الفلوجة وتعويض حي النعيرية في بغداد
من مفارقات ما يجري في العراق ، أن يكون التناقض بائنا صارخا يكاد المريب فيه أن يقول : " خذوني " .
فمع ترحمنا على القتلى الأبرياء من المدنيين الذين قتلتهم طائرة إيرانية من نوع سيخوي تضع العلم العراقي ويقودها طيار إيراني باعتراف الحكومة العراقية ، عندما قصف هذا الإيراني حي النعيرية في بغداد بالخطأ يوم الإثنين الماضي ، نقول : مع ترحمنا على هؤلاء المساكين الأبرياء ، نفاجأ باجتماع مجلس الوزراء العراقي وإقراره صرف تعويضات فورية عن الضحايا والأضرار المادية الأخرى .
وعندما نقرأ إقرار تعويضات لسكان هذا الحي الشيعي ، نتساءل : من يعوض الفلوجة التي دمرها الطيارون الإيرانيون أيضا ، وقتلوا من أهلها العزل في رمضان فقط ما يقرب من 200 شخص حتى الآن ، في قصف بربري إجرامي على منازل المدنيين والمستشفيات والمساجد ، وإذا قيل بأن داعش تتخذ من المدنيين دروعا بشرية ، فهل هذا يبرر أن نقتل جميع سكان الفلوجة بجريرة تنظيم إرهابي كلنا متفقون على قتاله ومحاربته وضرورة اجتثاثه ؟ .
من يعوض النازحين السنة داخل العراق ( الداخل فقط ) الذين هجرتهم الميليشيات الصفوية الإجرامية التي اغتصبت النساء وأحرقت القرى ونكلت بالأهالي في بغداد وديالى وتكريت وعموم العراق ، بل من يعوض نازحي الأنبار الذين تطلب منهم الحكومة " كفالات " للسماح لهم بدخول بغداد ، وكأنهم مواطنون من كوكب آخر .
عندما يصبح العراق بهذا المستوى ، يكون حل المعضلات لديه مستحيلا ، وإذا أراد الشيعة الذين لم يصدروا فتوى " جهاد كفائي " إبان الإحتلال ، أن يستحوذوا على كل العراق ، فإن استمرار حالة النزف في هذا البلد ستستمر ، حتى لو تم تقسيم البلد إلى أقاليم أو دويلات أو حتى دول مستقلة .
إن ما قاله علي خامنئي عبر موقعه الألكتروني السبت عن استمراره في القتال حتى بعد الإتفاق النووي ، يكشف جسامة مشكلة العراق الحقيقية ، وقس على ذلك سوريا ولبنان واليمن .
الحل الوحيد في العراق ، هو التحرر من الإستعمارالفارسي ، ومن ثم : تقاسم السلطة بعدالة وفق ديمقراطية حقيقية ، وإلا فإن صراخ العراقيين سيطول ، وعويلهم سوف لن ينقطع .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews