قائد سلاح الجو : " أي غارات على داعش ستورط إسرائيل"
جي بي سي نيوز - : تحت هذا العنوان كتب قائد سلاح الطيران الإسرائيلي السابق ديفيد عبري مقالة في صحيفة معاريف قال فيها: ما هي الأهداف التي تم تحديدها لعمليات القصف الجوي الغربية ضد داعش في سورية والعراق؟ وهل هذه العمليات مثلما هي اليوم قادرة على تحقيق هذه الأهداف؟ إذا كان الهدف تدمير قوات داعش، مثلما فهمنا من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي في البداية، فيبدو أن الهجمات الجوية لن تنجح في تحقيق هذا الهدف. لقد كانت الهجمات في البداية فعالة وخلقت انطباعات جيدة، لكن يبدو أن داعش استقت العبر بمرور الزمن وتمكنت من التعايش معها، هذا عدا عن أن كثافة العمليات الجوية الغربية تضاءلت. ومن ثم يمكننا القول أن من المستحيل تحطيم معنويات داعش بمثل هذه الهجمات.
ويبدو أن المهاجمين يتوقعون أن تتمكن هجماتهم من استنزاف داعش، ومنعها من التعاظم عسكريا أو توسيع عملياتها. ويمكننا القول: أن هذا الهدف تحقق إلى حد بعيد حتى الآن. إن هذه العمليات تبرز بصورة غير مباشرة ضعف نظام السد، فقد كان بمقدور سلاح الجو السوري القيام بهجمات أكثر فعالية من تلك التي يقوم بها الغرب، بيد أن سلاح الجو السوري على ما يبدو لم يعد قائما، ومن الجائز أن هذا ينطبق على غالبية جيش الأسد، لذا فهو يعتمد أكثر وأكثر على قوات حزب الله كقوة محاربة ومنظمة، وعلى الدعم من قبل إيران التي ترى في نظام الأسد ذخرا لا يمكنها التخلي عنه.
يبدو في الآونة الأخيرة أن هناك حالة ارتباك وحيرة في الغرب بشأن فيما إذا كان يجب السماح بسقوط نظام الأسد،خشية أن يفضي هذا السقوط إلى حالة فوضى أو حلول بديلة أسوأ منه. وقد عكست هذه الحيرة نفسها على أرض الواقع في صورة ضبابية في قصف الأهداف المختلفة، ضبابية في الإستراتيجية المنتهجة، وعدم حسم الأمر الذي خلق وضعا أصبح فيه أولئك الحازمون في أهدافهم هم أصحاب التفوق. وإذا أضفنا إلى ذلك الجبهة المنية والتي تم فتحها والتي بدأت تشد الاهتمام، وتستهلك موارد قسم من دول المنطقة، سنرى أن الجبهة السورية لم تعد تثير اهتمام العالم، فقد تحول القتال والأحداث الجارية هناك جزءا من الروتين.
ويبدو أن إسرائيل ستواجه أزمة صعبة جدا على حدودها مع سورية، فالجهات المحلية يمكنها أن تقوم بمبادرات تجاه الحدود الإسرائيلية، مما سيشعل النار على الحدود التي شهدت هدوءا فترة طويلة. ولا شك أن بناء الجيش الإسرائيلي للجدار على الحدود السورية كان خطوة جيدة على طريق الاستعداد لمواجهة المستجدات.
إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يجب على إسرائيل أن تتدخل في التطورات على الساحة السورية أكثر مما تفعله حاليا على الصعيد الإنساني أو في مجال منع عمليات نقل السلاح إلى لبنان؟ يبدو أن إسرائيل قادرة على القيام بعمليات فعالة جوا ضد داعش. المقدرة قائمة، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو الهدف؟فالعمليات الجوية الإسرائيلية لن تفضي إلى هزيمة داعش، بل ستفضي إلى إدخال إسرائيل في قتال ليس من شأنها، ولا شك أن من يدخل في قتال ليس من شأنه يمكنه أن يتضرر دون أن يحظى بتأييد جماهير أو خارجي. لذا يجب أن تقتصر العمليات الإسرائيلية فقط على العمليات التي يمكنها بها أن تذود عن أمنها.
( المصدر : معاريف - ترجمة جي بي سي نيوز ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews