خسائر الأسواق العالمية أصابت اللبنانيين أيضاً
وصلت ارتداداتُ الهزّة القوية في البورصات العالمية يومَ الاثنين الماضي الى السوق اللبنانية التي شهدت نوعاً من الهلع في أوساط اللبنانيين المستثمرين بالأسهم العالمية، وبالعملات الأجنبية وخصوصا الدولار الأميركي، وقد أُصيب كثيرون بالخسائر الفادحة وجرت الاتصالات لدعوتهم لتمويل الهوامش على عمليات التداول.
تكبّد المتداولون في البورصات العالمية يوم الاثنين ويوم امس الثلثاء خسائر فادحة تجاوزت مئات مليارات الدولارات نتيجة التراجع الحادّ في البورصات الاميركية والاوروبية والآسيوية. وهذا الانخفاض الذي انسحب ايضاً على مختلف البورصات في الاسواق الناشئة.
كما تلقّى المتداولون في اسواق الصرف ضربات موجعة ايضاً مع التراجع الكبير للدولار الاميركي إزاء كلٍّ من اليرو والين الياباني، وهما العملتان المنافستان بامتياز. وفي حين كان الكثيرون ما يزالون يراهنون على ارتفاع الدولار بقوّة جاءت النكسة يوم امس الاثنين لتصيب الغالبية بخسائر موجعة.
ولم يكن المتداولون اللبنانيون في الاسواق العالمية بعيدين من هذه الاجواء إذ شهدت السوق المحلية نوعاً من البلبلة والاقبال على مراجعة وتحمّل الخسائر من الكثير من اللبنانيين الذين كانوا يراهنون على الاسهم والعملات الخارجية. وقد أُصيب الكثيرون بالهلع وسعوا للَملمة جراحهم وتسديد ما يتوجب عليهم لإعادة تكوين الهوامش التي تآكلت مع انخفاض اسعار الاسهم وتراجع الدولار الاميركي.
وتنفّس هؤلاء بعض الصعداء أمس من إعادة التحسّن النسبي للدولار الاميركي فقد تراجع اليورو بنسبة 1,03 في المئة الى 1,15 دولار بعد أن كان قارب الـ 1,16 دولار كما تقدّم الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 1,31 في المئة الى 119,97 يناً.
وكانت الأسواق العالمية من بورصات اسهم واسواق صرف العملات شهدت تقلبات حادّة جداً يومَ الاثنين ما أدّى الى خسائر فادحة للمتداولين الذين أُصيبوا بالهلع الشديد. وفي السوق الاميركية جرى تبادل 14 مليار سهم وهو الحجم الاكبر اليومي منذ العاشر من شهر آب 2011.
اما الخسائر أمس فيبدو أنها سوف تدفع المتداولين والمتموّلين اللبنانيين لإعادة حساباتهم بشأن التوظيف راهناً في الاسواق العالمية. لكنّ حجم الخسائر يبقى متفاوتاً بين مستثمر وأخر غير أنه من المؤكد أنّ السوق المالية اللبنانية قد شعرت بالزلزال القوي الذي هزّ البورصات العالمية يوم الاثنين.
البورصة اللبنانية
كان أداء البورصة اللبنانية سلبياً أمس نتيجة انخفاض اسهم سوليدير بشكلٍ إضافي الى ما دون الـ 11 دولاراً. اذ تراجع سعر اسهمها من الفئة (أ) بنسبة 0,55 في المئة الى 10,69 دولارات وتراجع سعر اسهمها من الفئة (ب) 2,23 في المئة الى 10,51 دولارات.
كلك تراجع سعر اسهم بنك بلوم فئة (GDR) بنسبة 0,9 في المئة الى 9,91 دولارات وتراجع سعر اسهم بيبلوس (2009) بنسبة 1,37 في المئة الى 100,60 دولار ولم يرتفع سوى سهم بيبلوس الفئة (2008) أي بنسبة 0,39 في المئة الى 101 دولار.
وجاء ذلك نتيجة تبادل 59 عملية بيع وشراء داخل الردهة تناولت سبعة اسهم مختلفة وبلغ حجم التداول الاجمالي 79496 سهماً قيمتها 1,2 مليون دولار.
السوق العالمية
وفي الاسواق العالمية تنفست اوساط المستثمرين بعض الصعداء بعد خفض الصين لاسعار الفائدة وللاحتياطيات الالزامية للبنوك اذ قرأت الاسواق ذلك سعياً لتعزيز النموّ الاقتصادي الذي كان بدا يعطي اشارات التباطؤ لثاني اكبر اقتصاد في العالم.
لكنّ ذلك لم يلجم موجة الاقبال الواسع على البيع في بورصة الصين حيث تراجع مؤشر شانغهاي امس بقوة ولليوم الثاني على التوالي. فبعد انخفاضه 8,50 في المئة الاثنين تراجع امس 7,63 في المئة الى 2965 نقطة.
وانسحب ذلك على بورصة طوكيو حيث تراجع مؤشر نيكي للاسهم اليابانية بنسبة 3,96 في المئة الى 17807 نقاط أما مؤشر هانغ سنغ فزاد في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,72 في المئة الى 21405 نقاط كما زاد مؤشر سنغافورة 1,50 في المئة الى 2886 نقطة.
وشهدت بورصة وول ستريت الاميركية عند الفتح امس انتعاشاً بعد هبوط مؤشر داو جونز 3,58 في المئة الى 15871 نقطة ومؤشر ناسداك 3,83 في المئة الى 4526 نقطة ومؤشر ستاندرد اند بورز 3,95 في المئة الى 1893 نقطة امس الاول عندما خسر الاميركيون نحو 1,8 تريليون دولار بالاسهم علماً أنهم يستثمرون نحو 24 تريليون في البورصات.
وفي اوروبا انتعشت بورصات الاسهم بعد اسوأ جلسة تداول شهدتها امس الاول الاثنين منذ العام 2008 ولقيت دعماً من اتجاه الصين لخفض اسعار الفائدة وتدابير نقدية اخرى. فزاد مؤشر فوتسي البريطاني 3,34 في المئة الى 6096 نقطة وزاد مؤشر كاك الفرنسي 4,44 في المئة الى 4578 نقطة كما ارتفع مؤشر داكس الالماني 4,29 في المئة الى 10053 نقطة.
تراجُع الذهب وتحسُّن النفط
ونتيجة تحسّن الدولار الاميركي امس وتراجع نسبي للقلق بشأن الصين والاقتصاد العالمي تراجع الذهب بنسبة 1,09 في المئة لكنّ الفضة زادت بنسبة 0,18 في المئة الى 14,83 دولاراً للاونصة.
وارتفعت اسعار النفط في نيويورك بنسبة 2,88 في المئة الى 39,34 دولاراً للبرميل بعد الخسائر الكبيرة أخيراً كما زاد سعر نفط برنت الخام في سوق لندن بنسبة 2,97 في المئة الى 43,96 دولاراً للبرميل.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-08-26)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews