بطولة وأشياء أخرى

هكذا هي طبيعة مواجهاتهم .. وعندما يكون العين والأهلي حاضرين على مسرح الأحداث، فإنهما من الطبيعي أن يتصدرا المشهد مهما كانت المناسبة أو موضوع المنافسة، فمواجهات الأهلي والعين لا تخضع لمقاييس المنافسة التقليدية على ألقاب المنافسات والبطولات المحلية، بل هي منافسة خاصة وبطولة متفردة بالنسبة للفريقين الأكثر فوزاً وتحقيقا للبطولات في مرحلة الاحتراف، ومسيرة الفريقين منذ بدء التعاطي مع الاحتراف قبل سبعة مواسم تؤكد تلك الحقيقة وتلك السيرة والمسيرة المتميزة لكليهما مع البطولات والألقاب المحلية، ومعها تحولت مواجهات الأهلي والعين لبطولة خاصة، لا يمكن التكهن بنتيجتها مهما اجتهدنا، لأنها باختصار لا تخضع لمقاييس المنافسة التقليدية، بل هي خاضعة للحسابات الخاصة التي تفرزها معطيات المواجهة المباشرة بينهما على أرض الملعب.
تلك الحقيقة تجسدت بكل وضوح على أرض الواقع في مباراة سوبر الخليج العربي، التي كانت تصب من حيث الأرقام والمعطيات الخاصة بالنسبة للفريقين قبل المباراة لمصلحة الزعيم العيناوي، الذي يتصدر مسابقة الدوري ويحتل قمة الترتيب في مجموعته الآسيوية في دوري الأبطال، في الوقت الذي يعاني فيه فرسان الأهلي محلياً وخارجياً بوجوده في المركز السادس في الدوري ، وتذيل مجموعته في دوري الأبطال الآسيوي، أضف إلى ذلك تذبذب أداء الفريق الذي يعاني فقدان التوازن محلياً وخارجياً، ووسط ذلك التباين الواضح في موقف الفريقين، كان من الطبيعي أن تذهب الترشيحات صوب الفريق الأكثر استقراراً وتوازناً، هكذا يقول المنطق ولكن تلك المعادلة تبقى بلا أهمية عندما يكون طرفا المواجهة فريقي الأهلي والعين، ومن تابع القمة التي جمعت بين الفريقين في أمسية الخميس بإمكانه تلمس تلك الحقيقة على أرض الواقع.
إن وجود تلك الكوكبة من نجوم الصف الأول في منتخبنا الوطني في صفوف الفريقين، إلى جانب تلك الترسانة من اللاعبين المحترفين الأجانب، المدعومين بقاعدة جماهيرية تلاحق الفريق في حله وترحاله، كلها عناصر مؤثرة كانت لها تأثيرها المباشر في أن تتحول مواجهات الأهلي والعين لبطولة خاصة، الفوز فيها يعادل بطولة بحد ذاتها فما بالك بالفوز بمباراة السوبر التي يعادل الفوز فيها بطولة ومعها أشياء أخرى أهم وأكبر.

كلمة أخيرة
فوز الأهلي بلقب السوبر للمرة الثالثة في تاريخهم وللمرة الثانية على التوالي وعلى حساب العين، يعني الكثير بالنسبة للفرسان خصوصاً في مثل هذا التوقيت.

(المصدر: الرؤية 2015-03-29)