الرجل الآلي «زميلك» في العمل

سوف تشهد الاسواق جيلاً جديداً ثورياً من الرجال الآليين المؤهلين للعمل الى جانب الانسان في الشركات، وذلك بدءاً من المصانع. إنهم رجال آليّون يستطيعون التعاون مع البشر لإنجاز الاعمال.

وقدّم هؤلاء الى الجمهور في أكبر معرض صناعي وتكنولوجي في العالم تشهده مدينة هانوفر في المانيا هذا الاسبوع. وتعتبر مسألة القدرة على التعاون ثورة بحد ذاتها فهي تفتح الآفاق امام المصنع الذكي حيث يعمل كل من البشر والرجال الآليّون جنباً الى جنب.

وسوف يتمّ التركيز في البدء الى استخدام الرجال الآليين حيث لا يستطيع العنصر البشري العمل طوال الوقت، وصناعة قطع الغيار قد تكون المثل الأقرب لتوضيح الموضوع... فدعي الرجل الآلي القادر على إقامة علاقة زمالة مع البشر بـ CR35-IA.

وتكفي ملامسة خفيفة جداً لاستدراك الرجل الآلي في عمله عندما يركّب اطار سيارة مثلاً أو يفككه، ويستطيع حَمل قطع يصِل وزنها الى 35 كلغ فيقوم بأعمال تتطلّب جهداً كبيراً من دون توقّف.

وتنتشر عادة استخدام الرجال الآليين في مختلف الاسواق العالمية، وهي قد تسجّل ارتفاع مبيعات الرجال الآليين في العام 2014 الى 225000 رجل بزيادة نسبتها 27 في المئة عن العام 2013.

ويعتبر الرجل الآلي YUMI (ومعناه: الأفضل لي ولك أن نعمل معاً) قادراً على القيام بأدق الاعمال، مثل تركيب قطع الساعات وفكها، وفي الهواتف الخلوية والآلات الإلكترونية الذكية الأخرى، ويمكنه حتى إدخال الخيط في الإبرة. وقد توقفت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مَليّاً عند هذا الرجل الآلي في معرض هانوفر، وكان رئيس الوزراء الهندي برفقتها.

ويقترب استخدام الرجال الآليين من نقطة الانطلاق الى زمن ترتفع فيه الانتاجية في السنوات القليلة المقبلة، حيث سيصبح استخدام الرجال الآليين أوفر كلفة من البشر. ويتوقع بحلول العام 2025 ان يرفع ذلك مستوى الانتاجية بنحو 30 في المئة، وان يخفض استخدام البشر بنسبة 18 في المئة. وخصوصاً في الولايات المتحدة الاميركية والصين واليابان والمانيا.

وسوف يوظّف الرجل الآلي كمساعد للموظفين البشريين الذين سيتمكنون من الانصراف للابداع والتطوير تاركين الاعمال التي تتكرر للرجال الآليين. فبعد الصناعات الثقيلة، سوف يستخدم الرجال الآليّون قريباً في قطاع التكنولوجيا بدءاً من العام 2018 في الولايات المتحدة الاميركية. ثم بعد ذلك، أي في العام 2023، في صناعة المفروشات.

وقد بدأت شركة ADIDAS للباس الرياضي اختبار استخدام الرجال الآليين، ويتوقع في خلال 10 الى 15 سنة ان يصبح الرجال الآليون جزءاً من يوميّات الإنسان. علماً انّ هناك تياراً فكرياً يعمل على تأخير تطبيق أيّ تطويرات للرجال الآليين حرصاً على فرص العمل أمام العنصر البشري الانساني...

(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-04-15)