هل للحالة النفسية دور في الأمراض العضوية؟؟
جي بي سي نيوز :- أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة تبادلية بين النفس والجسد تظهر في صورتين: الأولى آلام جسدية نابعة من أسباب نفسية وفشل في التعامل مع الضغوط النفسية بشجاعة، ولا تشير نتائج الفحوصات الطبية لمن يشعرون بهذا النوع من الالآم الجسدية إلى وجود خلل عضوي وتكون الأعراض التي يشعرون بها تعبيراً عن الآم نفسية، كآلام الظهر والمفاصل والجهاز الهضمي وآلام الرأس، أما الصورة الثانية للعلاقة بين النفس والجسد فتتمثل في أمراض جسدية مزمنة حساسة للوضع النفسي حيث يصبح المرض أكثر تفاقما نتيجة للوضع النفسي السيء مثل أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والربو والصداع النصفي.
أمراض (نفسية - جسدية)
ويطلق عليها أمراض «سيكوسوماتية» أي الأمراض «النفس - جسمية»، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث العلمية حيث توصلت إلى أن الأشخاص الأكثر ميلا للقلق والتوتر والعصبية هم الأكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض «السيكوسوماتية» التي لا يفلح فيها العلاج الدوائي بقدر ما يفلح العلاج النفسي القائم على التخلص من أسباب التوتر والقلق، وبالتالي فإن تعرض الأشخاص لأمراض نفسية يتحول إلى أعراض جسدية، وتأكيداً على ذلك يوضح د.سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بكلية طب قصر العيني «جامعة القاهرة»، أن الأمراض النفسية لها نوعان من الأعراض وهي؛ أعراض نفسية مثل الشعور الدائم بالضيق والحزن والخوف والقلق والتوتر، وأعراض جسدية تتمثل في فقدان الشهية والصداع وفقدان الوزن أو زيادته، والأرق وأمراض القلب وتصلب الشرايين أو انسدادها، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة.
أمراض الجهاز الهضمي
وعن ارتباط أمراض الجهاز الهضمي بالحالة النفسية يشير د. حسام الدين سليمان استشاري الجهاز الهضمي والمناظير إلى أن هناك علاقة وثيقة بين أمراض الجهاز الهضمي والحالة النفسية، فإذا شعر الإنسان بضيق وحزن قد يصاحبه الشعور بآلام في المعدة واضطرابات في الهضم .. كذلك الأكل له علاقة قوية بشكاوى الجهاز الهضمي خاصة إذا كانت حالة الإنسان النفسية سيئة وتناول أطعمة متبلة أو صعبة الهضم فقد يشكو من الآم أكثر من غيره، ويؤكد د. حسام أن الشخصيات المتوترة والقلقة دائما هي الأكثر عرضة لأمراض الجهاز الهضمي، وتظهر اضطرابات الجهاز الهضمي التي تسببها الاضطرابات النفسية في صورة سوء هضم والشعور بالامتلاء والانتفاخات والغازات المستمرة، وقد يتطور الأمر إلى الشعور بالرغبة في القيء وفقدان الشهية في بعض الأحيان.
الأمراض الجلدية
وفيما يتعلق بتأثر الجلد بالحالة النفسية، تؤكد د. وفاء علم الدين استشاري الأمراض الجلدية على أن الأشخاص سريعي الغضب والأكثر توتراً وانفعالاً هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية مثل الثعلبة والصدفية والبهاق وحب الشباب، حيث يؤدي الانفعال والغضب إلى حدوث تغيرات هرمونية شديدة تؤثر على الجلد بشكل واضح وملحوظ، إلاّ أنه ليس كل الأشخاص المتوترين عرضة للأمراض الجلدية إلا إذا كانت لديهم جينات وراثية تساعد على ذلك، ويشير تساقط الشعر بشكل زائد عن الحد المعروف إلى الحالة النفسية السيئة، وربطت د.وفاء التعرض للأمراض الجلدية بتحسن الحالة النفسية وسوئها.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews