هدية رئيس الهلال الجديد
ليس أجمل من سيناريو فوز "زعيم آسيا" على ضيفه بيروزي "الإيراني" بثلاثية بديعة في قلب عاصمة مملكتنا الغالية على إستاد الملك فهد الدولي "درة الملاعب"، زادها روعة الأعلام الزرقاء الساحرة يرفرف بها 23 ألفا بينهم طلاب مهمومون بالاختبارات، وفقهم الله جميعا.
والحقيقة أن الجمهور الهلالي كان النجم الأكبر في معركة الإياب بحضوره وأهازيجه ومظهره المتلأليء في مدرجات تتسع لضعف الحضور، تعودناها بلا مقعد خال لو لم تكن ظروف الاختبارات.
وفي الميدان كان القلق مسيطرا بقوة على أداء اللاعبين، كوابيس التحكيم تحاصرهم و"فوبيا" الخروج المتكرر بأهداف معاكسة تشوش على تفكيرهم. ورغم النقص المؤثر، إلا أن اللاعبين قاتلوا على عدة جبهات حتى تمكن يوسف السالم من تسجيل هدف التقدم بعد تمريرات عاصفة قبل مرور النصف ساعة الأولى بما يحفز على زيادة الغلة إلى طريق العبور، ومع ذلك تماسك الضيوف بهجمات خاطفة، في وقت تتفاقم أخطاء الحكم الأوزبكي بما يساعد على انفلات أعصاب الهلاليين، إلى أن جاء الفرج بجهد درويش وقرار "ولادة متعسرة" وركلة جزاء في بداية الشوط الثاني، انبرى لها "الخبير" الفنان قائد الكتيبة الزرقاء محمد الشلهوب، مثبتا أنه "أبو البصمات الذهبية"، فتعالت أصوات التأهل، لكن خروج الشلهوب المتألق وقبله الزوري "مصابا" أصاب الوسط الهلالي بخلل كبير ومرت 20 دقيقة عصيبة واللاعبون متباعدون في أرجاء ملعبهم، قبل أن يخطف البديل الثالث عبدالعزيز الدوسري الهدف "الحاسم/الحازم" الذي "حبك" الفوز بأجمل سيناريو في ظروف حرجة على عدة أصعدة.
والأكيد أن اللاعبين تحملوا كل المشاكل التحكيمية والنفسية وقهروا الصعاب وحطموا الحواجز، مع تميز بعضهم ببصمات خاصة كيوسف السالم والشلهوب والشهراني وسالم الدوسري والزوري وديجاو، في ظل ثبات البقية بما يقوي توازن الزعيم.
هذا التأهل عزز من قيمة المدرب المتعقل والواثق من عمله والجميل جدا في تعامله، فأصبح اليوناني دونيس محل ثقة الهلاليين وتحت أنظار المنافسين محليا وخليجيا. أيضا فهد المفرج تحمل الكثير من السلبيات، مع تثمين العمل المتفاني لمحمد الحميداني وتفاعل طارق التويجري ويوسف الثنيان. ويثمن لعضو الشرف موسى الموسى تحفيزه اللاعبين بمكافأة خاصة سلمها لهم ومعهم الجهازين الفني والإداري بعد المباراة مباشرة، دون إغفال أدوار شرفية من خلف الكواليس في ظل تقاعس كثيرين.
"التأهل" لدور الثمانية آسيويا بمثابة "الهدية" للرئيس المنتظر خلفا للأمير عبدالرحمن بن مساعد والأيام حبلى بسباق الراغبين في هذا الكرسي الذهبي بعد أن تم فتح باب الترشيح، مؤملين أن تكون الانتخابات مضرب مثل.
الفريق الحالي نتيجة عمل تراكمي لنحو ثلاث سنوات واكبها تجديد وتحسين، مع خلل كبير في الإنجازات الذهبية بعضها كانت قريبة لو لم يكن قرار تغيير بعض المدربين معاكسا للتطلعات. والآن من يأتي رئيسا لن تكون طريق منصة آسيا وعرة، وبالتأكيد ليست سهلة، لكنها محفزة متى تم دعم الفريق بلاعبين أجنبيين في الهجوم والوسط والأفضل أن يكونا من البرازيل أو ما جاورها، مع لاعب أو اثنين محليين في الظهير الأيمن والمحور، دون إغفال التجديد مع المدرب دونيس الذي بالتأكيد له رؤيته الخاصة في تجهيز الفريق ومن يبقى ومن يرحل من اللاعبين.
هذه أوليات الفريق الأول لكرة القدم في عمل الرئيس الجديد، على أن يقدم ملفا شاملا لجميع الألعاب والهيكل الإداري والتنظيمي والاستفادة جيدا من مشروع الاستثمار الذي أرسته الإدارة المستقيلة.
تغريدة: كل الأماني بأن يكون الأهلي تأهل أمس أمام نفط طهران، لنحتفي به في مقال السبت.
(المصدر: الوطن السعودية 2015-05-28)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews