الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يواجهان صعوبات في خفض معدلات الجوع إلى النصف
جي بي سي نيوز - حقق معظم بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الأهداف الدولية الرامية إلى خفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع، إلا أن الصراعات والأزمات الطويلة الأمد في العراق والسودان وسورية واليمن، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، جعلت من منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا المنطقة الوحيدة التي سجلت ارتفاعاً في معدل انتشار نقص التغذية منذ ربع قرن.
وتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية المزمن في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا منذ العام 1990، ليبلغ حوالى 33 مليوناً. وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن معدل انتشار نقص التغذية ارتفع من 6.6 إلى 7.5 في المئة وفقاً للتقرير الإقليمي للمنظمة حول انعدام الأمن الغذائي. وقال المدير العام المساعد لـ «الفاو»، الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبدالسلام ولد أحمد، «شهدت منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا انتكاسة خطيرة في مكافحتها للجوع. والسبب الأساس لانعدام الأمن الغذائي فيها يعود إلى الأزمات والصراعات الطويلة الأمد». وأضاف «تسجل منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا العدد الأكبر من الأزمات والاضطرابات في العالم. وخلال السنوات الأخيرة، شهد 12 بلداً في المنطقة شكلاً واحداً من عدم الاستقرار على الأقل، بما في ذلك الاضطرابات المدنية، والحروب والأزمات الطويلة الأمد».
تبيّن تقديرات أخيرة أن الأزمة السورية خلفت 13.6 مليون شخص في حاجة ماسة إلى معونة غذائية ودعم زراعي، 9.8 مليون منهم داخل سورية. وكذلك الأمر في اليمن، إذ يرتفع معدل انعدام الأمن الغذائي نتيجة الأزمة الطويلة في البلد. ويعاني واحد من كل أربعة أشخاص من نقص التغذية، وتشير التقديرات إلى أن نصف سكان اليمن الذين يبلغون 24 مليوناً في حاجة إلى مساعدات إنسانية مع مطلع العام الحالي. وفي العراق، ارتفع معدل انتشار نقص التغذية من 8 في المئة في 1990 - 1992 إلى 23 في المئة للفترة 2014-2016.
وتابـــع ولد أحمد «لكن لا يجدر أن تغلب الصورة العامة على التقدم الذي أحرزه معظم البلدان. علينا أن نشيد بالبلدان الـ15 التي حققت الهدف الإنمـــائي للألفية الخاص بالجوع القاضي بتقليص نسبة الأشخاص الذين يعانـون من نقص التغذية إلى النصف أو أدنى من 5 في المئة. وهذه البلدان هي الجزائر والبحرين ومصر والجمهورية الإسلامية الايرانية، والأردن والكويت ولبنان، وليبيا وموريتانيا والمغرب، وسلطنة عمان وقطر والسعودية وتونس، والإمارات العربية المتحدة».
وتفاوت تحقيق الأهداف من بلد إلى آخر في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، فحقق كل من الكويت وسلطنة عمان الهدفين معاً، الإنمائي للألفية الخاص بالجوع، وهدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية الذي ينص على خفض أعداد الجياع.
وعلى الصعيد العالمي، تراجع معدل انتشار نقص التغذية في الدول النامية إلى 12.9 في المئة عالمياً بعدما كان 23.4، مع اختلاف ملحوظ، إذ شهد المعدل انخفاضاً سريعاً في أميركا اللاتينية وغرب أفريقيا وفي جزء كبير من بلدان آسيا، وشهد ارتفاعاً في مناطق مضطربة مثل أفريقيا الوسطى، وفقاً لأحدث تقرير عن حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم - 2015، والذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي.
استراتيجية شاملة والتزام جماعي
نظراً إلى أن أعداد الذين يعانون نقص التغذية لا تزال «مرتفعة في شكل غير مقبول»، شددت «فاو» على ضرورة تجديد الالتزام السياسي والجهود الإقليمية المشتركة، من أجل معالجة نقص التغذية. وأكد تقرير الرؤية العامة الاقليمية حول انعدام الأمن الغذائي أن الأمل لا يزال موجوداً وأن التخلص من الجوع أمر يمكن تحقيقه في حال توافر الاستقرار والالتزام السياسي والإقليمي إلى جانب طرح مقاربات متكاملة ومنسقة، مدعومة بموارد وبرامج قابلة للتنفيذ.
في الواقع، ارتفع معدل الإمدادات الغذائية، ومنها الواردات، في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنسبة 10 في المئة من حيث السعرات الحرارية منذ العام 1990، ويعتبر حالياً أعلى من المعدل العالمي.
وختم ولد أحمد قائلاً «وبينما نمضي أبعد من الأهداف الإنمائية للألفية نحو تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة (SDGs)، ثمة ضرورة للإدارة المستدامة للموارد المائية الشحيحة والاستثمار في الحماية الاجتماعية بشكل خاص، علينا أن نجد سبلاً لخفض نسبة الضعف من خلال برامج وسياسات شبكات الأمان الاجتماعية والإنتاجية المرتبطة بالأمن الغذائي والتغذوي، من أجل مواجهة التهديدات المتعددة والأخطار، ومن أجل بناء القدرة على المجابهة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا».
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews