إعلان حالة تقشف
في أحد تصريحات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد التي عبر فيها عن قلقه من تفاقم الديون على كاهل الأندية والتي قد تؤدي إلى نتيجة حتمية وهي إفلاس بعض هذه الأندية، أوضح أن "مشروع الخصخصة قد خرج من عباءة رعاية الشباب وانتقل لجهات أعلى وهي المعنية باتخاذ القرار"، والأمير عبدالله بن مساعد قبل أن يكون مسؤولا رياضيا فهو رجل أعمال، ورائد من رواد الخصخصة الرياضية ويدرك جيدا الطرق المسدودة التي وصلت لها أنديتنا بسبب الأعباء المالية الضخمة والديون المتراكمة عاما بعد عام.
رؤساء الأندية تعاملوا مع الاحتراف بصورة خاطئة، وقرارات وأنظمة الاتحاد السعودي كلاهما ساعد على وصول الأندية لما وصلت إليه، فلا يعقل أن أتعامل مع نادٍ محترف حكومي بنفس الأسلوب والطريقة التي أتعامل فيها مع نادٍ محترف خاص، فما ينطبق على المنشأة الحكومية لا ينطبق على المنشأة الخاصة على كل حال.
النادي الأوروبي يستقطب ويصنع المواهب ويرعاها، لأنه يريد أن يصل لنتيجة نهائية وهي تحقيق الأرباح، بمعنى أنه يتعامل بمبدأ: الربح والخسارة، ولكن رئيس النادي السعودي يريد أن يحاكي هذه الطريقة على النادي السعودي، معتقدا أنها هي الطريقة المثلى والمناسبة للاحتراف في المنشأة الحكومية.
ابتكر رئيس النادي السعودي سياسة "اللاعب الجاهز" وصار يدفع الأموال الطائلة في سبيل الوصول لنتائج سريعة، وتكوين فريق بلا أساس عن طريق تكديس اللاعبين الجاهزين وبدون قاعدة قوية، فريق مهدد بالإفلاس في أي لحظة، فكانت النتيجة هي الديون التي وصلت في بعض الأندية لأرقام فلكية تتجاوز 200 مليون، وهناك نادٍ آخر وصلت ديونه لـ90 مليونا.
وبعد أن يكتشف رئيس النادي أنه دخل دوامة من الديون لا نهاية لها بسبب سياسته المتهورة وبعد أن يقع الفأس على الرأس، فلا يجد أمامه إلا أن يرفع الراية البيضاء ويعلن حالة التقشف، أو يرحل من النادي مخلفا ديونا ومصائب مالية لا حد لها، أو يقوم بطلب المعونات المالية من أعضاء الشرف البارزين، وفي نادٍ سعودي وصل الحال أن يقدم رئيس النادي طلبا بقرض بنكي في محاولة يائسة لتسديد الديون المتراكمة.
رئيس النادي هنا يعلن أن سياسته فاشلة والدليل تقديمه طلب معونات مالية أو إعلانه لحالات التقشف، ويثبت بما لا يدع مجالا للشك أن سياسة اللاعب الجاهز هي سياسة فاشلة بكل المقاييس والدليل ما وصلت إليه الأندية من تدهور في المستويات أدت لتدهور مستوى المنتخب مع ما تعانيه الأندية من مشاكل مالية متزايدة بلا توقف.
وهذه الأوضاع المأساوية التي أجبرت ناديا على إعلان حالة تقشف وناديا آخر على طلب قرض بنكي، هي التي حفزت الرئيس العام لرعاية الشباب وهو رجل الأعمال المحنك، وبما يملكه من خبرة طويلة في عالم الرياضة أن يقدم مبادرة لتحفيز الأندية التي تهتم بفئات الشباب والناشئين من الناحية المالية وذلك لتشجيعها على الاستثمار في القاعدة.
(المصدر: الوطن السعودية 2015-08-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews