تناول قطعة أيس كريم بـ1000 دولار بين استمتاع الأغنياء واستفزاز الفقراء
جي بي سي نيوز - في مطلع مارس الجاري أذاعت قناة تقريراً مصوراً مستفزاً، تم تصوير جزء منه داخل أحد الكافيهات العادية في مدينة دبي، والذي نال شهرة كبيرة لكونه يقدم أغلى أيس كريم في العالم لرواده من الأثرياء فقط، إذ تبلغ ثمن القطعة منه 3 آلاف درهم إماراتي أي ما يعادل 800 دولار أمريكي ويطلق عليه الماس الأسود، ويدخل في مكوناته شرائح الذهب عيار 23 عيار المعالج صحياً حتى يصلح للغذاء، كما يقدم محل آخر أغلى قطعة "كوب كيك" في العالم المطلية بشرائح الذهب من عيار 23 ويبلغ سعرها 3700 درهم إماراتي، أي ما يعادل ألف دولار تقريباً، وفي لندن كُشف عن قطعة دُونت مزينة بأوراق الذهب وحبات ألماس وصل سعرها نحو 1668 دولاراً، ولم تستعمل للبيع بل كانت جائزة فقط.
والحقيقة أن مثل هذه الأطعمة لم تداعب جيوب الأثرياء فقط بل إنها أثارت استفزاز وغضب الفقراء الذين ليس بمقدورهم شراء جرام واحد منها، بل إن ثمن قطعة الأيس كريم أو الكوب كيك قد يعادل راتب سنة كاملة لموظف مبتدئ، لذا نتساءل هل انتشار مثل هذه الأطعمة باهظة الثمن يعد ترفاً وتجربة لأمر جديد أم هو جنون العظمة ونوع من البذخ والاستهتار؟ ولماذا يود البعض تذوق أطباق يدخل في مكوناتها الذهب، كشوكولا مزينة بالذهب وما شابه، وهل للذهب طعم أساساً؟
سلع استفزازية
عن هذه التساؤلات يجيب الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسي قائلاً: "لا شك أن هذه السلع تعد استفزازية لقطاع عريض جداً من سكان العالم، ولاسيما أن هذه الأغذية تدخل في مكوناتها شرائح الذهب، وحبات الألماس"، مضيفاً: "إذا كانت طبقة الفقراء تشكل أكثر من 95 في المئة من قوام الدول الفقيرة أو النامية، فإن التركيز على مثل هذه السلع يؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب الذي يتطور في بعض الأحيان إلى غيرة تبلغ حد الكراهية، وتؤدي إلى ارتكاب أعمال العنف المجتمعي".
ويضيف عكاشة: "لا بد من التخفيف من هذه السلع المستفزة بقدر الإمكان حتى نخفف من حدة التوتر والعنف في مجتمعات تعاني تفاوتاً طبقياً رهيباً".
الفقراء أولى
أما الشيخ جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر فيرى أن هذه السلع تعكس حالة فجة من التبذير الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ووصف المبذرين بأنهم إخوان الشياطين، مضيفاً: "كان الأحرى بمن يأكل قطعة أيس كريم بقطع الذهب ثمنها ألف دولار أمريكي أن يتبرع بها لفقراء لا يملكون قوت يومهم أو ملبساً يستر أجسادهم، فهذا تبذير وافتراء لا يقبله الله، وسيحاسب عليه من صنعه ومن أكله حساباً عسيراً".
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews