Date : 23,11,2024, Time : 08:33:38 AM
15393 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 15 شوال 1436هـ - 01 أغسطس 2015م 03:51 ص

ماذا يدبّر نتنياهو لأمريكا لإحباط الاتفاق النووي؟

ماذا يدبّر نتنياهو لأمريكا لإحباط الاتفاق النووي؟
ألان هارت

على الرغم من ضآلة الفرص أمام نجاح نتنياهو لإحباط الاتفاق النووي الأخير بين إيران والقوى الغربية، فإنّه لم يفقد الأمل بعد، ومازال لديه ما يفعله ما جعلني أطرح السؤال الوارد في العنوان، هو ردّ فعل نتنياهو على اتفاق دول الخمس+1، مع إيران، الذي دعاه «خطأً تاريخياً»، وافتتاحيةٌ لصحيفة نيويورك تايمز، وصفته بأنه «يخدم على خير وجه، مصالح الولايات المتحدة، والدول الأخرى التي صاغته، و«إسرائيل»».
وقد تأيَّدَ الرأي الوارد في افتتاحية نيويورك تايمز لاحقاً، برسالة وقّعها أكثر من 100 سفير أمريكي سابق، ثم ببيان يحمل توقيعات 60 من كبار المسؤولين والمشرعين الأمريكيين السابقين، ممن لهم خبرة واسعة في الأمن القومي. ثم جاء تبنّي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، لقرار يُقِرُّ الاتفاق النووي مع إيران، ويمهد السبيل لرفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.
وعن المعركة المقبلة، كان العنوان الذي حملته مقالة في صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، يقول: «منظمة إيباك تستعدّ لمواجهة حاسمة نادرة مع البيت الأبيض».
وأول سؤال يتبادر إلى الذهن، هو: هل يعتقد نتنياهو حقّاً أنه يستطيع بمساعدة إيباك، أن يعبئ مموِّلي الحملات الانتخابية الصهاينة، وأولئك في الكونغرس، الذين يطيعون ما يؤمرون به لقتل الاتفاق؟
ما لم يكن نتنياهو منقطعاً تماماً عن الطريقة التي تُجرى بها الأمور في واشنطن العاصمة، فلابُدَّ أن يعرف أن الكونغرس لا يملك أي فرصة للحصول على أغلبية الثلثين اللازمة للتغلب على فيتو أوباما ضدّ تشريع يرمي إلى قتل الاتفاق.
إذن، ما خطة نتنياهو التي يدبرها لأمريكا، حقاً؟
الجواب الوحيد الذي يمكن أن يخطر في ذهني هو أن نتنياهو قد خضع للحقيقة التي تقول، إنّ عدداً متزايداً من الديمقراطيين في الكونغرس، لم يعودوا على استعداد لتنفيذ أوامر الدولة الصهيونية عندما يكون ذلك في غير صالح أمريكا بصورة واضحة. وحتى هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في السباق نحو البيت الأبيض لعام 2016، شعرت بما منحها الحرية للمصادقة على الاتفاق مع إيران. فقالت، «مع فرض التطبيق الصارم، والتحقق المثابر، والعواقب السريعة لأيّ انتهاكات، يمكن لهذا الاتفاق أن يجعل الولايات المتحدة، و«إسرائيل» وشركاءنا العرب، أكثر أمناً».
وعلى ضوء ذلك، يبدو لي أن خطة نتنياهو تقوم على قول وفعل كل ما يَظنُّ أنه سوف يساعد الجمهوريين على نبذ الرئيس أوباما، والفوز بالبيت الأبيض عام 2016، على أمل أن يقوم رئيسٌ جمهوريٌّ بإلغاء الاتفاق.
وإذا كان ذلك هو الأمل الذي يراود ذهن نتنياهو الواهم، فلاشكّ في أن ما يشجعه على ذلك، هو تصريحات كلّ الجمهوريين الذين يقدّمون أنفسهم كمرشحين للرئاسة.
قال السيناتور، ماركو روبيو من فلوريدا، على سبيل المثال، إنّ الأمر سيكون «متروكاً لخليفة أوباما ليرفض الاتفاق». وأضاف، إنه إذا أصبح الشاغل القادم للمكتب البيضاوي، فسوف يعيد فرض العقوبات على إيران.
وقال حاكم أركانساس السابق، مايك هوكابي، إن «إيران الآن مؤهلة للقضاء على «إسرائيل»».
كما أن حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، في طليعة الجمهوريين الذين يؤكدون أن إيران تريد فعلاً امتلاك أسلحة نووية. وقد قال إن اتفاق أوباما معها فاشل لأنه «فقط يؤخر طموحات إيران النووية». وقد وصف الاتفاقَ بأنه «خطر وقصير النظر». وأضاف أنَّ «هذه ليست دبلوماسية، بل استرضاء».
وما لم يكونوا غير مطلعين على ما توصّلت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة، و/‏أو آثروا تجاهله، فلابُدَّ أنهم على علم بأن إيران لا تطوِّر قنبلة نووية، وما لم يكونوا أغبياء تماماً، فإنهم يعرفون أن إيران حتى لو امتلكت فعلاً بعض القنابل النووية في وقتٍ ما من المستقبل، فإن فكرة قيامها بشنّ ضربة أولى على «إسرائيل»، واهية إلى درجة متطرفة. وفِعْلُ ذلك سيُفضي إلى فناء إيران في ضربة انتقامية، ولن يكون أي قائد إيراني مجنوناً بما يكفي لاستجلاب مثل تلك الكارثة.
فلماذا إذن، يردّد كل الطامحين الجمهوريين إلى الرئاسة ما يمليه نتنياهو، ويرقصون على وقْع لحنه؟
يتألف الجواب المختصر من شِقّيْن:
الأول هو جهلهم. أعني أنه ليس لديهم معرفة بحقيقة التاريخ، في ما يتعلق بتكوين وبقاء الصراع في وعلى فلسطين التي أصبحت «إسرائيل». إنهم لا يُدركون أبداً، على سبيل المثال، أن وجود «إسرائيل» لم يكن في أي وقت من الأوقات أبداً، معرضاً للخطر مِن قِبل أيّ تجمعٍ لقوةٍ عسكرية عربية. (وكما أشرح وأوثق في كتابي المؤلف من ثلاثة أجزاء، «الصهيونية: العدوّ الحقيقي لليهود»، فإن الأنظمة العربية لم يكن لديها يوماً نيّةٌ لمحاربة «إسرائيل» لتحرير فلسطين. والفكرة التي تقول إنّ «إسرائيل»، عاشت ولاتزال تعيش معرَّضةً لخطر الفناء، و«قذْفِ يهودها في البحر»، هراءٌ دعائي صهيونيٌّ في أحسن الأحوال. ونجاح الصهيونية في بيعها للمؤسسات السياسية والإعلامية السائدة في الغرب، هو السبب في أن الحلّ الدبلوماسي للصراع، كان ويبقى مهمة مستحيلة).
والشق الثاني من الجواب، هو تعطُّشهم للتمويل الصهيوني للحملات الانتخابية. فعلى الجانب الجمهوري، أكبر متبرعٍ فرْدٍ هو مالك نوادي القمار، شيلدون إديلسون، الذي تُقدِّر مجلة فوربس ثروته ب 29.4 مليار دولار. وقد ذُكر أنه وزوجتَه مريام قد أسهما في العام الماضي بمبلغ 100 مليون دولار، لمساعدة الجمهوريين على استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ. وقد بات واضحاً في الشهور الأخيرة، أنّ أي جمهوري يفكر بالترشح للبيت الأبيض، يحتاج إلى بركات إديلسون كما يحتاج إلى أمواله، وهذا هو السبب في قول البعض، إنه الآن «يملك» الحزب الجمهوريّ عملياً.
وعلى سبيل الجدل، لنفترضْ لحظة أن الرئيس الأمريكي القادم جمهوري (مثل جيب بوش أو سواه). فهل سيفعل حقّاً ما يريد نتنياهو وإديلسون، ويلغي الاتفاق مع إيران؟
أعتقد أن الجواب المؤكد تقريباً هو «كلا»، وإليك السبب:
إنه لن يكون في المكتب البيضاوي قبل يناير/‏كانون الثاني 2017، وتلك مدة طويلة. ومن الآن إلى ذلك الوقت، إذا التزمت دول 5+1، وإيران بما تعهدت به، فسوف تكون التجارة مع إيران مزدهرة. (وقد بدأ التدافع للحصول على قطعة من الكعكة الإيرانية منذ الآن). ولن يرغب أيُّ رئيس أمريكي، اللهم إلاّ إذا كان مغفلاً تماماً، في وضع نهاية لذلك، وفتْح الباب أمام حرب ستكون لها عواقب كارثية على المنطقة، وربما على العالم بأسره.
على ضوء ذلك، وبافتراض أن جميع أطراف الاتفاق مع إيران تحترم تعهداتها، هنالك من الناحية النظرية، ما يؤيد القول إن نتنياهو لا يستطيع الفوز، وأنه قد حفر لنفسه، ومازال يحفر، جحراً عميقاً مظلماً لا مهرب له منه، وفيه سوف يموت سياسياً.
وقد أكدتُ في الفقرة السابقة، على القول، «من الناحية النظرية»، لأنه حتى لو بقي الاتفاق مع إيران على قيْد الحياة وبصحة جيدة، عام 2017، وحتى لو كان رئيس جمهوري مستعداً للتعايش معه، فسوف يظل لدى نتنياهو سُبلٌ لتخريبه.
بوسعه أن يأمر بشنّ عملية سِرّيّة واتهام غيره بالقيام بها، هجومٍ على المصالح الأمريكية في مكانٍ ما، وإلقاء اللوم على إيران، بتقديم أدلة مفتعلة/‏زائفة. وبوُسع ذلك، أن يوفّر للمحافظين الأمريكيين الجدد، الذريعة التي يتمنونها لشن حرب على إيران. (لعلَّ مَن يُدعوْن الأصوليين المسيحيين في معسكر المحافظين الجدد، الذين يدعمون «إسرائيل» ظالمةً أو مظلومةً، يُصَلون من أجل تلك النتيجة. ومن الجدير بالملاحظة أن إديلسون ذاته، تكلم في الماضي عن ضرورة مهاجمة إيران بقنبلة نووية).
وقد بدا لي نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية، عبْر لغة جسده، متضايقاً، بل قانطاً قليلاً. لكنه لم يفقد الأمل بعدُ.

(المصدر: الخليج 2015-08-01)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد