اسرائيل اليوم | الدروز في سوريا : هل سيأتي الخلاص من حزب الله
“اسرائيل ليست الحل لوضعنا في سوريا”، شرح زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط في مؤتمر صحفي خاص عقده يوم السبت الماضي على خلفية تقدم قوات المعارضة السورية نحو جبل الدروز في جنوب سوريا. فالتقدم كان ممكنا بعد انهيار لواء 52، الذي انتشر في منطقة درعا لحمايتهم. واشتداد النار في قرى الدروز الذين يبلغ عددهم اكثر من نصف مليون نسمة والتقارير عن سيطرة رجال المعارضة السورية على قسم منها، تضع اسرائيل في معضلة امنية واخلاقية، تستدعي منها اتخاذ قرارات فورية.
في الاونة الاخيرة صرحت حكومة اسرائيل بانها لا تعتزم التدخل من ناحية عسكرية لصالح الدروز في سوريا، وذلك لان الامر سيفسر كتدخل نشط لاول مرة منذ اندلاع الحرب الاهلية في الدولة. ومع ذلك، يبدو أن الدروز انفسهم ايضا لن يكونوا معنيين بتلقي مساعدة علنية ومباشرة من اسرائيل، لان تلقي مثل هذه المساعدة أو حتى التوجه لاسرائيل سيفسر كخيانة للمصلحة السورية وسيشجع النظام ومعارضيه على ذبحهم.
في هذه الظروف، فان امكانية ان تساعد اسرائيل الدروز هي انسانية فقط. ومؤخرا لمح رئيس الاركان بهذه النية حين قال ان “الجيش الاسرائيلي سيفعل كل شيء كي يمنع المذبحة للاجئين السوريين على الحدود”، ولكن قدرة اسرائيل على مساعدتهم من هذه الناحية هي الاخرى محدودة. ويحتاج الامر الى تهيئة مناطق استيعاب للاجئين في داخل الاراضي السورية، تحديد مناطق فاصلة، تنسيقات دولية وتعاون مع جهات اخرى لم تدرج اسرائيل على البحث معها بشكل عام، كمحافل المعارضة السورية، من أجل ان تشارك في الحفاظ على الطائفة الدرزية وكي يكون الامر ناجعا وفاعلا.
من ناحية عسكرية، يبدو أن قتال رجال المعارضة السورية ضد الدروز في منطقة جبل الدروز سيستمر لزمن طويل، وليس مؤكدا ان تكون يد المعارضة هذه المرة هي العليا. وذلك بسبب المقاومة العنيدة من الدروز ممن سيقاتلون في سبيل حياتهم. فالدروز المغروسون عميقا في قلب هذه المنطقة عشرات السنين شهدوا ثورات واحتلالات، ولكنهم صمدوا فيها دوما بنجاح. فضلا عن ذلك، وليس مثلما في حالات اخرى نجح فيها رجال المعارضة في السيطرة على القرى وقواعد الجيش السوري في اعقاب خيانة او موطيء قدم في المنطقة، وفي داخل القرى الدرزية يكاد لا يكون موقع للمعارضة، ومعقول الافتراض ايضا بان ايا من الدروز لن يخون اخوانه. وعليه، فان المعارضة ستجد صعوبة في التقدم في القرى نفسها واسقاطها.
ولكن في غياب المساعدة الاسرائيلية العسكرية للدروز فانهم سيتلقون المساعدة اللازمة من منظمة حزب الله ومن الحرس الثوري الايراني، اضافة الى المساعدة التي يتلقونها اليوم من النظام السوري. والشائعات في لبنان بان عضو البرلمان اللبناني الدروزي طلال ارسلان التقى سرا بأمين عام حزب الله حسن نصرالله كي ينسق نقل التعزيزات الى جبل الدروز تؤكد التقدير بتعميق العلاقات بين الدروز في سوريا وبين رجال حزب الله. وتبدو العلاقة بين الطرفين ظاهرا، طبيعية في ضوء حقيقة ان كليهما يقفان الان الى جانب النظام السوري ويكافحان من اجله، ولكن على مدى الزمن من شأنها ان تعزز محافل الارهاب قرب حدود اسرائيل وتثبت البنية التنظيمية التي عمل عليها سمير قنطار في السنوات الاخيرة من حيث ربط الدروز السوريين بالكفاح الارهابي ضد دولة اسرائيل.
المصدر : اسرائيل اليوم - بقلم: د. رونين كوهين - 18 يونيو 2015
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews