إجراءات السيسي لا يمكن أن تجلب الاستقرار لمصر
الحملة الأمنية التي يقوم بها زعيم الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي ضد معارضيه لن تؤدي إلى الاستقرار في البلاد، "السيسي يبدو عازما على أن يفعل كل ما بوسعه من أجل تطبيق رؤيته كحاكم واحد للبلاد".
وخلال العامين الماضيين منذ تنفيذه الانقلاب في مصر والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم، فإن الزعيم العسكري السابق تصرف بطريقة أكثر قمعا بكثير مما كان متوقعا، حيث ملأ السجون بمعارضيه، ومؤخرا فتح فصلاً جديدا في قمعه بإقراره قانون مكافحة الإرهاب الذي يؤسس لدولة بوليسية في مصر.
ويمثل قانون مكافحة الإرهاب "خطوة متهورة للقضاء على المعارضة الداخلية لنظام السيسي".
لكن مصر كغيرها من دول الشرق الأوسط تواجه تهديدا خطيرا من تنظيم الدولة، وهو ما يمكن أن يكون مبررا لسن قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب"، إلا أن القانون الذي أقره السيسي أثار حفيظة الكثير من منظمات حقوق الإنسان، وما يثير قلق الحقوقيين من القانون ليس فقط أنه يقر عقوبة الإعدام على من يثبت تورطه في أعمال إرهابية، أو انتماؤه لمنظات إرهابية، لكن القلق الأكبر من القانون ينبع من تعريفه للإرهاب، وهو تعريف فضفاض وواسع جدا يكاد ينطبق على أي شخص يتورط في أي عمل عنيف خلال تظاهرة أو إضراب عمالي أو ما شابه ذلك.
وللقانون آثارا كارثية أيضا لأن نظام السيسي يعتبر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية حالها حال تنظيم الدولة، وهو ما يعرض أعدادا كبيرة من المصريين للمحاكمة وفقا لهذا القانون.
وثمة العديد من الأسباب التي تدفع السيسي إلى تمرير هذا القانون الذي يتضمن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ومن أهم هذه الأسباب أن السيسي يعلم بأن العالم الغربي عازم على غض الطرف عما يرتكب من انتهاكات لحقوق الإنسان، كما أن السيسي يستغل حالة الفوضى المحيطة في كل من سوريا وليبيا والعراق لإضفاء "هالة من الاستقرار" على البلاد.
واستقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استقبلت الرجل في شهر أيار/ مايو الماضي خلال زيارته إلى برلين، كما أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعتزم استقباله في لندن هو الآخر خلال العام الحالي، كما أن الولايات المتحدة زودت القاهرة بثماني طائرات حربية من طراز (F-16) واستأنفت العلاقات الاستراتيجية مع القاهرة.
وعلى واشنطن وحلفائها أن يأخذوا خطوة إلى الوراء قبل الاندماج في علاقات مع نظام السيسي، والحملة الأمنية التي يقوم بها السيسي سوف تؤدي بجيل الشباب من عناصر الإخوان المسلمين إلى التطرف، وربما يجنحون نحو العنف عندما يسود الاعتقاد لديهم بأنه لا بديل عن العنف.
(المصدر: فاينانشيال تايمز 2015-08-18)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews