ديفيد اجناتيوس: إيران تبدي استعدادا لمحادثات سلام مع تراجع وكلائها في المنطقة
قال الكاتب الأمريكى ديفيد اجناتيوس إن إيران تغير لهجتها فيما يتعلق بمحادثات السلام، مشيراً إلى أن المسئولين الأمريكيين والإيرانيين ظلوا يصرون لسنوات على أنهم يرغبون فى حل القضية النووية قبل مناقشة الحروب الطائفية التى يشهدها الشرق الأوسط. ومع تصاعد المعارك فى الأشهر الأخيرة، تزايد الكلام أيضا عن الدبلوماسية الإقليمية.
وأشار الكاتب إلى أن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف أعرب عن اهتمام بمحادثات السلام، وكانت رسالته التى كررها عدة مرات أن إيران تريد الحوار مع السعودية والدول العربية الأخرى لإنهاء الحروب التى تجرى فى اليمن وسوريا.
ويؤكد اجناتيوس أن المسئولين الأمريكيين يشاركون ظريف الرغبة فى التفاوض والتى تحدث عنها لأول مرة فى مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضى، لكنهم يريدون أن يروا دليلا على أن إيران مستعدة بالفعل لوقف دعمها لحزب الله فى لبنان وللرئيس السورى بشار الأسد وللميليشيات الشيعية فى العراق والمتمردين الحوثيين فى اليمن.
ونقل اجناتيوس عن أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية قوله "إننا مهتمون، وتحدثنا مع ظريف بشأن الكيفية التى يجب أن يكون بها الإيرانيون فى النهاية جزءا من حل إقليمى. إلا أن سلوك إيران لم يكن يوحى بالثقة بأن المناقشات الدبلوماسية ستنجح".
وأضاف المسئول الذى لم يكشف عن هويته أنه سيكون من الصعب على الإدارة أن تقنع السعودية والإمارات والدول العربية الأخرى للانضمام إلى إيران فى عملية دبلوماسية بدون دليل على أن ظريف يقدم أى شىء سوى الكلام.
وفيما يتعلق بالقضية النووية، أعرب ظريف فى حواره مع الكاتب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى الاتفاق النهائى بحلول الموعد النهائى فى نهاية الشهر المقبل.
وفيما يتعلق بتفاصيل الاتفاق، مثل رفع العقوبات وإجراءات التفتيش، بدا أن الخلاف بين الموقفين الأمريكى والإيرانى أقل مما ظهر عليه الوضع قبل شهر.
وقال ظريف إنه ليس بالاتفاق المثالى، لكنه أفضل ما يمكننا التوصل إليه. ورأى أجناتيوس أنه ليس من قبيل المصادفة على الأرجح أن اهتمام إيران الجديد بالدبلوماسية الإقليمية يأتى فى ظل مواجهة وكلائها معارضة أشد فى أرض المعارك فى سوريا واليمن. بل إن خصوم إيران من دول الخليج قرروا الدفع بقوة ضد القوى المدعومة من إيران بالتدخل عسكريا فى اليمن والعمل مع تركيا والأردن لحشد المعارضة فى سوريا.
وللمرة الأولى منذ سنوات كثيرة، يبدو أن إيران تتراجع فى حروب الوكالة الإقليمية.
وقال ظريف: نريد شركاء جادين فى السعودية للمشاركة فى مناقشات جادة، مشيرا إلى ترقية مسئولين سعوديين شباب لمناصب قيادية بالمملكة.
وأضاف أن نموذجه للأمن الإقليمى فى المستقبل سيكون عبارة عن عملية متعددة الأطراف كتلك التى ساعدت فى استقرار أوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة.
وأكد أجناتيوس أن تواصل طريف الدبلوماسى يتناقض بشدة مع الكلام المنمق المستمر من قبل القادة العسكريين الإيرانيين مثل اللواء محمد على الجعفرى، قائد الحرس الثورى الإيرانى.
(المصدر: واشنطن بوست 2015-05-01)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews