قراءة متأنية في قائمة أغنى 100 ثري عربي
لا يختلف أحد على أن الأموال والثروات هي نعمة من نعم الله على عباده، وهي الدافع الرئيسي وراء عمل واجتهاد وإبداع البشر وحثهم على تطوير وتحسين مستوى أعمالهم وأنشطتهم ومن ثم زيادة إيراداتهم وثرواتهم.. وهو الأمر الذي دعا مجلة "فوربس الشرق الأوسط" إلى إصدار تقرير سنوي يتضمن قائمة بأغنى مائة شخصية عربية، ولقد جاء تقرير هذا العام والذي تم نشره بالمجلة هذا الشهر ليوضح أن ثروات هؤلاء المائة قد بلغ نحو 174.37 مليار دولار أمريكي في مقابل 166.2 مليار بقائمة وتقرير العام الماضي.
هذا وقد حل في صدارة قائمة هذا العام "وللعام الخامس على التوالي" الأمير الوليد بن طلال بثروة بلغت 22.6 مليار دولار، فيما حل الملياردير اللبناني جوزيف صفرا بثروة 17.3 مليار، ثم محمد العمودي ثالثاً بـ 10.08 مليار.. ولعل أهم ما أثار انتباهي في هذا التقرير هو تنوع وتعدد قطاعات عمل هؤلاء الأثرياء، حيث جمع 18 ثرياً منهم ثرواتهم من العمل بقطاع التجزئة، 16 من قطاع البنوك والخدمات المالية، و14 من الاستثمارات المتنوعة، 8 من العمل في قطاع العقارات، و7 في القطاع النفطي، و7 آخرين في قطاع الإنشاءات، بما يؤكد على أهمية وجود الإدارة المحترفة الناجحة التي تتمتع بالخبرة والكفاءة.
وأظهر تقرير هذا العام احتلال المملكة العربية السعودية للمرتبة الأولى من حيث عدد الأثرياء بالقائمة والذين بلغ عددهم 41 ثرياً، واحتلت لبنان المرتبة الثانية بأحد عشر ثرياً بإجمالي ثروة قدرها 33.78 مليار دولار، ومن بعدهما حلت مصر في المرتبة الثالثة بأربعة عشر ثرياً وبثروة إجمالية بلغت 27.12 مليار دولار، ثم الإمارات في المركز الرابع عربياً بأحد عشر ثرياً وبلغ إجمالي ثرواتهم نحو 22.72 مليار، وجاءت الكويت في المرتبة الخامسة في عدد الأثرياء الذين بلغوا ثمانية أثرياء بإجمالي ثروة بلغت 6.68 مليار دولار، كما ضمت القائمة كذلك أثرياء عربا من قطر وسلطنة عمان والأردن والجزائر والمغرب وسوريا والسودان.
كما أوضحت قائمة الأثرياء بمجلة فوربس هذا العام أن ثروات أغنى 1826 ملياردير على مستوى العالم قد بلغت 7.05 تريليون دولار بزيادة نحو 650 مليار عن ثرواتهم في العام الماضي والتي بلغت 6.4 تريليون دولار، وأوضحت كذلك انضمام 290 ثرياً جديدا من بينهم 71 ثرياً صينياً، وضمت القائمة أيضاً 196 سيدة.
وعلى المستوى العالمي تصدر قائمة أغنى أغنياء العالم في هذا العام "بيل جيتس" وذلك للمرة الثانية على التوالي "وإن كان قد سبق له الفوز باللقب من قبل 16 مرة " وبثروة بلغت نحو 79.2 مليار دولار بعد تمكنه من زيادة ثروته في العام الماضي بـ 3.2 مليار دولار، وحل المكسيكي "من أصل لبناني" كارلوس سليم الحلو في المرتبة الثانية عالمياً ومن بعده جاء الأمريكي وارن بافيت في المركز الثالث ثم الإسباني أمانسيو اورتيجا مؤسس وصاحب سلسلة "زارا" الإسبانية المتخصصة في الموضة في المرتبة الرابعة.
أما لقب أغنى نساء العالم "وفقا لتقرير مجلة فوربس" فكان من نصيب كريستى والتون وريثة سلسلة متاجر التجزئة العالمية الشهيرة "وول مارت" وذلك بثروة قدرها 40.1 مليار دولار.. وذهب لقب أصغر ملياردير في العالم إلى إيفان شبيجل صاحب الـ 24 عاما وهو أحد مؤسسي تطبيق إرسال الصور "سناب تشات".
وتتمثل أهم ملاحظاتي وانطباعاتي وتحليلاتي على ما جاء بقائمة أثرياء العرب والعالم هذا العام فيما يلي:
* لا يوجد قطاع اقتصادي مربح وآخر أقل ربحية، بدليل تنوع مجالات عمل هؤلاء الأثرياء، وأن تكوين الثروات لا يرتبط بطبيعة القطاع الذي يعمل به المستثمر، وإنما يرتبط بمدى الكفاءة والخبرة والاحترافية في إدارة الأعمال.
* رغم هبوط أسعار النفط عالمياً إلا أن 56 ثرياً عربيا من بين الأثرياء المائة بالقائمة قد زادت ثرواتهم عن العام الماضي.
* زاد عدد المليارديرات العرب بقائمة هذا العام إلى 49 ملياردير بلغت ثروات 155.1 مليار دولار، فيما لم يبلغ في العام الماضي سوى 45 ملياردير بثروة بلغت 147.7 مليار دولار.
* رغم تبرع بيل جيتس هذا العام بمبلغ مليار ونصف المليار دولار لمؤسسته الخيرية "بيل وميلندا جيتس" والتي تقدم خدماتها للدول النامية والفقيرة، إلا أنه مازال أغنى أغنياء العالم، لتتأكد المقولة العظيمة "ما نقص مال من صدقة" أو هبة أو عمل خيري.
* وجود ثلاث دول خليجية بين الدول الخمس الأكبر من حيث عدد الأثرياء والمليارديرات وقيمة ثرواتهم، مما يدل على أن التمركز والثقل الاقتصادي مازال مركزاً في الدول الخليجية.
* إن كثيراً من الأثرياء العرب لا يحبذون إظهار قيمة ثرواتهم ودخولهم في مثل هذه القوائم، مما يجعل من بيانات هذه التقارير غير معبرة وغير دقيقة.
(المصدر: الشرق القطرية 2015-04-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews