نتنياهو يخشى "تسونامي فرنسي وشيك "
جي بي سي نيوز - : تواجه إسرائيل معضلة، تتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، والمبادرة التي تريد باريس تمريرها، والتي تتحدث عن جدول زمني لإنهاء النزاع وإقامة دولة فلسطينية، ما دفع بعض المحللين الإسرائيليين إلى توجيه تحذيرات لحكومة نتنياهو بأن حكومته مقبلة على “تسونامي سياسي” هذا الصيف.
وتواجه الدبلوماسية الإسرائيلية أزمة كبيرة في هذا الصدد، وتعمق تلك الأزمة تشكيلة الحكومة الجديدة، والتي استحوذ فيها نتنياهو على منصب وزير الخارجية، وكلف وجها جديدا بإدارتها، هي تسيبي حوتوفيلي، التي مازالت في بداية طريقها السياسي، ولا تمتلك علاقات في الأوساط الدبلوماسية والسياسية على الصعيد الدولي، فضلا عن انتماءاتها اليمينية المتطرفة، وموقفها الرافض لحل الدولتين أو تقسيم القدس.
وقال محللون إسرائيليون طبقا للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” ، إن العلاقات الخارجية الإسرائيلية تقف أمام أزمة غير مسبوقة، وأن الخط السياسي الذي يتبناه نتنياهو وحكومته يزعزع العلاقات المتوترة في الأساس بين تل أبيب ودول العالم، وأن الأزمات العاجلة التي ستواجهها تلك الحكومة تبدأ بالمبادرة الفرنسية، وتمر باستمرار مقاطعة منتجات المستوطنات بواسطة دول الاتحاد الأوروبي، وصولا إلى موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي يسير في اتجاه استبعاد إسرائيل من المنافسات الدولية.
وأفاد المحللون الإسرائيليون أن الإتحاد الأوروبي كان يعول على إمكانية أن يضم نتنياهو إلى حكومته “المعسكر الصهيوني”، وأن يكلف زعيمه يتسحاق هيرتسوغ بمنصب وزير الخارجية، غير أنه بمرور الوقت، تبين أن توجه الحكومة الإسرائيلية نحو اليمين أمر لا رجعة فيه.
وتنظر دول العالم إلى حكومة نتنياهو الرابعة، وترصد كيف أصدر وزير الدفاع موشي يعلون في مستهل عمله قرارا عنصريا، يتعلق بفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين في ركوب الحافلات، معتبرين أن الخطوة التي قام بها نتنياهو حين ألغى هذا القرار فور صدوره، لم تكن كافية لإقناع العالم بأن توجه حكومة نتنياهو مختلف، على الرغم من احتمال أن تلك القضية كانت مختلقة من الأساس، في محاولة فاشلة من نتنياهو لإظهار نفسه بموقف إيجابي، عشية زيارة مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني.
وتضغط باريس في اتجاه تحديد جدول زمني وفرضه على حكومة نتنياهو وعلى السلطة الفلسطينية، بشأن نهاية النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية، مدعومة بغطاء أمريكي، حيث لا يعارض الرئيس باراك أوباما المبادرة الفرنسية، ولكنه يتحفظ على مسألة تحديد جدول زمني.
ويقول خبراء بإسرائيل أن “تسونامي سياسي” قادم من أوروبا صوب إسرائيل هذا الصيف، زاعمين أنه أكثر خطورة من صواريخ حماس، وأنه في الوقت الذي يبني فيه الجيش الإسرائيلي قدراته العسكرية تحسبا للحرب القادمة، فإن حكومة نتنياهو تغض الطرف عن موجة المقاطعات الدولية التي توشك إسرائيل أن تتعرض لها.
ويرى مراقبون أنه في الوقت الذي لا يتوقف فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو وزير دفاعه موشي يعلون عن التحذير من خطر حماس ، فإنهما يغضان الطرف عن الأصوات التي تتعالى في جميع أنحاء أوروبا، والتي تطالب بمقاطعة إسرائيل.
وعبرت تحليلات ومقالات إسرائيلية عديدة عن مخاوف من فشل حكومة نتنياهو الجديدة في منع تلك الخطوات، في ظل استغلال منظمات دولية الأحداث العنصرية التي تشهدها إسرائيل، والتي كان آخرها قرار الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الحافلات.
وتشير تلك التحليلات إلى أن الخطوات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية نحو الحصول على اعتراف بإقامة الدولة، والتي تأتي بالتزامن مع ترسيخ صورة إسرائيل كدولة فصل عنصري على غرار جنوب إفريقيا في حقبة الأبرتهايد، قد تعني أن نتنياهو سيجد نفسه أمام قرار من مجلس الأمن، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووقتها سيكون قد فشل في ملفين أساسيين، هما منع إيران من المُضي في برنامجها النووي، ومنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews