نعم.. ستعود أسعار البترول بين 100 - 120 دولاراً للبرميل
هل ستعود أسعار البترول الى ما بين 100 – 120 دولارا للبرميل؟ الجواب على هذا السؤال نعم مصيرها ستعود – ولو بعد حين – الى أعلى من 100 دولار للبرميل.
لكن السؤال المناسب للوضع الراهن الآن ليس هو هل؟ بل هو: متى (نعم متى وليس هل) ستعود أسعار البترول للاتجاه تدريجيا الى – ثم أعلى من – 100 دولار للبرميل؟
من أجل أن نعرف الجواب الصحيح ينبغي لنا أولا ان نتعرّف على السبب الأساس (الشرارة الأولى) التي أدّت الى انهيار أسعار البترول من أعلى من 100 دولار الى حوالي 50 دولارا للبرميل، فاذا عرفنا أسباب الانخفاض سيسهل علينا أن نستنتج هل وكيف ومتى ستزول هذه الأسباب. وهل زوالها – مع بقاء العوامل الأخرى ثابتة – سيعود بأسعار البترول الى مسارها السابق.
الآن بدأت تتضح أسباب انخفاض أسعار البترول للمحللين لأسواق البترول، فالذي كان يحدث – من غير أن يلاحظه المحللون – سواء على جانب الطلب أو على جانب العرض كان كالتالي:
أولا جانب الطلب على البترول: الشيء الذي لم يكن يعرفه في البداية بعض المحللين هو أن الدول المستوردة التي تريد ان تشتري البترول يجب عليها اولا ان تشتري الدولار فاذا كان سعر البرميل 100 دولار مثلا وسعر صرف الدولار 85 ينا مثلا فان الياباني سيدفع 8500 ين للبرميل. ولكن عندما ارتفع سعر صرف الدولار الى 120 ينا فان الياباني سيدفع 12000 ين للبرميل، اي ان الياباني أصبح يدفع زيادة قدرها 3500 ين (41 دولارا وفقا لسعر الصرف القديم) في البرميل الواحد.
معنى هذا ان سعر برميل البترول ارتفع للياباني بنسبة 41 % وهكذا بالنسبة لجميع الدول المستوردة للبترول سيرتفع سعر برميل البترول بمقدار نسبة ارتفاع الدولار بالنسبة لعملتها.
جميعنا نعرف انه عندما يرتفع سعر السلعة ينخفض الطلب عليها وهذا ما حدث (الغريب ان المحللين لم يدركوا هذا الا مؤخرا) فبدأت الدول تُخفض طلبها على البترول لارتفاع اسعاره بعملاتها الوطنية وتستخدم البدائل كالفحم والغاز والمتجددة وجميع مصادر الوقود الاخرى المتاحة.
هكذا تحولت الدول المستوردة للبترول تدريجيا من استخدام البترول الى استخدام البدائل الرديئة ما أدى بدوره الى انخفاض معدلات نموها الاقتصادي وبالتالي أدى انخفاض نمو اقتصادها الى انخفاض أكثر في معدلات نمو الطلب الإجمالي العالمي على البترول.
ثانيا جانب عرض البترول: في نفس الفترة التي كان الطلب على البترول يتناقص ببطء بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار زادت بعض دول اوبك انتاجها لتعويض انخفاض انتاج بعض اعضائها الآخرين بسبب الاضطرابات المؤقتة من غير ان تلاحظ انخفاض الطلب بسبب ارتفاع مؤشر سعر صرف الدولار الذي استمر في الارتفاع تدريجيا بالنسبة لعملات الدول المستوردة للبترول.
هكذا انخفاض الطلب من جهة بسبب ارتفاع الدولار، وزيادة العرض من جهة ثانية بسبب عودة الدول التي انخفض تصديرها مؤقتا الى الأسواق أديا الى وجود فائض في السوق.
الآن بعد ان عرفنا أسباب انهيار أسعار البترول حان الوقت لنعود للسؤال المطروح في بداية المقال وهو هل ستزول هذه الأسباب (بالذات السبب الأساس) وبالتالي ستعاود أسعار البترول ارتفاعها الى أعلى من 100 دولار للبرميل؟ أي هل سيعود مؤشر سعر صرف الدولار للانخفاض الى ما كان عليه قبل منتصف عام 2014 وتعاود أسعار البترول ارتفاعها حتى لو لم تخفض الدول التي زادت انتاجها بما فيها روسيا لا سيما بعد عودة إيران والعراق وليبيا الى انتاج كامل حصتها في أوبك.
في زاوية الأحد القادم – ان شاء الله – سنجاوب على: هل وكيف ومتى ستزول أسباب انخفاض أسعار البترول وتعود الأسعار الى مسارها الطبيعي.
(المصدر: الرياض 2015-04-05)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews