Date : 27,11,2024, Time : 06:32:48 AM
3066 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 15 ذو القعدة 1436هـ - 30 أغسطس 2015م 12:54 ص

ماذا يطبخ لسوريا وللمنطقة في دوائر القرار الدولي ؟

ماذا يطبخ لسوريا وللمنطقة في دوائر القرار  الدولي ؟
د. فطين البداد

تردد في الأسابيع القليلة السالفة أن المنطقة مقبلة على حرب قادمة في شمال سوريا ، وربما العراق ( الموصل ) يتخللها إعلان منطقة آمنة ، والبعض يقول : حظر جوي بعمق 50 كيلو متر ، وطول 100 كيلو ، بمحاذاة الحدود التركية السورية ، تسبق عملية اجتياح تركي مع تغطية جوية غربية - عربية لمناطق سيطرة تنظيم الدولة ( داعش ) ، وبمباركة روسية أمريكية إيرانية سعودية ، وقبول من طرف نظام الأسد .

هكذا يقال ويتردد عبر الأسابيع الماضية ، ولكن الحرب الكبيرة القادمة هذه ليست تحصيل حاصل ، ولربما تقع ولربما لا تقع ، بغض النظر عن التصريح الرسمي لوزير الخارجية التركي جاويش أوغلو ، والذي أطلقه قبل أيام من خارج تركيا ، ولم يكن له صدى معاكس في موسكو التي قال وزير خارجيتها سيرغي لافرورف تعليقا عليه : " بأن القصف الجوي لا يجب أن يطال جيش النظام السوري ، لأن ذلك سيقوض الحل السياسي في سوريا " ، وبالفعل ، شهد ظهر السبت " أمس " أول طلعات جوية تركية ضد تنظيم داعش في سوريا .

التفاهم الأمريكي الروسي السعودي الإيراني حول خطورة تنظيم داعش لا لبس فيه ، غير أن قضية الأسد هي المركز الذي به أو منه تنطلق كل التفاهمات المتوقعة ، وإن كان السعوديون حسموا أمرهم أنه لا مكان لهذا الشخص في أي عملية سياسية يتفق عليها ، فإن الأمريكان يريدون بقاءه لكونه الضمانة لعدم الولوج في الفوضى ، وهي وجهة نظر روسية - إيرانية اقتنع بها الأمريكان بعد الإتفاق النووي الذي كان له ظلال واضحة على هذه الرؤيا .

ما قاله وزير خارجية السعودية الجمعة : أنه لا مكان للأسد ، هو رد على كل ما أشيع عن أن هناك تفاهما بين مختلف القوى ، إلا أن القنبلة التي فجرها الرئيس بوتين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس السيسي في موسكو : هي أن روسيا ومصر متطابقتان في الرأي القائل إن الأسد جزء من الحل وليس جزءا من المشكلة، وعزز ذلك ما بثته المعارضة السورية من صور قالت إنها لصواريخ وقنابل مصرية الصنع ، بل إن الأخطر من كل ذلك ، هو ما قاله الأسد نفسه عن أن هناك تنسيقا عسكريا وأمنيا بين مصر ودمشق لمكافحة الإرهاب ، لتكتمل حلقة الإنطباعات فتصبح حقائق لا غموض فيها : أن الموقف العربي من الأزمة في سوريا لا زال يتلمس طريقه ، بعد أن نأت أمريكا بنفسها وسلمت ملف هذا البلد للروس ، وأيضا الإيرانيين الذين يحتلون سوريا فعليا ، ويفاوضون نيابة عن النظام في الزبداني ، وبشكل مباشر .

إذن : الموقف الروسي " المعلن " لم يتزحزح ، وإن كان يقال في الخفاء ضده تماما ، وأن الروس حريصون على وحدة سوريا وليس رأس النظام ، شريطة ضمان مصالحهم .

ولكي تتضح الصورة أكثر ، وليؤكد الروس بأنهم جادون في الدفاع عن حليفهم الأسد ( الموقف المعلن إياه ) سارعوا إلى نجدته بست طائرات حربية حديثة مزودة بكل الوسائل الأكترونية ، بالإضافة إلى عتاد وأسلحة مختلفة نقلت إلى مطار المزة العسكري خلال الأسبوعين السابقين ، وفق ما نشره موقع جي بي سي نيوز نقلا عن موقع ديفكا العبري المقرب من الأستخبارات الإسرائيلية ، مما يعني أن الروس ماضون في دعمهم للأسد حتى النهاية ، إن تعدت الإجراءات التركية حدود ما اتفق عليه بشأن داعش وطردها من الشمال السوري وهي رسالة غاية في الأهمية يدركها الأمريكان قبل الأتراك ، ناهيك عن تزويد النظام بمضادات أرضية حديثة ضد الطيران التركي لم يعلن عنها حتى الآن .

كل ما يجري ، أثار العديد من التساؤلات حول المواقف الحقيقية لبعض الدول العربية من بقاء بشار أو رحيله.

وتسرب بعض المصادر أن كل شيء تم الترتيب له والإتفاق حوله ، وقد تجلى ذلك في المبادرة الإيرانية لحل الأزمة في سوريا وهي مبادرة من أربع نقاط : وقف إطلاق النار ، تشكيل حكومة وحدة وطنية ، تعديل الدستور ( لطمأنة الأقليات والإثنيات ) والبند الرابع : إجراء انتخابات في البلاد برقابة دولية ، ولمن لا يعرف ، فإن هذه المبادرة طرحتها إيران قبل عام ، وما طرح بعدها من قبل البعض لا يشكل أي خروج عليها بغض النظر عمن طرحها أو نسبها إليه ، ورأينا مؤخرا موقف مجلس الأمن .

وللمفارقة ، فإنه وبعد مضي هذه الأسابيع على مبادرة إيران ، فإنه لم يقل أحد بعد : هل وافقت تركيا عليها أم لا ، حيث لم تعلق عليها " تفصيلا " بالمطلق حتى كتابة هذه السطور ، إلا أن البعض أرجع هذا الموقف إلى الوضع الميداني في سوريا ، والذي بات يهدد حدودها ويهدد أمنها في العمق ، سواء من الفصائل الإسلامية المتشددة ، أم من قبل العلمانيين الكرد ، وعلى رأسهم قوات الحماية الكردية التي هي بمثابة الفصيل السوري لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض حربا ضروسا مع أنقرة منذ عقود تخللها - عبر السنوات السالفة من حكم العدالة والتنمية - تفاهمات سياسية حقنت الدماء لأكثر من 12 عاما .

هل سيقتصر التحرك على سوريا أم سيشمل العراق ؟ .

التوقعات ، وليس التسريبات ، تقول إنه سيشمل البلدين ، أو - ربما - سيشملهما تباعا ، ولقد أمعن الأتراك في التحديق بالمنطقة العازلة ، كثمن لفتح قاعدة أنجيليك أمام طائرات التحالف ، وكثمن للسماح لهم بضرب الكرد : الإرهابيين في العراق ، وحلفاء أمريكا في سوريا ، وهي بذلك تضمن إنهاء صداع الجيب الكردي المستقل المتاخم للحدود .

لطالما رفضت الولايات المتحدة العرض التركي ، ولكن يبدو أن التفاهم بين الدول المعنية ، وضع هدفا ذا أولوية على كل الأهداف الأخرى ، وهو القضاء على " داعش " ولربما القضاء - بالمعية - على كل الفصائل التي تصنف أنها : متطرفة من مثل جبهة النصرة ، فرع القاعدة في سوريا ، فما هي يا ترى ردات فعل هذه الفصائل وأبرزها النصرة ، حول كل ذلك ؟ .

كل الفصائل المسلحة تقف ضد داعش ، وعلى رأسهم أحرار الشام وجبهة النصرة التي تعرف أن الدور سيطالها بعد الإنتهاء من التنظيم ، أما أحرار الشام فقد أصدرت بيانا لسان حالها فيه أنها تتبرأ من القاعدة والتطرف ، وأكدت أنها لا ترغب بإقامة الشريعة الأسلامية رغما عن الناس ، وتترك الامر للإنتخابات ، وهي بذلك تخرج من دائرة الإستهداف ، أما النصرة ، فكانت قد حاولت تلميع نفسها من خلال تصريحات أطلقها زعيمها عبر قناة الجزيرة ، شدد فيها على أن شكل الحكم القادم لسوريا يختاره الشعب السوري ، وركز على أن الجبهة لا تستهدف الأقليات ، ولا الدروز ولا المسيحيين أو أي طائفة أو إثنية بعينها ، بمن في ذلك العلويون الذين قال الجولاني : إنه لن يقاتلهم كطائفة ، ويبدو أن كل ذلك لم ينجح في تبييض ساحة الجبهة ، فبدأت تشاغب وتلوح بتخريب هذا المخطط إذا ما ظل اسمها على لائحة الإرهاب ، فرأيناها تهاجم الفرقة 30 التي دربتها الولايات المتحدة ، وتختطف ضباطها وجنودها ، بينما تتلقى ضربات جوية في رسالة أمريكية بأن أمريكا ستحمي من دربتهم والمحسوبين عليها ، ولكن يبدو أن الجولاني رد " عمليا " مرة أخرى ، وهاجم الفرقة واختطف جنودا إضافيين منها ، ومن ثم أعلنت الجبهة رسميا : أنه من غير المسموح للمشروع الأمريكي التركي بالمرور ، قبل أن يعود ويسحب الجولاني قواته من المنطقة العازلة المفترضة ، وعزا البعض رفض الجبهة للخطة التركية ، رغم حربها الدموية مع تنظيم البغدادي ، لقناعتها بأن أي حزام في المنطقة سيشمل مناطقها شمالا ،ومن أجل ذلك هاجمت الجبهة فرقة " المعتدلين " المتدربين أمريكيا ،( 60 شخصا فقط ، التحق بالفرقة منهم داخل سوريا 54 مسلحا ليس إلا ، والبنتاغون أعلن وجود صعوبة في العثور على مقاتلين وفق المواصفات الأمريكية ) ولم يعد بالإمكان إقناع هذه الجبهة بفك الإرتباط بالقاعدة وأيمن الظواهري كما يطالبها البعض كي تنجو من تهمة الإرهاب ، رغم أن قادتها مقتنعون بذلك وعملوا لأجله ، وهو هدف يبدو أنه فشل إلى حد ما ، ولربما تفشله الاحداث القادمة ، خاصة إذا علمنا بأن فك الإرتباط بالقاعدة من قبل الجولاني يعني انشقاق المقاتلين عن الجبهة والتحاقهم بـ " داعش " وهو ما لا يريده لا الجولاني ، ولا شرعيو الجبهة ، ولا تركيا وحلفاؤها ، إذا أخذنا بالإعتبار ان تنظيم البغدادي نشر قبل أيام شريط فيديو لعشرات المقاتلين الذين انشقوا عن جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وبايعوا زعيم التنظيم ، لأن السؤال ألأبرز هنا : ماذا سيكون مصير هذه الفصائل الإسلامية التي توصف بـ " المتطرفة " حيال المنطقة العازلة أو الآمنة التي تعني - كما قلنا - فقدانهم ، هم أنفسهم ، لهذه المناطق التي احتلوها بالدماء والأشلاء ، كما تقول توصيفاتهم ، إلا أن الأيام القليلة الماضية حملت وقائع جديدة في الشمال ، بعد أن أخلت جبهة النصرة مواقعها مما أثار حنق الفصائل السورية التي أصبحت لقمة سائغة لتنظيم البغدادي .

وإذا كانت الخطوة التركية " مغامرة خطرة " ، سواء لا زالت في سياقات الإستراتيجية التركية أو التفاهمات السرية التي ينفيها البيت الأبيض دائما ، فإنه ليس أمام الأتراك إلا خوضها لأن وجههم الآن إلى الحائط : إما منطقة كردية مسلحة على حدودهم وفصائل إسلامية متشددة في جانب من الحدود والمعابر ، وإما حرب لا هوادة فيها ، ومن المؤكد هنا ، بأن هذه " المغامرة " ليست سوى " مقامرة " قد تخسر فيها تركيا المبادءة وتغرق في دماء جنودها ، دون أن نرى هنا " الصمت الإيراني المريب" ، الذي يرغب في إضعاف أنقرة ، لسلبها أي دور منشود لها بعد أن باتت طهران قوة حليفة للغرب والشرق على السواء .

هل ستنجح الولايات المتحدة والروس والحلفاء والأتراك والأيرانيون والنظام في وصول كل منهم لوجهته ، خاصة إذا علمنا أن لكل هدفا ، ولكل غاية ، ومصلحة ؟؟ .

لقد نسي جميع هؤلاء بأن الشعب السوري الذي بات مسلحا هو صاحب الولاية الحقيقية داخل سوريا ، كما فعلها الشعب الأفغاني مع حلف الأطلسي، وأن أي " طبخة " يستمر فيها نظام الأسد كما يرغب الروس والإيرانيون ، هي طبخة " بايتة " قد تدفع بجميع المقاتلين من مختلف الفصائل إلى التوحد لمقاومتها ، سواء اولئك الذين ليس لهم امتدادات عبرالحدود ، أو ممن هم في ركاب دول بعينها ، وقد تدفع تركيا ثمنا باهظا ، قد يكون من ضمن تبعاته ، خطة عالمية لتقسيم تركيا نفسها ، أو إغراقها في وحل سوريا التي نجت منه حتى الآن ، والخوف ، كل الخوف ، أن يكون قد نصب لتركيا " فخ " لا فكاك منه ، والذي يتابع التصريحات الأوروبية ، حول الغارات على مواقع حزب العمال الكردستاني يدرك حجم الحقد الذي يكنه الغرب وإيران لبلد وصلت موازنته السنوية " تريليون " دولار ، ويراد له أن يتحطم .

قد نسمع عن منطقة عازلة ، أو آمنة ، سموها ما شئتم ، وقد نسمع عن نفي مطلق ، إلا أن ما لا نسمعه نحن ، ولا يسمعه السوريون ولا العراقيون ولا العرب عموما : هو ما يطبخ لسوريا ولدول المنطقة في دوائر القرار الدولي ، الذي جعل كل المنطقة تقف على رجل واحدة .

رجل واحدة عالقة في رمال متحركة ! .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد