مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس
مضيق هرمز يقع على مرمى أقرب من الناحية الإيرانية، باب المندب يقع على مرمى من الناحية اليمنية وسيطرة أكبر، قناة السويس هي مصرية خالصة فهي في عمق الأراضي المصرية منذ افتتاحها عام 1869 ميلادية، هذه القنوات أو المضائق يمر من خلال نفط الخليج كليا، والمملكة تملك ميزة وجود أنبوب "خط بترولي" من الشرق للغرب بينبع حتى وإن أغلق مضيق هرمز "وهو مالم يحدث سابقا ولا يتوقع مستقبلا لأسباب كثيرة".
قناة السويس لا قيمة لها بدون مضيق باب المندب اليمني إن جازت التسمية، فهي ممر للسفن، يوميا معدل المرور من باب المندب يقارب 57 سفينة وقطعة بحرية، أي سنويا 21 ألف ويزيد من السفن والقطع البحرية، وكلها تتجه للبحر المتوسط ثم إلى أوروبا بكاملها أو شمال أفريقيا وغيرها، قناة السويق تضيف إيرادات للخزانة المصرية بما يقارب 5,3 مليارات دولار أو ما يزيد عن 37 مليار جنيه مصري، رقم كبير ومهم وأمن وطني لا مساس به بالنسبة للمصريين. وباب المندب يمر من خلاله يوميا ما يزيد عن 4 ملايين من النفط العالمي لأوروبا وشمال أفريقيا بما يشكل ما يقارب 5 إلى 6% من النفط العالمي، وعرض باب المندب من الحد اليمني إلى جيبوتي يقارب 30 كيلو مترا، وهناك الكثير من الجزر خلالها وبعمق 100 إلى 300 متر بالبحر، وهذه ميزة لعبور السفن، ومضيق مهم جدا مكمل لقناة السويس.
العالم، وأقصد بها الدول الصناعية من أمريكا إلى أوروبا، وحتى دول المنطقة لن تسمح بإغلاق أو حتى التهديد بغلق أي مضيق سواء هرمز أو باب المندب، فهذا سيعني تصاعد أسعار الطاقة، والإيرانيون ومعهم الحوثيون وكل من يعمل ضد الشرعية في اليمن يعمل على السيطرة على اليمن ومنها السيطرة على باب المندب والتهديد بها لكي يستكمل السيطرة على مضيق هرمز، وهذا يعني الكثير لدول العالم التي تعتمد على نفط دول المنطقة الخليجية حاليا بما يقارب ربع إنتاج العالم، وهي مصدر الطاقة مستقبلا لضخامة الاحتياطيات، فكان تدخل عاصفة الحزم من تحالف دولي لمواجهة الانقلابيين الحوثيين ومن يدعمهم هو الحل ولا بد منه، وهذا ما أيدته كل دول العالم.
فالنظرة الاقتصادية الآن هي هذا المضيق "باب المندب"، وجهد الحوثيين ومعهم الإيرانيين للعمل على السيطرة على المضيق سيكون خطيرا على العالم أجمع، وسيقتل ويقضي على قناة السويس، فلا قيمة لقناة السويس بدون باب المندب، وهذا يعتبره المصريون خطا أحمر.
جهد إيران والانقلابيين كبير للسيطرة على اليمن وزعزعة الأمن وانتزاع السلطة من الشرعية، وعاصفة الحزم من دول التحالف تعمل على إعادة الأمور لنصابها، ولنا أن نتخيل ونتصور كيف سيكون حال المضائق الاقتصادية المهمة بالمنطقة حين تكون تحت سيطرة حكومات تزعزع المنطقة وتغتصب السلطة وتعمل على خلق الفتن والقلاقل بكل جيرانها، هذا ما لا يجب أن يكون ولا يتم من كل دول العالم وهو ما وقف العالم أمامه، وهذا ما يجب أن ينتهي وتعود الشرعية والأمن والاستقرار، فلا أحد يسمح له بالسيطرة على مضائق اقتصادية تهم العالم أجمع وليس اليمن ومصر فقط.
(المصدر: الرياض 2015-04-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews