إستقالة وزير المال اليوناني تسبق التسوية

قرأت الاسواق استقالة وزير المال اليوناني ورأس الحربة في المفاوضات مع الدائنين، إشارة الى مخطط مُتّفق عليه لتسوية الوضع في اليونان. غير انّ الاعتقاد السائد هو انّ اليونان سوف تخرج آجلاً أم عاجلاً من الاتحاد الاوروبي.

فاجأ وزير المال اليوناني الجميع باستقالته، أمس، على رغم الانتصار الذي حقّقه من خلال رفض اليونانيين اقتراحات الدائنين وشروطهم. ويبدو انّ هذه الاستقالة جاءت لتُطلق يدي رئيس الوزراء اليوناني، في محاولة جديدة واخيرة للتوصّل الى اتفاق مع الدائنين. ويبدو انّ الشعب اليوناني يريد اتفاقاً لكنه يرفض شروط التقشّف.

وانّ الامور تتجه نحو التوصّل الى تسويات يعتبرها الجميع عادلة، على ألّا تكون على حساب أحد من الاطراف. وكان وزير المالية المستقيل يمثّل رأس الحربة في مواجهة الدائنين، ولم يكن على علاقة جيدة بهم. وكان قد تمّ استبدال الوزير المستقيل من منصب رئاسة فريق التفاوض لصالح اوكليد تساكالاتوس، والذي يتوقع ان يعيّن وزيراً للمالية اليونانية.

ومع تزايد احتمالات تقدم المفاوضات الجديدة مع الاتحاد الاوروبي بعد الاستقالة، يشكّك البعض بأنّ المانيا والبنك المركزي الاوروبي مستعدان حالياً لإعطاء اليونان فرصة جديدة والتضحية لإبقائها داخل الاتحاد. وتراقب الاسواق كيف سوف يتصرّف البنك المركزي الاوروبي وما اذا كان سوف يوفّر السيولة للمصارف اليونانية التي بقيت مقفلة أمس ايضاً.

وكان اليورو تفاعل ايجابياً مع الاستقالة، فارتفع من ادنى مستوى سَجّله منذ فترة طويلة عندما انخفض دون 1,10 دولار صباحاً، ليعود للارتفاع فوق هذا المستوى في التداولات اللاحقة.

ويعتبر البعض انّ التطورات الاخيرة ليست سوى مبادىء لعبة ومخطّط ما مُتّفَق عليه بين اليونان والاتحاد الاوروبي، وهذا ما أشاع نوعاً من الاسترخاء أمس في اوساط المستثمرين. الّا انّ الاعتقاد السائد على نطاق عام هو انّ اليونان سوف تترك منطقة اليورو آجلاً أم عاجلاً، واذا لم يحدث ذلك هذا العام فقد يكون في العام المقبل.

إتجاهات الاسواق المالية

جرى أمس تداول 6 أسهم في بورصة بيروت من خلال 33 عملية بيع وشراء، فبلغَ حجم التداولات الاجمالية 87548 سهماً وقيمتها 1,14 مليون دولار. وارتفعت أسهم سوليدير الفئة (أ) و(ب) بنسبة 0,78 في المئة الى 11,58 دولاراً و0,61 في المئة الى 11,67 دولاراً على التوالي.

كما ارتفع سعر اسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 0,61 في المئة الى 1,63 دولار، وتراجع سعر اسهم بنك بيمو (2013) بنسبة 0,19 في المئة الى 101 دولار، واستقر سعر أسهم بلوم العادية على 9,75 دولار، وانخفض سعر اسهم بلوم فئة (GDR) 0,09 في المئة الى 10 دولار.

وفي اسواق الصرف العالمية تراجع اليورو بنسبة 0,76 في المئة الى 1,1028 دولار، كما تراجع الجنيه الاسترليني 0,12 في المئة الى 1,555 دولار، وتراجع الدولار الاميركي 0,08 في المئة الى 122,80 يناً.

وما زالت الاسواق المالية تحت ضغوط التطورات في اليونان بعد رفض اليونانيّين شروط الدائنين، فكانت ردة الفعل الاولى في إضعاف اليورو عندما تراجع دون مستوى 1,10 دولار عند الافتتاح، لينتعش قليلاً بعد استقالة وزير المالية اليوناني.

وبتأثير من نتائج التصويت في اليونان والاضطرابات في الاسواق الصينية، تراجَع سعر النفط الاميركي بقوة في نيويورك لينخفض 4,30 في المئة الى 54,49 دولاراً للبرميل، ولينخفض سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 2,34 في المئة الى 58,91 دولاراً للبرميل.

وفي اسواق المعادن الثمينة انحصَر الذهب في دائرة الضعف على رغم رفض اليونان الاتفاق مع دائنيها. وتحت ضغوط استمرار قوة الدولار الاميركي تراجَع سعر الذهب أمس حول مستوى 1164,20 دولاراً للأونصة، في حين انخفض سعر الفضة بنسبة 0,01 في المئة الى 15,56 دولاراً للأونصة.

وفي وسط الاجواء اليونانية المُقلقة، فتحت بورصة وول ستريت أمس على تراجع، لينخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0,16 في المئة الى 17730,14 نقطة، ويتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 0,03 في المئة الى 2076,78 نقطة.

كذلك تراجعت البورصات الاوروبية، فانخفض مؤشر داكس الالماني 1,23 في المئة الى 10920,64 نقطة، وانخفض مؤشر كاك الفرنسي 1,34 في المئة الى 4744,02 نقطة، وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني 0,52 في المئة الى 6551,15 نقطة.

وفي آسيا، انخفض مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 2,08 في المئة الى 20112,18 نقطة، وتراجع مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ 3,18 في المئة الى 25236 نقطة. لكنّ مؤشر شانغهاي ارتفع 2,42 في المئة الى 3776,18 نقطة.

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-07-07)