلى العلاج، وإلحاق أضرار جسيمة بالمرافق الصحية، وانتشار حمّى الضنك.
وقال المدير الإقليمي للمنظّمة في شرق المتوسط، علاء العلوان: «على أطراف النزاع التقيّد بوقف إطلاق النار وتجريد كل المستشفيات والمرافق الصحية في تعز من السلاح، والسماح بالإيصال الآمن للإمدادات، وتنفيذ التدابير الرامية إلى السيطرة على تفشّي حمّى الضنك، وتوفير العلاج والتمكين من الوصول إلى المصابين والمرضى الآخرين». وأصدر بياناً جاء فيه: «نحن في حاجة إلى الحماية والأمن لجميع العاملين في مجال السيطرة على حمّى الضنك في تعز، بما في ذلك الرش الموضعي، والتثقيف الصحي للمجتمعات وتوزيع الإمدادات».
وأعلنت الحكومة اليمنية تعز «مدينة منكوبة»، على خلفية الوضع المأسوي الذي تعيشه. ويقدّر عدد سكان محافظة تعز، وهي الأكثر اكتظاظاً بالسكان، بحوالى 3.2 مليون شخص. ومنذ آذار (مارس) الماضي وثّقت 832 حالة وفاة بحمّى الضنك، و6135 إصابة.
وأشارت «منظّمة الصحة العالمية إلى ارتفاع شديد في معدّل الإصابة بهذه الحمّى في المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين، من 145 حالة مشتبه فيها في مطلع آب (أغسطس) إلى 421 حالة في 25 من الشهر ذاته.
ومع استمرار انعدام الأمن والنزوح الجماعي للآلاف من الأشخاص، يُرجّح تدهور الوضع في الأيام المقبلة، ما قد يعرّض أكثر من 3.2 مليون شخص إلى أخطار إضافية.
وقال العلوان: «إرتفع عدد حالات الإصابة بحمّى الضنك المبلّغ عنها إلى ثلاثة أضعاف في تعز هذا الأسبوع. هناك حاجة ملحّة إلى فتح ممر إنساني لتقويم الوضع واتّخاذ تدابير الرصد».
وأكدت المنظّمة أنها تعمل عن كثب مع الشركاء والسلطات الصحية في إجراء الرش الموضعي داخل المباني للسيطرة على البعوض، المسؤول عن انتقال حمّى الضنك، وذلك للاستجابة إلى انتشار حالات المرض والسيطرة عليه. كما تقوم بتوفير التثقيف الصحي، وتوزيع «الناموسيات» المعالجة بمبيدات الحشرات، وشراء المستلزمات بما في ذلك المتعلّقة بإدارة الحالات والمختبرات والمراقبة ومكافحة سبل انتقال المرض.
وذكّرت المنظّمة العالمية جميع أطراف النزاع بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمرافق الصحية، والعاملين في مجال الصحة أثناء النزاع. وشدّدت على ضرورة التعامل مع المرافق الصحية كمناطق محايدة وعدم استغلالها لأغراض عسكرية. وناشدت المنظّمة توفير 132 مليون دولار لدعم النفقات الصحية حتى نهاية العام الحالي، إلا أنها لم تتلقّ سوى 25 مليون دولار، ما خلّف فجوة في التمويل بلغت 81 في المئة.
كما دعا رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية لـ "الصليب الأحمر» في تعز أوليفييه شاسو، الأطراف الميدانية إلى السماح بالمرور الآمن لسيارات الإسعاف والعاملين في المجالين الطبي والإغاثي ليتسنّى إنقاذ أرواح الناس وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
وأشار إلى أن الوضع الصحي في تعز متردٍ جداً والمستشفيات النادرة، التي ما زالت تعمل، تضطر إلى استقبال أعداد كبيرة من الجرحى في ظل نقص حاد في الإمدادات. وأضاف: «تعترض اللجنة الدولية صعوبات كبيرة في توزيع الإمدادات الطبية والجراحية المنقذة للحياة على عدد من المستشفيات في تعز».
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews