مشاريع توسع الحرم .. وخدمة ضيوف الرحمن
لقد شهد ختام هذا الشهر الكريم افتتاح التوسعة الأعظم في تاريخ الحرم المكي، إذ تضاعفت إمكانات المسجد الحرام ليستوعب أضعاف العدد الممكن سابقا، حيث يستطيع أن يستوعب حاليا قرابة أو أكثر من مليوني مصل، هذا الإنجاز العظيم لا شك أنه يؤكد حرص هذا البلد المعطاء وحكومته الكريمة على العناية بالحرمين الشريفين، وتسهيل حياة ضيوف الرحمن كي يتفرغ لعبادة الله، وينصرف إلى عمرته وحجه وصلاته وقراءته للقرآن دون أدنى قلق أو تفكير في أي ترتيبات أخرى، ودون انزعاج بسبب عدم وجود مكان مهيأ له لعبادة الله وطاعته، إضافة إلى الشعور بالأمن والأمان والراحة منذ أن تطأ قدمه أرض الحرمين المباركة.
المشاريع الكبيرة والعملاقة لتسهيل أعمال الحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفين لم تقف عند الأعمال الخاصة بتوسعة الحرمين، بل شملت توسعة للمطارات في جدة والمدينة، وتنفيذ مشاريع القطارات وهو مشروع قطار الحرمين، إضافة إلى المترو الخاص بالمشاعر الذي يعمل فقط في فترة قصيرة من العام من أجل تسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر الذي كان يمثل أزمة في السابق.
إن مشهد ليلة السابع والعشرين والجموع الكبيرة من قاصدي البيت العتيق، وسهولة إدارة هذه الحشود بسلاسة دون ضرر لأحد هو نعمة ومنّة من الله سبحانه وتعالى، ويدعو لشكر جميع القائمين على خدمة الحرمين الشريفين من جميع أبناء هذه البلاد حكومة ومواطنين ورجال أمن.
لا شك أن خدمة ضيوف الرحمن من أعظم القرب إلى الله تعالى، ولذلك جاءت الآثار الكثيرة التي تتحدث عن ثواب المسلم على بناء المساجد والعناية بها، وهذا بلا شك هو الحافز لكل من يشارك في أي عمل لخدمة ضيوف الرحمن.
شاهد البعض هذا العام وجود مجموعة من مقاطع الفيديو القصيرة التي انتشرت من خلال وسائل التواصل المختلفة، التي توضح حجم العناية بالحرمين من خلال المشاريع المذهلة لتكييف الحرمين الشريفين أو الجهود الكبيرة لتنظيف الحرم سواء تنظيف ساحة الطواف أو المسعى أو ساحات الحرم عموما أو تنظيف السجاد وغير ذلك، وبالرغم من أن ذلك مشاهد لدى الكثير خلال زيادة الحرم إلا أنه من الصعب تصور ذلك العمل المذهل من خلال عرض جميع مراحله ولا شك أن ذلك عمل عظيم وجبار لا يمكن أن يتم بهذه السلاسة دون توفيق الله أولا، ومن ثم الجهود المخلصة التي يقوم بها كل موظف أو رجل أمن أو من المخلصين سواء من المتطوعين أو من المواطنين والمقيمين في مكة.
هذه المقاطع القصيرة بالرغم من أنها تحكي جزءا من القصة لهذا العمل الجبار، إلا أن لها أثرا كبيرا في المجتمع المسلم، ولذلك من المهم العناية بهذه المسألة لتتناول جميع الأعمال والمشاريع في الحرمين الشريفين، بل وغيرها من الأعمال والمشاريع الجبارة في المملكة عموما، حيث إن من أثر هذا العمل حصول الرضى العام في المجتمعات المسلمة تجاه العمل لخدمة ضيوف الرحمن في المملكة خصوصا أن الكثير منهم لم يسبق له زيارة الحرمين الشريفين.
إن البعض مع الأسف وبسبب موقف أو ظرف خاص يحصل له يبرر لنفسه تشويه كل هذه الجهود التي يسهم فيها الكثير من أبناء الوطن والمقيمين، ومن المعلوم أن الإنسان بطبيعته يمكن أن يخطئ، ولكن عند اطلاعه على هذه الجهود الكبيرة فسينعكس عليه بتقدير هذه الجهود وأن أي خطأ محتمل ولكن لا يقلل من الجهود الكبيرة التي تبذل.
قد يقول البعض، إن مثل هذا البرنامج يمكن أن يكون شكلا من أشكال الرياء التي يمكن أن تفسد ثواب العمل، وهذا صحيح إذا لم يكن للتعريف بالعمل أثر في الناس، ولكن التعريف بمثل هذا العمل قد يكون له أثر كبير في توعية الناس وإدراكهم أهمية تفهمهم وتعاونهم لتسهيل أداء الجميع مهامهم.
الحمد لله الذي تم لنا شهر رمضان بمنّه وفضله، وأن يمنّ علينا بقبول أعمالنا الصالحة في هذا الشهر الكريم، وكل عام والوطن بأبنائه وجميع المسلمين بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك.
الخلاصة: إن العناية بالتعريف بما يتم في الحرمين الشريفين من أعمال لها أثر كبير على المجتمع المسلم، خصوصا أن هذا العمل قد لا يدرك حجمه إلا من يطلع على التفاصيل، وبالرغم من أن الزائر يشاهد جزءا من التفاصيل إلا أنه لا يستطيع أن يدرك حجم العمل دون أن يكون له اطلاع على الكواليس التي تشكل على الأقل جزءا من الصورة الكاملة للعمل.
(المصدر: الاقتصادية 2015-07-18)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews