المصلحة خلف الخطاب اليهودي من معارضة الاتفاق النووي مع ايران
شيء خطير حصل مؤخرا في الخطاب الامريكي. فقد بدأ هذا يبرز في خطاب اوباما الاخير، بذكر مال اللوبي اليهودي، وتواصل بالهجمة على السناتور تشاك شومير، الذي حظي بعريضة ضده، وقع عليها ما لا يقل عن 170 الف غضبوا من معارضته للاتفاق وبشكل أكثر صراحة، في موقع انترنت آخر خصص له كاريكاتير عرض فيه في صورة دب خائن يحمل علم اسرائيل ويشرح لماذا يعارض الصفقة.
ان نزع الشرعية والتشويه اللذين يجريان لمعارضي الصفقة مع ايران مستمران منذ زمن بعيد، باستثناء انهما تلونا مؤخرا بخطاب اشكالي جدا. بداية كان هذا نتنياهو هو الذي تجرأ على معارضة الصفقة المعقودة، فجعله اوباما عدو الدولة ولم يوافق على اللقاء به حين وصل الى الارض الامريكية. وبعده جاءت دولة اسرائيل و “الاسرائيليون”، حين تبين أن اغلبية اعضاء الكنيست في اسرائيل يعارضون الصفقة. اما الان فهؤلاء هم اعضاء الكونغرس اليهود. من اللحظة التي بدأت فيها محاولات الاقناع من اوباما تجاه أعضاء الكونغرس المختلفين، ولا سيما تجاه السناتورات، بدأ التشخيص اليهودي يطرح بلا عراقيل. وكأن احدا ما نزع السدادة من القمقم الذي كان يحتوي “الخطاب اليهودي” وفجأة تناثر في عيون المشاهدين، ليمنعهم من رؤية الخطر الحقيقي.
لم يعد سناتورات امريكيون يعرفون حسب التوزيع الحزبي أو الولاية التي انتخبوا لتمثيلها، بل بات يلصق بهم تعبير “اليهودي” الى جانب السناتور. كان هذا في البداية يتعلق بثلاثة مندوبين عن مجلس النواب من “اليهود” ممن أعلنوا منذ أكثر من اسبوع عن معارضتهم لصفقة النووي: نيتا لوي، ستيف اسرائيل وتيد دويتش. وقد عرضوا في وسائل الاعلام الامريكية كـ “يهود اوائل” في الحزب الديمقراطي ممن يعارضون الصفقة. وبعدهم جاء “السناتور اليهودي” تشاك شومير من نيويورك و “السناتور اليهودي” ايليوت أنجل. وكذا سناتور ديمقراطي في هاواي اعلن عن تأييده للصفقة، بريان شاتس، عرض هو ايضا بانه “سناتور يهودي”. تأييده تلقى وزنا خاصا في مقابل معارضة “السناتور اليهودي” شومير. وفي مقال آخر، في “لوس انجلوس تايمز″، احصيت اسماء 12 سناتورا كفيلين بان يحسموا كفة التصويت. ثلاثة منهم عرضوا كـ “السناتور اليهودي”، وعمن تبقى قدمت تفاصيل سيرة حياة اقتصادية لا تتضمن اصلهم الديني. هكذا ايضا في السي.ان.ان، كانت التغطية عامة للصفقة وظهر عنوان “اليهود الامريكيون يؤيدون الصفقة” وعرضت استطلاعات بين انه في اوساط اليهود الامريكيين هناك معدل أعلى من المؤيدين للصفقة بالنسبة لعموم السكان.
ان معارضة الاتفاق من السناتورات الديمقراطيين غريس مانغ، جين شهاين وكريستين غلبراند، ومندوبين آخرين من مجلس النواب، لم تعرض في ظل ابراز الجذور الديني، أو ان شئتم – الجينية. وحقيقة أن شهاين مثلا متزوجة من لبناني (امريكي) لا تظهر في اول اسمها على رؤوس الاشهاد. وكبديل، فان مواقف شومير او بريان شاتس في الامور غير المتعلقة باسرائيل لا تأتي مع عرض الهوية اليهودية الى جانب التغطية الاعلامية. ولكنهم يهود، واحد ما يريد ان يعرف الناس بانهم يهود، ولا سيما عندما يعارضون الصفقة أو يؤيدونها. وبكلمات اخرى، فان استخدام يهوديتهم مقصود. وهو يعد احيانا وسما.
كل هذا حصل في الصحافة الامريكية بشكل يتجاوز التيارات والاحزاب، وليس صدفة. فادارة اوباما تستخدم الخطاب اليهودي عن وعي. وهي تدخل الى الساحة يهودية اعضاء الكونغرس كي تضعهم ظاهرا أمام اختبار الهوية، هز شرعيتهم اذا كانوا يعارضون الاتفاق وتعزيز موقف الادارة اذا كانوا يؤيدونها. وفي الحالتين فان هذا الخطاب مرفوض.
وروى تشاك شومير بانه قبل أن يتخذ القرار تحدث مع المسؤولين في الموضوع، بمن فيهم الرئيس اوباما، ويندي شيرمان مرؤوسة جون كيري وهنري كيسنجر، وزير الخارجية الاسبق، الحائز على جائزة نوبل للسلام. كيسنجر ووزير الخارجية الاسبق جورج شولتس نشرا في شهر نيسان مقالا في “وول ستريت جورنال” يعددان اخفاقات الاتفاق ويدعيان بانه يجعل ايران دولة نووية. ان الاعتراض على الاتفاق هو أمر لا يرتبط بالدم اليهودي الذي يتدفق في عروق المعارضين، بل بالواقع الخطير الذي تخلقه ايران في العالم وفي الخوف من الاسناد العالمي الذي تحصل عليه لافعالها.
(المصدر: اسرائيل اليوم 2015-08-13)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews