إيران هي العدو وليس اسرائيل
يصعب التنبؤ بأي اغلبية، إذا حصلت، سيرفض الكونغرس في 17 ايلول الاتفاق النووي السيء مع إيران. ولكن في نهاية الاسبوع تلقى الرئيس ضربة، حينما اختار أحد منتقديه الديمقراطيين، تشاك شومر، معارضة الاتفاق وتهديد ارث اوباما.
شومر ليس وحده. اليوت انجل وستيف اسرائيل والى جانبهما عضو الكونغرس براد شيرمان، أعلنوا معارضتهم للاتفاق. شيرمان، عضو لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، كان أول أمس المنتخب اليهودي الديمقراطي السادس الذي يعارض الاتفاق. وقد شببه بفيلم «الجيد، السيء والقبيح»: «يوجد في الاتفاق الجيد والسيء في السنة الاولى، وبعد ذلك يتحول إلى قبيح».
ماذا سيقول اوباما الآن؟ هل سيعود إلى المقارنة السياسية التي أجراها في خطابه في جامعة واشنطن قبل اسبوع عندما زعم أن «عدم رغبة الجمهوريين في دراسة أي صفقة يضعهم في نفس المنزلة مع حرس الثورة الإيراني»؟ هل يوجد في اوساط الديمقراطيين «متطرفين إيرانيين»؟
فهل يستمر الرئيس في اللعبة التي لا تقل خطورة عن الاتفاق حيث يقوم بالربط بين «مؤيدي الحرب في العراق» وبين معارضي الاتفاق، ويرسل اشارة واضحة للوبي الاسرائيلي «ايباك» في الكونغرس؟ ألا يعرف الرئيس أن الحديث هنا عن الاتفاق الدولي الأهم في المرحلة الحالية؟ ألا يفهم أن الحديث هنا ليس عن مصير اليونان الاقتصادي بل عن وجود دولة اسرائيل؟ ألا يفهم أن هذه هي لحظة الحقيقة لايباك منذ تأسيسه في 1951؟.
الحذر من حملة الانتقام
من المؤسف أن اوباما يحول الاتفاق النووي الإيراني إلى موضوع شخصي – من ليس معه فهو ضده. إن إيران هي العدو، سيدي الرئيس – وليس أنت. إيران هي العدو ـ وليس اسرائيل. أمريكا ما زالت «الشيطان الاكبر» واسرائيل هي «الشيطان الاصغر» وآيات الله لم يصبحوا قدّيسين بعد. المؤيد الاكبر للديمقراطيين، حاييم سبان، فهم أن هذا الاتفاق خطر وانضم إلى المعارضين.
نادر جدا أن يرفض الكونغرس قرار للادارة يتعلق بالسياسة الخارجية. ومن اجل رؤية فشل المصادقة على الاتفاق في مجلس الشيوخ يجب الذهاب إلى اتفاق فرساي واقتراح المباديء الـ 14 لأحد أكبر رؤساء الولايات المتحدة، فيدرو وولسون (ديمقراطي، وحصل على جائزة نوبل للسلام في 1919). مرت 100 سنة تقريبا.
يجب على اوباما أن يفهم أن هذا ليس شخصيا. يكفي فحص تصريحات مؤيدي الاتفاق من اجل فهم سبب الخوف الكبير في اسرائيل والولايات المتحدة. على سبيل المثال السناتورة كيرستان غيلي براند من نيويورك ومن مؤيدي الاتفاق، تعترف أنه «غير كامل» وتعتقد أن إيران ستستمر في الكذب وتزيد من قوتها. يمكن أن يكون معارضو الاتفاق ليسوا «جهلة» كما صورهم الرئيس في خطابه في واشنطن؟ قد يكونوا واعين؟ سبب تحول الاستطلاعات أمس هو أن الجمهور بدأ في معرفة تفاصيل الاتفاق. الأمريكيون مثلا صُدموا عند سماع أن وزير الخارجية كيري، اثناء استجوابه في الكونغرس، غير مُطلع على تفاصيل الاتفاق السري بين الوكالة الدولية للطاقة النووية وبين إيران. المهم هنا المؤيدون للاتفاق عندنا. يمكن أنهم يعرفون أمورا لا يعرفها كيري.
يوجد لاوباما 16 مؤيدا من حزبه في مجلس الشيوخ، وهو بحاجة إلى 34 مؤيد لضمان الفيتو الخاص به، وهذا أمر ممكن بالتأكيد. يجب الانتباه لثلاثة سيناريوهات:
1.السيناريو الاول والاكثر احتمالية هو أن يرفض مجلسي الشيوخ والنواب الاتفاق بأغلبية أقل من الثلثين. الرئيس يستخدم الفيتو وينجح في تجنيد ثلث مؤيد للاتفاق. وتتم المصادقة لكن مع اشارة تحذير كبيرة من الكونغرس الذي رفض الاتفاق. الرئيس يقوم بتعويض اسرائيل برزمة مساعدات جيدة ويهتم برأيها.
2.السيناريو الثاني الأقل احتمالية هو أنه مع انقضاء 60 يوما يقبل الكونغرس في 17 ايلول الاتفاق. هذا سيكون انجاز كبير للرئيس وهزيمة ساحقة لاسرائيل. في هذه الحالة ايضا قد تحظى اسرائيل برزمة مساعدات كتعويض لها، الامر الذي قد يُحلي حبة الدواء المُرة.
3.السيناريو الثالث هو أن يرفض الكونغرس الاتفاق، والرئيس يقوم باستخدام الفيتو، لكنه لا ينجح بتجنيد الثلث المطلوب ـ 34 سناتور ـ وفي هذه الحالة هناك احتمالان ـ الاول، اوباما وهيلاري كلينتون التي تنافس على الرئاسة، يفهمان تأثير القدس على واشنطن، وتتدخل اسرائيل أكثر في الموضوع الإيراني، وتكون إيران محررة من الاتفاق لكن ليس من العقوبات. والثاني هو أن يبدأ اوباما مثل الاوزة العرجاء بحملة انتقام (في مجلس الامن ايضا) شاملة وشديدة (قد تكون أخطر من الاتفاق النووي؟)، وقد يكون مقيد بالزمن ـ لأن الحملة الانتخابية قد بدأت في الولايات المتحدة. وحسب نسبة المشاهدة للمناظرة الجمهورية أول أمس فان أمريكا تهتم بالرئيس ـ الرئيسة القادم/ القادمة.
(المصدر: إسرائيل اليوم 2015-08-09)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews