كيف يُنفق اللبنانيون أموالهم؟
اذا ما اردنا تحديد الاولويات لدى شعب ما فالطريقة الافضل والاكثر واقعية هي معرفة اين وعلى ماذا ينفق هذا الشعب امواله. ولالقاء الضوء على وجهات الانفاق لدى اللبنانيين تَعَاون المركزُ الاداري للاحصاءات في لبنان مع البنك الدولي في اتمام الدراسة حول انفاق اللبنانيين في العام 2012.
هذه هي الدراسة التي نشرت أخيراً وأظهرت أنّ هناك عوامل عدة توجّه اللبنانيين على مستوى الانفاق وهي نفسية واقتصادية واجتماعية مع عامل اخير وهو الديناميكية المناطقية.
وتبلغ حصة الانفاق على السكن ومن ضمنها تكاليف الماء والكهرباء والغاز والبنزين الحصة الاكبر في سلة انفاق اللبنانيين ونسبتها 28,50 في المئة واذا ما زادت المداخيل فإنّ نسبة هذا الانفاق تتراجع. وضمن هذه الحصة هناك 46,2 في المئة للايجار السكني يليها كلفة الكهرباء والبنزين.
اما الحصة الثانية من الانفاق لدى اللبنانيين فتذهب الى تكاليف الطعام والمشروبات غير الكحولية وتبلغ نسبها ما بين 18 و22 في المئة. والانفاق على شراء اللحوم يستحوذ الحصة الاكبر أيْ نحو ضعفي الانفاق على الخضار ثم يأتي الانفاق على الخبز ومشتقاته من القمح والحبوب.
يأتي الانفاق على النقل في المرحلة الثالثة إذ ينفق اللبنانيون نحو 13,1 في المئة من مداخيلهم على النقل. وقد تصل هذه النسبة الى 15 في المئة من مداخيل القاطنين في مناطق بعيدة من العاصمة.
وتُنفَق 40 في المئة من هذه الحصة على استهلاك البترول (البنزين) في حين تُنفَق نسبة 27 في المئة على شراء السيارات وتبلغ حصة صيانة وإصلاح السيارات 11 في المئة وتزداد نفقات النقل مع زيادة اعضاء العائلة الواحدة مع اتجاه اللبنانيين لشراء سيارة لكلّ عضو ناضج فيها.
وبالمقارنة مع الدول الاخرى تتقارب النسبة في الانفاق على النقل مع الاوروبيين الذين تبلغ نسبة الانفاق على النقل لديهم 12,9 في المئة ويعود ذلك الى ارتفاع كلفة البنزين. أمّا في كندا فترتفع نسبة الانفاق على النقل الى 20,6 في المئة ويعود ذلك الى طول المسافات بين المناطق بالدرجة الاولى.
وفي المرتبة الرابعة من الانفاق لدى اللبنانيين تأتي حصة الطبابة والانفاق على الادوية وتبلغ هذه النسبة 7,82 في المئة منها 53 في المئة على شراء الادوية و24 في المئة على مصاريف المستشفيات.
وبالمقارنة مع الخارج يدفع اللبنانيون ضعفَ ما يدفعه الاوروبيون (3,4 في المئة) ويدفع الكنديون 4,1 في المئة ويعود ذلك الى تراجع المداخيل في لبنان بالمقارنة مع اوروبا وكندا. أمّا السبب الثاني فهو تدنّي درجة الوعي والاحتياط الاستباقي على المستوى الصحي بين لبنان من جهة واوروبا وكندا من جهة ثانية.
أمّا في المرتبة الخامسة فيأتي الانفاق على التعليم وقد تراجعت حصة الانفاق من 7,68 في المئة في العام 2005 الى 5,86 في المئة في العام 2012.
وترتفع هذه النسبة الى 7 في المئة في بيروت وجبل لبنان وتتراجع الى 4 في المئة في منطقة شمال لبنان. وفي المرتبة السادسة يأتي الانفاق على اللباس. الدراسة تظهر أنّ اللبنانيين ينفقون أقل على هذا المستوى إذ بلغت النسبة في العام 1012 5,38 في المئة نزولاً من 6,24 في المئة في العام 2005.
وتأتي في المرتبة السابعة حصة الانفاق على المفروشات المنزلية والتي استقرّت على 3,73 في المئة ولوحظ على هذا المستوى ارتفاع هذه النسبة لدى العائلات الصغيرة وهذا يعود الى المتزوّجين الجدد الذين ينفقون المال على تجهيز شققهم الجديدة.
وينفق اللبنانيون على المشروبات الكحولية ومنتوجات التبغ والتنباك 1,6 في المئة عموماً ويحتلّ الانفاق على التبغ 93 في المئة أي نحو 309,12 دولارات في العام في العائلة الواحدة كمعدَّل سنويّ وسطي.
وعموماً يبلغ عدد العائلات في لبنان نحو 800 الف عائلة، ويُنفَق في لبنان على التبغ 247,3 مليون دولار سنوياً واستثنيت منها كلفة الانفاق على النرجيلة وهي عادة شعبية تتوسّع بشكلٍ لافت في المنازل والمطاعم والمقاهي. وعلى رغم أنّ الانفاق لدى اللبنانيين يبدو مركّزاً على الضروريات فإنّ اللبنانيين ما زالوا ينفقون ما بين 3 و5 في المئة على الملاهي والكماليات.
وانطلاقاً من الدراسة على الانفاق يتوضّح موقع اللبنانيين من القدرة على الادخار غير أنّ دراسة اخرى اظهرت أنّ 70 في المئة من اللبنانيين لديهم مدخول سنوي دون العشرة آلاف دولار وهذا ما يجعل من الادخار أمراً غير ممكن عموماً. كما يظهر عدد كبير من اللبنايين عدم وجود أيّ تخطيط أو برمجة للانفاق لديهم حتى أنّ العدد نفسه يؤكد عدم إدراكه او احتسابه لمجموع انفاقه في الاسبوع السابق.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-04-07)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews