هكذا تهزمون الخمول في رمضان وتصيرون أكثر نشاطاً
جي بي سي نيوز- بالطبع يُصاب الصائمون بالخمول. أو على الأقلّ هذا ما يصيب معظم الصائمين حول العالم. فكيف إذا كان رمضان يحلّ علينا في الصيف منذ سنوات، وسيبقى على حاله هذه أكثر من عشر سنوات آتية؟
فتراجع نسبة السكّر في الدم، وانخفاض نسبة المياه في الجسم، وعدم الحصول على سعرات حرارية كافية، ونقص الغذاء اللازم خلال النهار، وأثناء العمل، لا بدّ أن يصيب الجسد بالكسل ولا بدّ أن يجعل الصائمين أقلّ قدرة على النشاط ويضعف حركتهم. وهذا يسبّب الغضب أو الاكتئاب الخفيف لدى الصائمين.
تشرح اختصاصية التغذية بيان أحمد أنّ "الخمول والكسل من أكثر العوارض الشائعة في شهر رمضان". وتلخّص أهمّ أسبابها بالشعور "بالعطش والجوع وبانخفاض معدّل السكر في الدم"، لكنّها تلفت إلى سبب أساسي، وهو: "سوء التنظيم في تناول الأطعمة غير الصحية".
وتُضيف في حديث لـ"العربي الجديد": "للتخلص من الخمول والكسل وآلام الرأس يجب اتّباع خطوات تحضيرية والاستعداد قبل حلول شهر رمضان بفترة. فالذّين يتناولون الشاي والمنبّهات ويدخّنون يجب أن يُخفّفوا تدريجياً من تناولها ومن التدخين، لأنّ الإقلاع عنها بشكل مفاجئ سيُسبّب للصائمين آلاماً كبيرة في الرأس بالإضافة إلى الشعور بمزاج سيئ طيلة فترة الصوم".
إذا فللوقاية من الخمول خلال رمضان يجب اتّباع نظام غذائي قبل بداية الشهر الفضيل، لكن الأهمّ هو تحضير الجسم وتدريبه بشكل منظّم، كورشة تدريبية، خلال أسابيع، على الأقلّ، تسبق رمضان.
اقرأ أيضاً: رمضان 2015 .. العادات والتقاليد حول العالم
تُكمل أحمد نصائحها، وهي التي تشرف على الكثير من الصائمين وتعاونهم على الأيّام الأولى وعلى طريقة التغذية بعد الإفطار، فتؤكّد أنّ "للاعتياد على الصوم من دون تعب، يجب في الأيام العادية، وقبل الشهر الفضيل، تناول وجبة الفطور باكراً، بالإضافة إلى تناول الوجبة الرئيسية في وقت الإفطار مساءً، حتّى يعتاد الجسم على الأوقات الجديدة التي سيعيشها في النظام الغذائي الرمضاني".
هناك أيضاً بعض العادات الغذائية التي تُساهم في الخمول، لذا تشرح أنّه "يجب تناول الأطعمة ببطء خلال الإفطار، ويجب مضغها جيّداً كي تهضمها المعدة بهدوء وبخفّة، لأنّ سوء الهضم يُسبّب الخمول والكسل أيضاً". وتشدّد على ضرورة "تناول المأكولات الصحيّة والابتعاد عن السكريات والشحوم"، التي تجعل الأجسام ثقيلة الحركة في اليوم التالي.
تناول وجبة الإفطار باكراً يجب أن يكون متزامناً مع تأخير وجبة السحور قدر الإمكان قبل الفجر. وتنصح بتناول ثلاث وجبات صغيرة بين الوجبتين خلال النهار، قبل رمضان، لتعويد الجسم على قلّة الطعام.
ثم لا بدّ من بدء وجبة الإفطار بشرب المياه وتناول ثلاث حبّات من التمر، بهدف منح الجسم السكّر الذي يحتاجه بهدوء. فالصوم يخفّض نسبة السكّر في الدم: "بعدها يجب أخذ استراحة للتخفيف من الخمول وإعطاء الجسم الوقت الكافي لامتصاص السكر وتعويض النسبة التي خسرها خلال النهار".
اقرأ أيضاً: الخمول يفقد الشباب ثلث عضلاتهم في أسبوعين
وتتابع اختصاصية التغذية أنّه خلال الصيام من المهمّ الابتعاد عن المأكولات ذات السعرات الحرارية العالية، "لأنّ نسبة الدهون والسكريات التي تحتوي عليها هذه الأطعمة تُصيب الجسم بالخمول والكسل"، لأنّها تتعب المعدة وتحتاج إلى وقت طويل للهضم. لذا "من الأفضل تناول الأطعمة المتنوّعة والصحية، كالنشويات والبروتين والخضر المطبوخة والسلطات".
الشوربة كذلك مهمة جداً: "فلا يُمكن التغاضي عنها لأنها تُهيئ المعدة لعملية الهضم وتُحفّزها على إفراز الأحماض الهاضمة وتمدّ المعدة بالسوائل التي خسرها الجسم. لكن في الوقت نفسه يجب شرب المياه بعد الإفطار بكميات معتدلة للتغلب على العطش أثناء النهار".
وتُفضّل الاختصاصية أحمد الابتعاد عن المأكولات المالحة والمعلّبة لأنّها تُشعر الجسد بالتعب والإرهاق والعطش وقد تتسبّب بسوء الهضم. من هذه المأكولات الكبيس، والزيتون، والمكسرات، والجبنة المالحة، والأطعمة الدسمة كالمقالي، والسكريات، والحلويات المركزة مثل الكنافة والبقلاوة.
وتُعطي أهمية بالغة لوجبة السحور التي لا غنى عنها أثناء فترة الصوم طوال الشهر الفضيل. فهي "تمنح الجسم النشاط، ويجب أن ترتكز على النشويات التي تحتوي على السكر البطيء، كالخبز والمعكرونة والأرزّ والبقوليات، أبرزها الفول والعدس والحمص. فهذه الأنواع من الأطعمة تجعل معدّل السكّر في الدم أعلى لفترة طويلة نسبياً، تمتدّ إلى منتصف اليوم التالي أو إلى نهايته، بجسب الحركة ومعدّل الحرق. وبالتالي يمنع تناولها الانخفاض الكبير لمعدّل السكر في الدم خلال يوم الصيام".
الاختصاصية التي تؤكّد نجاح هذه الطرق مع كلّ الذين تشرف عليهم، تختم نصائحها باللازمة الضرورية التي لا بدّ منها، والتي لا تخلو نصائح أيّ اختصاصية تغذية منها، وهي أنّه لا بدّ من "ممارسة الرياضة". فالمشي ضروريّ جداً بعد وجبة الإفطار". وتدعو إلى "الابتعاد عن النوم مباشرة بعد تناول الأكل، والهدف ألا نسمح بتحوّل المأكولات إلى دهون، والدهون بالتأكيد هي التي تسبّب الشعور بالخمول والكسل".
أما عن السهر وكثرة مشاهدة التلفزيون، وعدم الحصول على ساعات نوم كافية، فتعتبره أحمد قاتلا: "إذ إنّه من الضروري النوم بين خمس وسبع ساعات يومياً، لمنح الجسم الراحة والنشاط في اليوم التالي".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews