اتفاق نووي مع إيران بشهية اقتصادية
أخيرا تم حسم الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) بعد جولات من اللقاءات المكوكية، والنتيجة هي حرمان إيران من صنع سلاح نووي مع الموافقة على برنامجها النووي لأغراض سلمية وضمان موافقة إيرانية على مراقبة منشآتها النووية من أجل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وبشكل تدريجي. وهذا الاتفاق كان حتميا لأن إيران لا تستطيع الاستمرار في تحمل الاختناق الاقتصادي الذي تعاني منه بسبب العقوبات وهو ما جعلها ترضخ لشروط الاتفاق رغم عدائها الشديد للولايات المتحدة أو كما يسميها إعلامها الشيطان الأكبر وهو ما يؤكد على أن العقوبات أتت بنتيجة وأذابت حاجز التعنت الإيراني.
وبقدر ما هو مهم للجانب الإيراني حيث دفعها للموافقة عليه دون تردد فإن الاتفاق مهم كذلك للمجموعة وجعلها تستعجل الموافقة عليه حيث سيفتح لها أبواب الاستثمار في إيران وستساعد البلايين الإيرانية المحررة في تحريك عجلة الاقتصاد في بعض دول المجموعة التي يعاني اقتصادها من تراجع ومن سياسات تقشفية مؤلمة.
ولا شك أن هذا الاتفاق الذي لم يأخذ في الحسبان الضغط على إيران لوقف سياستها العدوانية في المنطقة ستكون له آثار سلبية على وضع المنطقة، حيث سيشجع النظام الإيراني على التمادي في شغبه السياسي والعسكري بعد انفراجه الاقتصادي وسيطلق يده في تحقيق المزيد من الدمار فوق الدمار الذي تعاني منه المنطقة حاليا وهو تحت الحصار كما هو حاصل في سورية وفي اليمن وفي العراق. ولا قيمة لتصريحات أوباما المطمئنة حول حفظ أمن المنطقة فهي لا تعدو كونها نفاقا سياسيا، فأوباما حريص على الكعكة الإيرانية ولا يهمه السلوك الإيراني المدمر داخل المنطقة. قدر العرب اليوم هو مواجهة الشغب الإيراني في المنطقة دون الاعتماد على الحليف الأميركي وهو ما دفع المملكة العربية السعودية إلى أخذ زمام المبادرة وقيادة حملة التحالف العسكرية منذ عدة شهور من أجل تحرير اليمن من النفوذ الإيراني وها هي اليوم تحقق إنجازا عظيما مع مقاتلي الشعب اليمني في تحرير عدن من الميليشيات الحوثية وقوات علي عبدالله صالح المعزول، وسيكون لهذا الإنجاز العسكري الأثر الكبير في إزالة آثار النفوذ الإيراني في اليمن وفي منطقتنا العربية.
(المصدر: الأنباء الكويتية 2015-07-18)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews