إسرائيل تروّج لـ«الخط الأحمر»: الطائرة جاءت من محيط بيروت
هدد السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن، سوريا و«حزب الله» من مغبة تسرب سلاح كيميائي أو استراتيجي، معتبراً أن هذا «خط أحمر» وأن «إسرائيل لن تبقى صامتة». وفي هذه الأثناء يتعاظم لغز الطائرة من دون طيار، التي أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاطها من دون تحديد الجهة المسؤولة عن إرسالها.
وقال أورن، المقرب جداً من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع الإذاعة الأميركية العامة (PRI) ونقلتها عنها «معاريف»، إن الوضع في سوريا معقد جداً، ويثير قلقاً كبيراً جداً في إسرائيل. وأضاف «أننا قلقون على وجه الخصوص من انتقال سلاح كيميائي لأيدي منظمات إرهابية مثل حزب الله. من ناحيتنا هذا خط أحمر. إذا اجتازوه، لن نبقى صامتين. أنا أعدكم». ومن المهم معرفة أن هذه المقابلة وهذه التعابير، هي نوع من المشاركة في الجدال الدائر في أميركا حول الخط الأحمر الكيميائي الذي كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وضعه في سوريا.
وأضاف أورن أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من مسؤولين أميركيين يبحثون أمر تعميق التدخل في الصراع في سوريا أن يدرسوا جيداً كل جماعة معارضة تنوي أميركا تقديم السلاح لها. وبحسب قوله، لم تقدم الولايات المتحدة حتى اليوم سوى أسلحة دفاعية ومساعدة إنسانية. وشدد أورن على أن لدى سوريا مخزون السلاح الكيميائي الأكبر في الشرق الأوسط، وبين أكبر المخزونات في العالم. وقال إن «لإسرائيل معلومات استخبارية جيدة حول هذه الترسانة، وهذا يسمح لنا بمراقبة وضعها من أجل معرفة إذا كان سلاحاً كهذا قد نقل لحزب الله أم لا. ونحن حازمون عندما نقول أن سلاحاً كهذا لن يصل إلى حزب الله».
وبديهي أن تصريحات السفير الإسرائيلي في واشنطن تأتي على خلفية التكهنات بأن إسرائيل تدبر شيئاً ما للبنان، وأن هذا هو المعنى الحقيقي للتمارين والتدريبات العسكرية المكثفة مؤخراً، وكذلك التدريب على استدعاء الاحتياطي بشكل مفاجئ. وتزايدت التقارير في الأيام الأخيرة عن حركة طيران إسرائيلي غير اعتيادية في الأجواء اللبنانية وعلى مقربة منها. وكانت هذه المناورات والتقارير التي أحاطت بإسقاط إسرائيل لطائرة غير مأهولة في عرض البحر، قد أثارت مخاوف من احتمالات تسخين الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
من جهة ثانية، وبعد مرور أكثر من أسبوع، ليس واضحاً بعد من الجهة المسؤولة عن إطلاق طائرة من دون طيار أعلنت إسرائيل عن إسقاطها، وقالت إنها انطلقت من الأراضي اللبنانية. وقد أحيطت المسألة حالياً بنوع من الغموض لعدم تمكن البحرية الإسرائيلية من العثور على حطام الطائرة، وبعد إعلان «حزب الله» أنه لم يرسلها. وقد كان بوسع العثور على حطام الطائرة أن يحدد بشكل شبه مؤكد الجهة التي أطلقتها، كما أن بوسع إقرار أي جهة بالمسؤولية أن تساعد في تحديد الحقيقة حولها. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
وبحسب «هآرتس»، فإن الطائرة، التي أسقطت في 25 نيسان الماضي غربي ميناء حيفا، كان قد شخّص مسارها قبل أن تصل إلى الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية عند رأس الناقورة. وتم إرسال طائرات لاعتراضها وإسقاطها. وبرغم إعلان إسرائيل الأولي أن الطائرة انطلقت من محيط مدينة صيدا، أظهرت التحقيقات الإسرائيلية اللاحقة أن الطائرة انطلقت من محيط بيروت. كذلك أشارت التحقيقات إلى أن الطائرة صغيرة، وأنها لم تكن تحمل عبوات ناسفة، وفي الأغلب حملت كاميرات تصوير.
ولاحظ المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن إسرائيل الرسمية اتخذت من البداية خطاً حذراً في التعامل مع قضية الطائرة. واستخدم رئيس الحكومة والمتحدث باسم الجيش لغة عمومية في حديثهما عنها. وحذّر نتنياهو من أن حكومته لن تسلم بتسلل طائرات من لبنان إلى المجال الجوي الإسرائيلي، ولكنه لم يشر إلى المسؤولين عن إرسال الطائرة.
ومالت التقديرات غير الرسمية إلى تحميل «حزب الله» المسؤولية عن إرسال الطائرة اعتماداً على سوابق تسلل طائرات من لبنان. ولكن «حزب الله» دأب في الماضي على إعلان مسؤوليته عن إرسالها. وبسبب تعاون «حزب الله» مع الحرس الثوري الإيراني، اتهمت إسرائيل إيران بالوقوف خلف إرسال الطائرة.
ولكن مع مرور الوقت تزايدت علامات الاستفهام. فالأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أنكر مسؤولية حزبه. والاستخبارات الإسرائيلية، وفقاً لـ«هآرتس»، لم تقدم حتى الآن تفسيراً مقنعاً لهوية المسؤول عن إرسال الطائرة. وفي الأيام الأخيرة صارت تدرس احتمالات أخرى، من بينها أن جهات غير معروفة أرسلت الطائرة. ولكن حتى الآن لا اثبات على صحة هذه التقديرات.
وتعترف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه لو توفرت أدلة قاطعة على نشاط تخريبي تقف وراءه جهة ذات عنوان واضح، لتم الإعلان عن ذلك. عموماً تتنافى هذه التقديرات مع كل ما أعلنته إسرائيل في البداية من أن إسقاط الطائرة تم بسبب توفر معلومات مسبقة سمحت برصد الطائرة من لحظة انطلاقها واتخاذ مسارها فوق البحر.
( المصدر : السفير اللبنانية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews