رمضان بمذاق "تويتر" و"الفيس بوك"
جي بي سي نيوز- رمضان.. الشهر العظيم الذي نستقبله وسط لهفة وشوق بعد طول انتظار. شهرٌ لطقوسه خصوصية تفرض نفسها بقوة على كل بيت؛ من الولائم والتجمعات إلى صلاة التراويح وختم المصحف الشريف.
لكن في ظل هيمنة «التكنولوجيا» على تفاصيل حياتنا اليومية، بدأت تتلاشى بعض العادات الرمضانية في البيت السعودي؛ فطغى على شهرنا الكريم عالم «الأون لاين» المشبَع بطعم «الفيس بوك» ورائحة «تويتر» ولون «الواتس أب». وقد لا نستغرب هذا الأمر، خاصة إذا ما علمنا أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية ارتفع إلى نحو 10 ملايين شخص وفقاً لآخر الإحصاءات، أي أكثر من 30 في المئة من عدد السكان!
التحقيق الآتي يلقي الضوء على بعض العادات التي تغيرت بسبب هذه المواقع:
ندرة التجمعات
رويدا الخولي «24 عاماً» قالت: «قديماً كنا نجتمع مع العائلة أكثر، ولم تعد التجمعات كما سبق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي؛ مثل «الواتس أب» وغيره.. وأشعر بأنه ليس هناك وقت كاف للزيارات كالسابق. لكن يظل لتجمعاتنا مذاق خاص لم نستطع أن نذوقه من خلال التكنولوجيا».
أين الحكايات والأشياء أخرى؟
وقال ماجد الوهيبي «30 عاماً»: «قضت التكنولوجيا على بعض العادات الرمضانية التي كنا نمارسها، فبعد الإفطار كان الوالد يحكي لنا بعض الحكايات الدينية من سيرة سيدنا محمد (ص)، وغيرها من القصص المرتبطة بشهر رمضان، وأثناءها كنا نتناول أكواب ماء الورد بالزعفران، وبعدها نتوجه إلى صلاة التراويح».
السمر والتديّن على صفحاتنا الخاصة
كما قالت دانة خالد «22 عاماً»: «اختفت الآن جلسات السمر التي كانت تقام بعد صلاة التراويح في أحد بيوت العائلة، وأصبحت هواتفنا المحمولة سيدة جلساتنا، فنتحدث مع بعضنا بعضاً عبر «الفيس بوك»، أو«تويتر».. أما صفحتي، فأكتفي فيها بوضع كل ما يمت بصلة بهذا الشهر المبارك؛ لكسب الحسنات عما أقوم بنشره».
الأهل غابوا والجيران اندثروا
أما سالم الحسيني «25 عاماً» فيقول: «من أهم عاداتنا التي اندثرت بسبب التكنولوجيا تبادل أكلات الإفطار مع الجيران، وإفطارنا معهم في كثير من الأوقات، أما الآن فلا يوجد إفطار جماعي مع الأهل، فكيف الحال بالجيران؟».
التهنئة «أون لاين»
فيما تقول العنود فيصل «32 عاماً»: «لم تعد المباركة بحلول الشهر الكريم واردة عبر الاتصالات الهاتفية، بل أصبحت مجرد رسائل رسمية موجهة لكل الأهل والأصدقاء على «الفيس بوك» أو «تويتر» أو «الواتس أب»؛ فقد تغير كل شيء»!
الإنترنت بدلاً عن الأنشطة الرمضانية
أما مالك سعود، «24 عاماً»، فيقول: «للأسف فقدنا، كشباب، الدورات الرمضانية لكرة القدم، إذ أتواصل مع أصدقائي بعد صلاة التراويح على مواقع التواصل الاجتماعي حتى السحور أحياناً، حيث نتحدث عن الأمور الدينية والروحانيات».
المجتمع وتغيرُّاته
تقول نجوى فرج الاخصاصية الاجتماعية في مستشفى قوى الأمن: «كثير من العادات تغيرت في مجتمعنا السعودي، وخاصة المتعلقة منها بالشهر الكريم؛ من نوعية الطعام على الموائد الرمضانية، وصولاً إلى التجمعات والزيارات العائلية التي انحسرت بشكل واضح.. وذلك لأسباب عدة، من أهمها: استخدام التكنولوجيا المبالغ فيه؛ كالإنترنت بما فيه من مواقع تواصل اجتماعي جعلتنا متوحِّدين مع أنفسنا لا متّحدين مع الآخرين».
التربية الأسرية
الدكتور فياض العجمي استشاري التربية الأسرية وعلم الاجتماع، تحدث حول مشكلات مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في العادات الرمضانية، فقال: «علينا أن نتمسك بعاداتنا وتقاليدنا المتعلقة بهذا الشهر الفضيل؛ كالصدقات، وموائد الرحمن التي تقيمها الأسر الغنية للفقراء والمحتاجين،. في المقابل، يجب الحدّ من السلوكيات السلبية للكثيرين؛ كالسهر أمام مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منافسة للفضائيات في إضاعة الوقت».
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews