مسرح الفكر الجديد العاشر: قصص تؤكد أهمية الخيال وإطلاق العنان للإبداع
جي بي سي نيوز - “كيف لشخص أن يبني حلما أو مشروعا بدون وجود صورة عنه لديه؟”، بهذا التساؤل، بدأ الناشط الاجتماعي ماهر قدورة عرض مسرح الفكر الجديد العاشر، الذي جاء تحت عنوان “تخيل!”، داعيا كل فرد إلى ألا يحرم خياله من “الالتزام والجهد والتركيز وعدم الخوف من المغامرة”.
قصص عديدة قدمها مسرح الفكر الجديد العاشر، لمواطنين من خلفيات وأعمار مختلفة، بثت الأمل في النفوس، وسلطت الضوء على أمور حياتية قد يجهلها البعض، ودعت لإطلاق العنان للخيال والأفكار والتفكير بحلول وإيجابية دائما.
وعن قيم أصيلة في مجتمعنا، إلا أنها غيبت وأصبحنا نستوردها من الخارج، تحدث مؤسس “ذكرى” ربيع زريقات، وهي مبادرة تقوم على أساس التبادل لا التطوع وتأخذ أفرادا من العاصمة في زيارة إلى منطقة غور المزرعة لاختبار تجربة العيش في القرية والتعلم من أبنائها.
وأورد زريقات أمثلة على هذه المفاهيم مثل “العونة”، وهو مفهوم ما يزال يعمل به أهالي مناطق كثيرة في الأردن، ووضح أنه يقوم على تعاون أفراد المجتمع بعضهم مع بعض، وهو موضوع التطوع نفسه الذي يقوم به العديد من الأفراد الآن.
مثال آخر تحدث عنه زريقات هو “العدولة”، أي مساعدة الشخص الغني للشخص الفقير في القرية من خلال إعطائه حلالا لتربيته، وعندما يكبر الحلال، يأخذ الغني الإناث ويبقي الذكور لدى الفقير، وهو ما يطلق عليه في لغة الأعمال “Win to Win Situation”، بالإضافة إلى أمثلة أخرى أوردها.
وحول التعايش بين الأديان والطوائف، الذي بات موضوعا يسلط الضوء عليه في ظل الأوضاع السياسية وتعقد الندوات والمؤتمرات من أجله، أورد زريقات أمثلة عن وجود خوري في منطقة الكرك اسمه “محمد”، وعن عدم زواج الفتاة المسيحية في عجلون، إلا بعد أن يلبسها جارها المسلم “العباية”.
وعن مشروع “ذكرى للتعلم الشعبي” الذي أطلقه ربيع مع لمى الخطيب، وأطلق العنان لموهبة الفنان خالد النواصرة (14 سنة) الذي يقوم بصناعة ألعاب وسيارت من الأسلاك، وهو جزء من الألعاب التراثية، التي تحمل “ذكرى” عاتق نشرها.
وبخصوص “الطب التلطيفي” الذي يُمكن أفراد العائلة والأشخاص القريبين من الشخص المصاب بمرض من دعمه بشكل مدروس وجعله يحقق أمورا ما يزال يطمح بها وهو على سرير الشفاء، تحدثت مديرة مؤسسة الملاذ للرعاية الإنسانية رنا حماد.
وقالت حماد “تخيل لو أنك أصبت بوجع في منطقة الظهر، وراجعت الطبيب وأخبرك بوجود ورم، وبدأت تموت نفسيا، ولم تلق الرعاية الكافية، فمت عاطفيا، واضطررت لدفع ما ادخرته أنت وأهلك، فذهبت أموالك، ووصل بك التعب إلى أن تشعر بأنك مت روحيا”.
وبينت أهمية الطب التلطيفي وتقديم الرعاية للشخص المريض ممن حوله ومساعدته على تحقيق ما يريد وإنجاز مهام معينة، إلى أن يغادر الحياة بكرامة.
الخيال المستوحى من قراءة الأخبار اليومية وأثرها على الناس، حذا بكمال خوري لتأسيس موقع “شبكة الحدود”، الذي يقدم أخبارا بطريقة ساخرة بناء على واقع معين. وقال كمال خوري إنهم يتخليون ردة فعل الناس على هذه الأخبار والتي تقوم في الأغلب على مبدأ “شر البلية ما يضحك”.
وأورد أمثلة على هذه الأخبار مثل “أمير عربي يعين مصوراً محترفاً لالتقاط صوره “السيلفي” و”الأردن يبدأ بتشييد مشروع المطب العالي بكلفة 5 ملايين”.
وقال كمال “عندما نستعمل السخرية والمبالغة في أخبارنا نلفت الانتباه لمشكلة في جوهرها خطيرة”.
تفاعل الجمهور كان كبيرا مع الفقرات المنوعة في عرض مسرح الفكر الجديد العاشر، الذي جاء بتنظيم من مؤسسة الجود للرعاية الإعلامية وبشراكة استراتيجية مع شركة زين للاتصالات.
متحدث آخر في العرض الذي حضره أكثر من 1200 شخص أغلبهم من الشباب، كانت أخصائية علم النفس رانيا عطاالله، والتي تحدثت عن جزأين في الدماغ يقومان بالتحكم في ردات فعل الإنسان؛ الأول هو “اللوزة” وهو الجزء القديم من الدماغ الذي يقوم بدور جهاز الإنذار ويجعل الإنسان يتصرف بردة فعل سلبية، و”القشرة” وهي الجزء الجديد من الدماغ والذي وظيفته أن يجعل الإنسان يفكر ويتأنى في ردات فعله.
وبينت أنه يمكن ترويض “اللوزة” عن طريق تدريب “القشرة”، واقترحت قيام الشخص بذلك في الصباح الباكر.
ومع المؤدي والمدون محمد القاق، جاءت فقرة فنية وتفاعلية، وتحدث فيها القاق عن كيف أنه كان يواجه مشكلة مع الأغنيات التجارية منذ الصغر، عندما طلبت منه المعلمة غناء أغنية ما، إلا أنه قرر أن يغني أغنية “مطرحك بقلبي” لماجدة الرومي.
المشكلة ذاتها دفعت بالقاق لإنشاء مدونة “خبيزة”، التي كانت أول مدونة فيديو عربية تغطي فعاليات وأخبار الفنانين الذين يقدمون فنا غير تجاري، والتي لاقت إقبالا كبيرا من الناس. أما آخر طريقة للتعامل مع الأغنيات التجارية اتبعها القاق، فكانت من خلال قراره بأن يصبح مدرب رقص الزومبا التي ترتكز على هذه الأغنيات.
الفقرة التالية كانت للطالب دهب شكيل، وهو من باكستان، عاش في قطر وألمانيا وأخيرا في الأردن. وتحدث دهب عن مشكلة عدم تقبل الناس له وحكمهم على لونه الأسمر، مما قلل الأصدقاء لديه، إلا أنه اجتهد على نفسه وحصل على درجات عالية في الدراسة، لكن ذلك لم يكن كافيا لتقبله كإنسان، بل تقبله الناس لتميزه الأكاديمي.
وظل دهب يطور من مهاراته، وحصل على جائزة “أصغر رجل أعمال” بعد التحاقه بمدرسة اليوبيل التي قدمت له الدعم ووجد التقبل هناك.
واستذكر دهب عندما شكا لوالده عن الأمر، فقال له والده “الدهب لو رموه برماد رح يضل يلمع”، ودعا الحضور “كل شخص لازم يدور على اللمعة إللي فيه”.
وفي لقاء بين الناشط الاجتماعي ماهر قدورة والمصور زهراب، تحدث زهراب عن كيف تحقق حلمه منذ الصغر بأن يصبح مصورا، خاصة بعدما أجبره والده على أن يكون خياطا، وكيف استطاع نيل جائزة من الملكة علياء، استطاع بعدها أن يصبح المصور الخاص لجلالة الملك حسين رحمه الله.
واستعرض زهراب رحلته مع التصوير وتوثيقه لمواقف عديدة لجلالة الملك حسين رحمه الله، وتوثيقه أيضا لصور فنية من مناطق عديدة في الأردن منها البتراء.
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة زين للاتصالات أحمد هناندة، عن أهمية الإبداع والخيال ودعمهما، وكيف أنشأت شركة زين “منصة زين للإبداع: زينك” لإيمانها بهذه الأهمية.
وقال في حديث له مع الروبوت الذي حاوره، إن “زينك” تتيح للشباب الأردني إطلاق العنان لأفكارهم الإبداعية وتطبيقها على أرض الواقع من خلال الاستفادة من مرافق المنصة التي توفر خدمات تكنولوجية متطورة، وخدمات استشارية تدعم المشاريع الاستثمارية للشباب، فضلا عن إتاحة الفرصة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة للتواصل فيما بينهم وتشبيكهم مع المستثمرين بهدف تطوير أعمالهم ومشاريعهم التجارية؛ حيث يصب كل ذلك في المحصلة لمساعدة الشباب على تحويل أفكارهم الإبداعية الى مشاريع إنتاجية، تُسوق محليا وإقليميا وعالميا.
ختام العرض كان مع الموسيقي طلال أبو الراغب الذي تحدث عن تجربته عندما فقد زوجته بسبب مرض السرطان قبل عشر سنوات، وكيف حاول العيش مع وضعه الحياتي الجديد مع وجود ثلاثة أولاد هو مسؤول عنهم.
وقال إنه جلس مع نفسه ذات مساء، وفكر بالحل، ورأى أن الحل سيكون بنقل الاستديو الموسيقي الخاص به والذي يعمل فيه إلى البيت. وقال أبو الراغب إنه بهذه الطريقة بقي قريبا من أولاده، وأصبح صديقا لهم.
إلا أن تجربته جعلته يحمل دائما رسالة بث الأمل للناس المصابين بمرض السرطان والقريبين منهم، ومن هنا جاءت أغنية “رسالة أمل” التي أنتجها في العام 2013 خصيصا لهذا الموضوع، والتي قال إنها “من القلب إلى القلب”.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews