الميكروويف و خطر الأطعمة التى بداخله

جي بي سي نيوز :- فى عصرنا هذا قد أصبح إستخدام أفران الميكروويف شائعة جدا في معظم بلدان العالم ، حيث تقدر الاحصائيات التى قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية بأن نسبة 60- 90% من المنازل في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية تستخدم أفران الميكروويف ، كما أن نسبة مستخدمى تلك الأفران فى مصر و الوطن العربى أخذت تتزايد فى السنوات الأخيرة حبث يتوقع لها أن تصل إلى قرب المعدلات العالمية فى غضون العشرات من السنوات القادمة . حيث لاشك في أن أفران الميكروويف تسهل عملية الطهي وتحضير الطعام لا سيما لمن يعودون إلى منازلهم متأخرين بعد يوم طويل من العمل.

ويتم الطهى بإستخدام فرن الميكروويف الذى يحتوى بداخلة على أنبوب فراغي إلكتروني مغناطيسي (شكل رقم 1)، يعمل على تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة إشعاعية على هيئة أمواج قصيرة عالية التردد، عديمة اللون والرائحة ولا يمكن مشاهدتها، وعندما تصطدم هذه الأمواج بجزئيات الطعام (الماء والمواد الدهنية والمواد السكرية) وبالذات بجزئيات الماء بها، فإنه يحدث احتكاك بينها بسبب ذبذباتها الناتجة عن التغيير في المجال المغناطيسي بمعدل قد يصل إلى 2450 مليون ذبذبة في الثانية، مما يؤدي إلى إنتاج طاقة حرارية كبيرة تعمل على طهي الطعام أو تسخينة فى دقائق معدودة. كما أن المواد البلاستيكية بجميع انواعها والمواد الزجاجية والسيراميك والفخار لا تمتص أشعة المايكروويف ولا تتأثر بها، وهذا يعني أنها لن ترتفع درجة حرارتها فى حالة إستخدامها كأوانى لطهى أو تسخين الطعام فى أفران الميكروويف.

وبالرغم من بعض تلك المميزات التى تنتج عن إستخدام المايكروويف فى طهى وتسخين وتصنيع الأغذية فقد أثبتت العديد من الدراسات التى تمت بكلية الاقتصاد المنزلى – جامعة المنوفية وأشرف عليها الأستاذ الدكتور/ يوسف عبد العزيز الحسانين أستاذ التغذية وعميد الكلية أن طهي الطعام وتسخينه باستخدام أفران الميكروويف مخاطر صحية كبيرة يجب التنبه لها، هذه المخاطر التي على ما يبدو لا تود شركات تصنيع أفران الميكروويف لنا أن تعرفها للناس، خاصة وأن نتائج الدراسات تؤكد أنه إذا كان الطهي بإستخدام أفران بالميكروويف أسرع بعشرين مرة من الطهى بالطرق التقليدية فإنه غذائيا وصحيا يعد أخطر منه بمئات المرات، ونذكر من هذه الأخطار:

أدى طهي الخضروات فى فرن الميكروويف إلى تدمير أكثر من نصف محتواها من مكوناتها الطبيعية من مضادات الأكسدة التى يرجع إليها الكثير من الخواص الوظيفية بل والعلاجية المميزة لتلك الخضروات. بينما نتج عن طهى اللحوم وتسخين والحليب لعدة دقائق بداخل الميكروويف إلى تحطيم جزءا كبيرا من محتواها من الفيتامينات خاصة فيتامين ب12 الذى يدمر أكثر من نصف محتواه. ولقد حذر الكثيرون من علماء التغذية من مخاطر نقص هذا الفيتامين التى تتمثل فى فقر الدم والإصابة بالأنيميا وهشاشة العظام وتلف دائم بالمخ والأعصاب والشعور بالتعب والإرهاق العام والدوار واضطراب الذاكرة ، والإمساك وفقدان الشهية للطعام ونقص الوزن والشحوب وحدوث نمنمة في الأطراف ، واضطراب التوازن والشعور بالكآبة والارتباك والانطواء وحدوث تقرحات في الفم واللسان. هذا إضافة إلى فقد الحليب لجذء كبير من محتواه من المكونات المناعية التي تحمي من الإصابة بمسببات العدوى. كما أظهرت الدراسات أن موجات الميكروويف تقوم بتحويل بعض مكونات الأغذية البروتينية مثل الحمض الأميني البرولين الموجود في الألبان إلى مادة سامة تؤثر على الجهاز العصبي والكلى والكبد. كما نتج عن طهي الأغذية الدهنية بواسطة الميكروويف إلى حدوث تدهور فى خواص الدهون والتى تشمل زيادة فى رقم الحموضة ورقم البيروأكسيد والمحتوى من مركب المالونالدهيد السام ، إضافة إلى نزع الإستقرار من جزيئات الدهون وتغير شكلها الفراغى الأمر الذى يؤدى إلى تكوين مشتقات الأحماض الدهنية المسئولة عن حدوث الشيخوخة المبكرة وأمراض الحساسية والسرطان.

ولقد تزامن ذلك مع ما أكدته نتائج بعض الدراسات البيولوجية التى أجريت فى مختلف أنحاء العالم والتى أظهرت الأخطار المتوقعة من جراء استخدام أفران الميكروويف فى طهى الأطعمة من خلال دراسة لعينات الدم المسحوبة من مئات المتطوعين، وكان من أهمها حدوث نقص ملحوظ في عدد كرات الدم الحمراء بعد تناول هذا النوع من الطعام، وزيادة عدد كرات الدم البيضاء وهو ما يدل على وجود جسم غريب، و ازدياد نسبة الكوليسترول في الدم عند التعرض لضغوط نفسية، وظهور بعض أمراض الحساسية، ونقص في بعض الفيتامينات (ب المركب ، س ، هـ) والمعادن الهامة. كما توصلت نتائج بعض البحوث التى أجريت في روسيا إلى ارتفاع معدل حالات سرطان المعدة والأمعاء بين من يعتمدون على الطعام المحضر بواسطة أفران الميكروويف.