خبراء : هدوء باب المندب مصلحة إستراتيجيّة لإسرائيل ومصر
جي بي سي نيوز - : تُتابع إسرائيل عن كثب التطورّات الأخيرة في اليمن، ويُبرز الإعلام العبريّ الأحداث في هذا البلد العربيّ، فيما يُحافظ صنّاع القرار في تل أبيب، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، على الصمت المُطبق. وفي هذا السياق، رأى المُستشرق الإسرائيليّ، بروفيسور إفراييم عنباري، الذي اعتمد على مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، أنّ المُحافظة على باب المندب، وعدم السماح لجماعة أنصار الله من السيطرة عليه، هو مصلحة إستراتيجيّة لكلٍّ من مصر و"إسرائيل".
وفي تحليلٍ له نشره على موقع المركز الأورشليميّ للشؤون الدوليّة، فإنّ الهجوم على اليمن هو حصيلة تحالف الدول السنيّة: المملكة العربيّة السعودية، مصر، المملكة الأردنيّة الهاشميّة ودول الخليج العربيّ ضدّ أنصار الله، أيْ الحوثيين الشيعة، الذين يعملون على الاستفراد بالسلطة في اليمن، حسبما ذكر. وقال أيضًا إنّه إضافة إلى المدلول المفهوم ضمنًا للدفاع عن الحكم الشرعيّ، المؤيّد للعربيّة السعوديّة وإبعاد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة من على الحدود الجنوبيّة للسعودية، ومن باب المندب، والذي هو مصلحة إسرائيليّة-مصريّة مُشتركة من الدرجة الأولى، هناك مغزى آخر، جيو-إستراتيجيّ فائق الأهميّة: مَنْ هو الحليف الرئيسيّ للولايات المتحدّة الأمريكيّة، الذي يُدافع عن المصالح الغربيّة من المخاطر التي تتعرّض لها مصالح واشنطن وحليفاتها في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبير البروفيسور الإسرائيليّ.
ولفت المُستشرق الإسرائيليّ في سياق تحليله إلى أنّ الاشتباه المركزي لمن أسماها بالدول السُنيّة، هذه الدول الحليفة من عشرات الأعوام للولايات المتحدّة، يكمن في أنّه بالإضافة إلى عزم الإدارة الأمريكيّة على توقيع الاتفاق النوويّ مع إيران، فإنّها تسعى وتُحاول إلى تغيير حليفاتها من الحلف السًنيّ إلى القوس الشيعيّ، على حدّ تعبيره.
وأوضح أيضًا، أنّه في الآونة الأخيرة، تمّ نشر أخبار وتقارير، والتي لم يتّم نفيها، عن وجود علاقات بين الولايات المتحدّة وتنظيم أنصار الله في اليمن، كما أنّ وزير الخارجيّة الأمريكيّ، جون كيري، صرحّ مؤخرًا بأنّه يجب تجديد العلاقات مع الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، والآن، أضاف بروفيسور عنباري، وخلافًا لآراء كبار قادة المنظومة الأمنيّة الأمريكيّة العلنيّة، مثل الجنرال بترايوس، تقوم الولايات المتحدّة بتقديم المساعدات لوحدات من الجيش العراقيّ، التي تحصل على مساعدةٍ من الحرس الثوريّ الإيرانيّ من أجل "احتلال المدينة" التي تُعتبر مركزيّة ومفصليّة، وهي تكريت. وسخر البروفيسور الإسرائيليّ من وسائل الإعلام العربيّة المؤيّدة للعدوان على اليمن، حيث قال إنّ الإعلام المؤيّد للسعوديّة، يُشدّد في تقاريره على أنّ الرئيس الأمريكيّ كان مُشاركًا في اتخاذ القرار بالبدء بالعدوان على اليمن، ولكنّ السؤال، بحسب عنباري، كيف له أنْ يؤيّد الهجوم على اليمن، وفي الوقت عينه يقوم بتقديم المساعدات للشيعة في العراق، الذين يتلّقون الدعم من الحرس الثوريّ الإيرانيّ؟
وبرأيه، فإنّ الحرب على اليمن لا تهدف فقط إلى ردع إيران وإبعادها عن الحدود السعوديّة ومنعها أيضًا من الوصول إلى البحر الأحمر، إنّما الحرب تدور على الشرق الأوسط برّمته، لمن هذه المنطقة تابعة، للسّنّة أمْ للشيعة، ومن هم حلفاء واشنطن الجديرون والمُناسبون، على حدّ قوله.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews