فورين بوليسي: معركة السيسي مستمرة للسيطرة على المساجد الغير خاضعة للرقابة

جي بي سي نيوز :- قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن الدولة المصرية تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي تحاول بشكل جدى النجاح فى معركتها للسيطرة على المساجد، التى تمثل الباب الخلفي لانتشار التفكير الأصولي بين ربوع المجتمع المصري.

وأضافت المجلة فى تقرير نشرته الأربعاء لرصد صراع الدولة مع الفكر الأصولي، أن النظام الحالي وضع قوانين للتظاهر وحل العديد من المنظمات المكافحة الإرهاب، لكن معركته الرئيسية تستمر للسيطرة على المساجد التى لا تخضع لرقابة الدولة.

وأشارت إلى تصريح كان قد أدلى به السيسي، مفاده أن المساجد التي لا تخضع لرقابة الدولة كانت الوسيلة، التى انتشر عن طريقها تفكير العديد من الجماعات الأصولية، ومن ضمنها جماعة الإخوان المسلمين، التى وصفها التقرير بالعدو الأول للنظام الحالي.

وحاورت الصحيفة مجموعة من المصريين حول غلق مساجد صغيرة كانوا يرتادونها للصلاة ومتابعة الدروس الدينية على يد شيوخ يحصلون على تعليمهم عن طريق مؤسسات معروفة مثل الأزهر.

ويقول المواطن "عبد الرحمن": إنه واظب لمدة عشر سنوات على الذهاب إلى مسجد بمنطقة وسط المدينة بالعاصمة القاهرة يسمى مسجد الرحمن، حيث كان يتابع دروس أحد الشيوخ، مضيفا أن المسجد أغلق فى شهر فبراير الماضي وصاحب ذلك اختفاء الشيخ، الذي أدار المسجد.

وأشار التقرير إلى قيام الحكومة المصرية بتفعيل العديد من القوانين المتواجدة فى الدولة المصرية منذ عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" لضبط الخطاب الديني، لافتاً إلى حزمة القرارات التى جعلت وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر الجهة، التي تشرف على تعليم أى خطيب قبل تبوئه أى من منبر مسجد.

وكانت مهنة الخطيب فى الفترة الماضية متيسرة لأى فرد يحصل على تدريب توفره العديد من المنظمات مثل الجمعية الشرعية، مع اكتفاء وزارة الأوقاف بالإشراف فقط، وهو الأمر الذى اختلف حاليا بعد قرار الدولة بوضع المساجد ومهنة الخطابة تحت الإشراف الكامل لوزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر.

وتطرق التقرير إلى قرار وزارة الأوقاف بغلق المساجد، التى تصغر مساحتها عن 80 متراً، مما أدى إلى غلق ما يقترب من 27 ألف زاوية، في محاولة من الدولة للحد من انتشار التفكير الأصولي.

وكانت وزارة الأوقاف قد أعلنت في شهر مارس الماضي الإشراف على كل المعاهد الدينية مع حلول السنة الأكاديمية الجديدة مع الأزهر الشريف، الذى تعاظم دوره في الفترة الماضية وتداخل مع شبكة الوزارات الحكومية.