Date : 19,01,2025, Time : 10:40:29 PM
3060 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 09 جمادي الآخر 1436هـ - 30 مارس 2015م 04:01 ص

نتنياهو بين الدولة واللادولة

نتنياهو بين الدولة واللادولة
د . ناجي صادق شراب

نتنياهو لم يتناقض مع نفسه وفكره الصهيوني المتشدد الذي يؤمن به، والذي يقوم أساساً على رفض فكرة الدولة الفلسطينية، والإيمان بفكرة الوطن البديل في الأردن .
وليس معنى ذلك قيام دولة فلسطينية على حساب الأردن كدولة، ولكنه يقصد أن لهم دولة .
جاءت تصريحاته أثناء معركة الانتخابات الأخيرة معبرة ومجسدة لهذا الفكر، الذي صاحبه حالة من العداء والكراهية لكل ما هو عربي وفلسطيني . وكان واضحاً وصريحاً عندما قال لا للدولة الفلسطينية، فهو يؤمن بمقولات الفكر الصهيوني الذي يتحدث عن أرض "إسرائيل الكبرى"، و"الأرض الموعودة"، و"أرض الأجداد والآباء"، ولذلك ليس غريباً ما قاله والده عنه إن ابنه "أي نتنياهو" لا يؤمن بفكرة الدولة الفلسطينية، فالدولة الفلسطينية في فكره وفي الفكر الليكودي تلغي فكرة "إسرائيل الدولة"، بل تلغي فكرة دولة لكل اليهود .
وبمتابعة وقراءة فكره عبر التصريحات المختلفة، وقراءة خطبه في مؤتمرات هرتسليا، خصوصاً مؤتمر هرتسليا عام 2009 فقد كان نتنياهو واضحاً في رفض فكرة الدولة الفلسطينية .
وإذا كان هناك قصور فالمسؤولية تقع على الفلسطينيين . وهو عندما يصرح بقبوله بالدولة الفلسطينية فهو يعني أيضاً رفضاً لها، وهنا الشروط اللامتناهية التي يضعها على قيام هذه الدولة، فهو يشترط دولة منزوعة السلاح بالكامل، ما يعني سلب الدولة من أهم عناصرها وهو عنصر السيادة، والتحكم في كل المنافذ البرية والجوية لهذه الدولة، أي دولة بلا منافذ ومخارج، ويشترط أن هذه الدولة ليس من حقها أن تعقد اتفاقات مع أي دولة من الدول، إضافة إلى التحكم في مواردها الطبيعية والمالية وقدراتها الاقتصادية، ولا يكتفي بذلك بل يضيف شرطاً باعتراف "حماس" بهذه الدولة، واعتراف الفلسطينيين ب"إسرائيل" دولة للشعب اليهودي فقط، وهو ما يعني التخلص من كل سكان الداخل .
ولم يكتف نتنياهو بتساوق بين ما يؤمن به من فكر وبين الممارسة السياسية، فلقد سخر فترات حكمه الثلاث كلها في ترجمة هذا الفكر إلى واقع على الأرض من خلال التسريع في عمليات الاستيطان التي قد التهمت كل الأرض الفلسطينية التي يفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية، وبمحاولة فصل أي امتداد لها مع الأردن من خلال التمسك بمنطقة الأغوار، وإقامة المستوطنات عليها وبإقامة الحواجز والفواصل الاستيطانية بين المناطق السكانية الفلسطينية ما بين شمال وجنوب وشرق وغرب بكتل استيطانية يصعب إزالتها . وقد نجح في الواقع في قيام دولة استيطان على حساب الدولة الفلسطينية .
مقابل ذلك نجح الشعب الفلسطيني في تثبيت هويته القومية والوطنية، ونجح في انتزاع اعترافات دول كثيرة، وانتزاع اعترافات الأمم المتحدة بحقه في تقرير مصيره، وقيام دولته على حدود معترف بها، ونجح أيضاً في فرض بدايات عزلة ومقاطعة على "إسرائيل" . ولذلك هو يتعامل مع فكرة الدولة من هذا المنظور السكاني فقط، فالدولة لديه ليس لها سيادة، وليس لها جيش وسلاح يدافع عنها، كل هذه الوظائف تقوم بها "إسرائيل"، وهنا هو يحاول أن يفصل بين فكرة الشعب والذين يعتبرهم أو ينظر إليهم على أنهم مجرد كتل سكانية ليس لها حقوق سياسية، إنما مجرد حقوق معيشية مثل المأكل والمشرب والمسكن، وغير ذلك، وتقوم عليهم سلطة حكم ذاتي ترعى أمورهم وتنسق مع "إسرائيل" في المسائل السيادية والأمنية التي هي من سلطة "إسرائيل" المطلقة، وأقصى ما يمكن أن تقدمه سلطة أعلى من حكم ذاتي وأقل من دولة سيادية . هذه هي صورة الدولة التي يقبل بها .
نتنياهو يريد أن يدخل تاريخ الزعماء اليهود التاريخيين على حساب الدم الفلسطيني، وهو فعلاً قد دخله من خلال أنه الوحيد الذي سيحكم أربع فترات . لكن ما لم يدركه نتنياهو أنه قد فشل خلال حكمه في أن يحقق ل"إسرائيل" الأمن والبقاء، وأنه خلق حالة من الكراهية والتحريض غير المسبوقة، وأنه الوحيد الذي عمل على تشويه صورة "إسرائيل"، وليدرك أنه لا أمن وبقاء ل"إسرائيل" إلا بقيام دولة فلسطينية ديمقراطية مسالمة، وأن هذه الدولة هي حتمية تاريخية وسكانية قصر الوقت أو طال، ولو أراد نتنياهو أن يسجل له أنه حافظ على "إسرائيل" فيكون ذلك أن يطرق باب السلام مع الفلسطينيين، ليحل السلام محل الحرب، والتعايش محل الكراهية، والتكامل محل التنافر . 

(المصدر: الخليج 2015-03-30)




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد