أعانك الله يا سيسي على وزير الاستثمار
لم تكتمل فرحة عبدالفتاح السيسى بالإنجازات التى حققها فى المؤتمر الاقتصادى الذى كان نجاحه حديث العالم وصدمة للمتآمرين الذين كانوا يخططون لفشله.. النجاح والثقة اللذان اكتسبهما السيسى بعد نتائج المؤتمر انتزعا التشاؤم وحولاه إلى أمل وتفاؤل عند المصريين، ورأينا كيف كان أهل المدينة وأهل القرية يتحدثون عن نجاح هذا المؤتمر.. رأينا الكارهين لنظام السيسى من الشباب كيف تحولوا فى يوم وليلة إلى مؤيدين، وراحوا يستعرضون نتائج المؤتمر ويتحدثون عن العائد على مصر والمصريين.. عشنا على أمل أن نسمع أن شيئا من هذا التفاؤل بدأ يظهر على الساحة، أو أن وزارة الاستثمار بدأت تتحرك لتفعيل نتائج المؤتمر وتحصد ثماره، لكن شيئا من هذا لم يحدث.
للأسف اختفى وزير الاستثمار بعد المؤتمر، وقد مضى على المؤتمر أكثر من خمسين يوما ولم نسمع أن الدنيا تحركت لأن سيادة الوزير المسؤول عن حصاد هذا المؤتمر ما بين أوروبا وأمريكا فى مؤتمرات لا علاقة لها بما أنجزناه.. والغريب أن الوزير يحرص فى جميع سفرياته وجولاته على اصطحاب شخصيتين من أباطرة وزارة الاستثمار، وهما المقربان منه، أو أن مفاتيح مكتبه وخزانة أسراره فى أيديهما، حتى أصبح سفرهما الدائم علامة استفهام تنتقل من مكتب إلى مكتب، ولم يعد عمل الموظفين فى الإستثمار إلا الحكايات عن العلاقة الغامضة التى تربط وزير الاستثمار بهاتين الشخصيتين، الغريب أنهما من الشخصيات الإدارية ولا خبرة لهما حتى تتحمل الوزارة مصاريف سفرهما وإقامتهما فى فنادق سبع نجوم على حساب الوزارة، أى أنهما يتعاملان بنفس معاملة الوزير رأساً برأس!!
لقد تصاعدت رائحتهما، حيث قيل إن هذين الشخصين حاولا السيطرة على الوزير السابق إلا أنه أبعدهما عن مكتبه، وبعد مجىء وزيرنا الحالى سقط فى أيديهما واستسلم لخططهما على اعتبار أن ملفات الوزارة وأسرارها تحت أيديهما.. رئيس الحكومة أراد أن يساند السيد وزير الاستثمار فانتدب السفير ياسر النجار من سفارتنا فى أمريكا لكى يكون مساعدا له قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادى بشهور، معتمدا على خبرة النجار وعلاقاته الدولية، وللحق كان الرجل عند حسن ظن رئيس الحكومة، وتحمل وحده مسؤولية إقامة المؤتمر مستعيناً بكتيبة من شباب وشابات هيئة الاستثمار والوزارة، ونجح ياسر النجار فى أن يحقق لمصر وللرئيس السيسى ورئيس الحكومة إبراهيم محلب مؤتمرا متكاملا كان موضع تقدير العالم فى التنظيم والإخراج والاستقبال والتأمين، مؤتمر «عشرة على عشرة»، ونجحت الحكومة فى عرض مشاريعها، ورأينا دموع رئيس الحكومة فى حفل الختام، متأثرا بالنجاح الذى تحقق، والصدمة التى أصابت الحاقدين الذين كانوا يراهنون على عدم نجاح المؤتمر.
الشىء الذى لا يعرفه أحد أن وزير الاستثمار سقط فى مطب ليلة المؤتمر عندما فاجأنا بقانون الاستثمار بعد تعديلاته لجذب المستثمرين لمصر.. هذا القانون لم يُعرض ولم يُناقش، وإذا بالدكتورة لمياء متولى، الخبيرة الدولية فى دراسة وتحليل مشروعات قوانين الاستثمار، تخرج علينا بمذكرة قانونية تنتقد القانون، عنوانها «هدف تعديل قانون الاستثمار بين التكليف بدعم الاستثمار أو بهدمه».. بالمناسبة الدكتور كمال الجنزورى، مستشار الرئيس، عندما علم بهذه المأساة طلب من الدكتورة لمياء إعداد تصور سريع للعوار الذى شاب هذا التعديل، مؤكدا أنه سيعرضه على الرئيس.
القضية الأهم: كيف قفزت وزارة الاستثمار على هيئة الاستثمار واستولت على كنوزها، فى محاولة لإلغائها أو تحجيم اختصاصاتها بإسقاط رئيسها وتعيين أحد «ألاضيش» الوزارة، وهى تعلم فى الوقت نفسه أن المستثمر لا يتعامل مع الحكومة؟.. مع أننا كنا ننتظر أن يكون لها دور فى تنقية الجهات التى سيتعامل معها المستثمر، وفتح الأبواب أمام المستثمرين الجدد الذين أعلنوا عن مشاريعهم الجديدة للبدء فى التنفيذ، كان على الوزير أن يفرغ نفسه لتفعيل نتائج المؤتمر، على أن تكون من أوليات عمل الوزير عن الرحلات الترفيهية التى قام بها خلال هذه الفترة.. وأنا هنا أطالب رئيس هيئة الرقابة الإدارية بأن يفحص إن كانت هذه الرحلات مهمة لمصر ولها عائد وجدواها أفضل من نتائج المؤتمر.. أنا هنا لا أجد كلمات غير أن أرثى على حال البلد لوجود وزير، مهما كانت علاقته برئيس الحكومة، ليس لديه الحس الاستثمارى.. لذلك أقول: كان الله فى عونك يا سيسى.
(المصدر: المصري اليوم 2015-04-30)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews