الموافقة الأمريكية لتركيا على ضرب الأكراد "خطأ تاريخي"
تبدي تركيا اهتمامًا أكبر وتشحذ أسلحتها للهجوم على أهداف كردية داخل تركيا وسوريا والعراق، مثل ضرباتها الأخيرة لأهداف تابعة لحزب العمل الكردستانى بجبال "قنديل" شمال شرق العراق، معتمدة على موافقة أمريكية.
ويرى تقرير أنها قد تمثل فى المستقبل خطأ تاريخيًا آخر للولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى المزاعم التى تردد أن الضربات التركية لحزب العمال الكردستانى جاءت بعد موافقة أمريكية مقابل استخدام طائرات الولايات المتحدة لقاعدة "انجرليك" الجوية، ليرد حزب العمال الكردستانى بعملية قتل فيها نهاية الأسبوع الماضى 4 جنود أتراك.
يرى التقرير أن التحركات التركية الأخيرة تثبت أن أنقرة تستهدف فى حقيقة الأمر الأكراد وليس مليشيات تنظيم الدولة التى نفذت عملية انتحارية الأسبوع الماضى داخل مدينة "سروج" التركية الحدودية أفضت إلى مقتل 32 فردًا.
يقول التقرير إن الهجوم التركى على الأكراد قد يكون نابعًا من محاولة الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان" للحصول على أغلبية الأصوات فى الانتخابات القادمة أو تشكيل تحالف انتخابى مع أحزاب أخرى، مؤججا المشاعر القومية بحرب ضد أقلية الأكراد العرقية، وتنظيم الدولة.
ويرى التقرير أنه فى حال موافقة أمريكا على التصعيد التركى ضد الأتراك فسوف ترتكب خطأ استراتيجيا جديدا بعد خطأها الأكبر بغزو العراق وإسقاط الرئيس الراحل صدام حسين عن الحكم وحل الجيش العراقى قبل أكثر من عقد، فتركيا قد تنغمس فى حرب داخلية ضد مليشيات الأكراد، وضد تهديد العمليات الانتحارية لتنظيم الدولة، فلن يكن لها أى تأثير فى الحرب الموجهة ضد التنظيمات الأصولية فى سوريا والعراق.
أيضا يرى التقرير أن الحرب على الأكراد فى تركيا قد تفقد أمريكا العنصر الأكثر تأثيرا فى الحرب ضد تنظيم الدولة، وهو وحدات حماية الشعب الكردى بسوريا التى نجحت فى صد هجمات التنظيم للسيطرة على المدينة المهمة كوبانى، فالحرب الدائرة ضد الأتراك قد تدفع مقاتلى التنظيم بسوريا للعودة إلى جبال تركيا لخوض الحرب ضد الجيش التركى مع التنظيم الأم "حزب العمل الكردستانى"، مما قد يؤثر على توازن المواجهة ضد داع شفى سوريا.
(المصدر: الإندبندنت 2015-07-28)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews