إخوان الأردن يخسرون آخر القلاع !
تواترت الأنباء عن نية صارمة لدى جمعية الإخوان المسلمين التي رُخصت مؤخرا بانتزاع أملاك جماعة الإخوان المسلمين ( الأصل ) ومقراتها في المحافظات الأردنية .
مشكلة الإخوان المسلمين ، عموما ، أنهم لا يحسنون قراءة الخرائط السياسية في البلدان التي يتواجدون أو ينشطون فيها ، ففي بلد مثل مصر ، والتي هي الأم لهذه الجماعة " العالمية " ضمن ما اشتهر أدبيا بالتنظيم الدولي ، تم الحكم على مرشدهم بالإعدام ، وعلى رئيسهم المعزول مرسي بإحالة أوراقه إلى المفتي ، بغض النظر عن إعادة المحاكمة من عدمه ، وقس على ذلك مصائر الصف الأول والثاني والثالث الذين أصبحوا إما مقبوضا عليهم أو مختفين عن الانظار أو خارج البلاد ، مما اضطر الذين تمكنوا منهم من الفرار إلى الخارج ، أو من أولئك الذين لم يكونوا في مصر أصلا ويعيشون في أوروبا وغيرها ، إلى محاولة إنعاش التنظيم من خلال تسويق " مظلوميتهم " - على الطريقة الشيعية - ( أيام كان الشيعة يسوقونها سلميا قبل أن يستفحل أمرهم ) لعل وعسى أن يستمع إليهم أحد ، وذلك بعد أن خسروا كل شيء تقريبا ، بما في ذلك تعاطف الناس والجماهير ، عقب تجربتهم الفاشلة في حكم مصر ، وإدارتهم للملفات السياسية والإقتصادية وغيرها ، وها هم يعلنون مؤخرا إجراء ما أطلقوا عليه " مراجعات " .
أما في الأردن ، فكان يفترض بقادة الجماعة أن يجروا هذه المراجعات منذ أن تم مصادرة جمعيتهم الخيرية " المركز الإسلامي " منذ حوالي التسع سنوات والتي تنوف أملاكها عن مليار دينار أردني ، وتضم مدارس وجامعات وجمعيات فرعية ومستشفيات وغيرها ، إلا أن الإخوان لم يفهموا الرسالة ، وظلوا متكلسين جامدين يعيدون نفس الخطاب ، رغم تغير الزمان ، والعصر والأوان ، مما حدا بمجموعة من أعيان الإخوان إلى القيام بهذه المراجعات على طريقتهم ، وذلك بإنشاء جماعة إخوان موازية ، حصلت فعلا على الترخيص قبل أسابيع ، وانتخب عبد المجيد الذنيبات رئيسا لها ، والذنيبات ، لمن لا يعلم ، هو مراقب سابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن وأحد أبرز قياداتها .
إن عملية المراجعة هذه لم تأت من فراغ ، فبعد ما جرى للجماعة في مصر وفي بعض العواصم العربية ، وقع الإنقسام ، وبات الإخوان المسلمون في حيص بيص ، وها هي الجماعة الأصلية في الأردن التي أنشئت منذ العام 1945 مهددة بخسارة مقراتها وما تبقى من ممتلكاتها ، خاصة وأن إنذارا عدليا يقال بأن الجمعية الجديدة بصدد توجيهه للجماعة من أجل تسليم هذه المقرات والأملاك ، وإن لم تنصع الجماعة فسيحدث ذلك بقوة القانون .
لا يفهم المرء كيف أن جماعة الإخوان التي أنشئت في الإسماعيلية في عام 1928 ، وأينما وجدت ، لم تدرك بعد أن منهجها منهج عقيم ، وأن أدبياتها وأطروحاتها - في القرن الحادي والعشرين - أصبحت من تراث " توت عنخ أمون " .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews